الشريط الأخباري

النصف لا يشفي الغليل…معاوية دراغمة

مدار نيوز، نشر بـ 2016/11/21 الساعة 9:05 صباحًا

الكثيرون يقرون لفتح تقبلها للنقد، وأنه صفة أصيلة فيها، وأبعد من أن يكون مزاجيا وموسميا وخاضعا للمتغيرات، وبما أن فتح تعلن أنها تحتمل الجميع، فمن عبأ دلوه بنقد حسن النية، فليدلي به على عتبات المؤتمر السابع.
النظام الأساسي يدعو لعقد المؤتمر مرة كل 5 سنوات، مما يوجب عقد 12 مؤتمرعام خلال عمر فتح البالغ 59 عاما (1957-2016)، ولكن ما تم عقده 6 مؤتمرات عامة، وعلى النحو: الثاني والثالث والرابع عقدت في دمشق في الأعوام 68،71،80، على التوالي، الخامس في تونس 1988، السادس في بيت لحم 2009، السابع على الأبواب، أما الأول فقد أعتبر اصطلاحا سلسلة الإجتماعات الموسعة التي عقدت في أواخر 1964 لإقرار موعد الإنطلاقة.


مهما كانت الأسباب الحقيقية والمبررات، لعدم تواتر عقد المؤتمرات العامة وحسب النظام الداخلي، المتمثلة بالظروف الأمنية والسياسية الإستثنائية، أم أنه كان ينظر الى المؤتمر فقط كمخرج طوارئ من الأزمات، وآلية تعافي من الإصابات البالغة من هول التحديات، والممرات الخانقة التي كانت فتح وبمرارة لا تجد خيارات بديلة عن سلوكها.


مهما كانت الأسباب المذكورة آنفا، يبقى عقد المؤتمرات بمستوياتها ومراتبها التنظيمية المختلفة، أهم من هذه الأسباب بل هو الرد عليها بعينه والسبيل الى مواجهتها، لأن عقدها جذر أصيل من جذور العمل التنظيمي، وهي عملية تزييت وصيانة دورية للآلة التنظيمية، والتي الغاية منها أن لا تكف عن الدوران – أرجو أن أكون وفقت في التشبيه والذي هو من وحي تخصص الهندسة الميكانيكية التي درستها برعاية فتح في رحاب بغداد النازفة -.


المؤتمرات دفيئة نمو ونضج الأفكار، وتراكم الخبرات وغنى التجارب، فالذي يجب أن يقال يقال في وقته ومكانه، لا يؤجل ولا ينثر هنا وهناك، وفي حضرة أي كان.


لا أرى مسوغا للإستغراب في تلاطم الإجتهادات والأفكار في كل مرة، حول التحضيرات واحتدام النقاش حول ضرورة وتوقيت عقد المؤتمر، والعضوية له عددا وشروطا وآليات اختيار( والزعلان أكثر من الراضي )، فما تم عقده نصف العدد المطلوب، فهل يعني هذا ان لدينا نصف المتاح من الخبرات والتجارب ودقة القراءات، وبالتالي نصف رؤى في مواجهة الأزمات والتحديات على المستوى التنظيمي فالوطني؟ أم أن القراءة هنا على نحو رياضي لا تصلح؟.


حين تأرق فتح ويعتل جسدها فإن هذا وبلا تردد ينسحب ويلقي بظلاله على م.ت.ف ومؤسساتها وأطرها التنظيمية، فالمنظمات الشعبية والتي تقودها فتح، كإتحادات الطلاب والعمال والمرأة والمهندسين والفنانين …أالخ، تراجع دور كل منها الى حد كبير، ولم نعد نسمع بعقد مؤتمراتها، مع أهمية هذا الدور كرأي مستنير يؤثر مباشرة في صناعة الرأي العام لكل القطاعات المهنية.


على الحق أن يعود لأصحابه أو على أصحابه أن يعيدوه لصاحبته: حق فتح المقصر به بعدم عقد مؤتمرات اطرها التنظيمية المختلفة بسلسلتها الزمنية أصولا، ووفق ضوابطها التنظيمية وأسس نظامها الداخلي، لنطمئن لا يمكن أن تكون خطورة عقد المؤتمر أكبر من خطورة عدم عقده، العضو الذي يحمل فلسطينية نقية يرى مؤتمرا سابعا أكبر من عضويته بكثير ومحطة طبيعية على طريق مؤتمرثامن بعد خمس سنوات، تمنيات بالتوفيق والنجاح لمؤتمر فتح السابع وأعضائه بما يليق بفلسطين.

رابط قصير:
https://madar.news/?p=17192

هذا المقال يعبر عن رأي صاحبه فقط.

تعليقات

آخر الأخبار