غازي حمد ودافيد ميتان وجرشون بوسكن مثلث صفقة وفاء الأحرار
ترحمة محمد أبو علان
الجزء الأخير من الحلقة الثانية من تقرير القناة العاشرة الإسرائيلية عن صفقة وفاء الأحرار تحدثت عن تفاصيل التوصل لاتفاق بين غازي حمد ودافيد ميتان بوساطة الحاخام جرشون بوسكن قبل طلب تدخل المصريين لإتمام الصفقة.
بوسكن اتصل بغازي حمد وقال له أن هناك ممثل جديد للمفاوضات على صفقة تبادل، في المقابل أبلغه حمد أن حركة حماس معنية بإتمام الصفقة، وبدأت مرحلة تبادل الرسائل النصية بين غازي حمد ودافيد ميتان من خلال الحاخام جرشون بوسكن، ميتان المفاوض الجديد قال، كانت رسائلي تصل إلى أحمد الجعبري، عملية تبادل الرسائل النصية استمرت لشهر ونصف.
بعد مرحلة الرسائل النصية انتقلنا لمرحلة تبادل الفاكسات، وصلت من حماس وثيقة فيها سبعة أسماء من كبار قادة حماس في السجون الإسرائيلية ، دولة الاحتلال الإسرائيلي رفضت أن يكون السبعة أسرى من بين المفرج عنهم، شملت القائمة محمود دغلس، وجهاد يغمور، يحيى السنوار، وفاء الباز، محمد عودة، حسام بدران وسعيد شلالدة، كما رفض الاحتلال أن يكون البرغوثي وسلامة من بين المفرج عنهم.
بعد أن ظهرت عقدة القائمة ذات السبعة أسماء تدخل مرّة أخرى الحاخام جرشون بوسكن وطلب من غازي حمد أن يتم وضع جميع النقاط على الطاولة والالتقاء في منطقة الوسط، بعدها أرسلت حركة حماس فاكس آخر ينص على تقليص قائمة أل V.I.P (حسب التسمية الإسرائيلية) إلى 25 أسيراً، مقابل موافقة دولة الاحتلال الإسرائيلي على إطلاق 25 أسيراً ممن ترفض دولة الاحتلال الإسرائيلي إطلاق سراحهم.
الفاكس الجديد أظهر أن حركة حماس أصبحت مستعدة للحديث بقضايا كان الحديث عنها في السابق محرماً، دافيد ميتان نقل القائمة لرئيس حكومة احتلال الإسرائيلي الذي بدى متفائل بعد رؤيتها، بمعنى تقلص قائمة أل V.I.P ل 25 أسيراً.
في هذه المرحلة من المفاوضات بدأت في دولة الاحتلال الإسرائيلي موجة الاحتجاجات الاجتماعية التي قادتها دفنا ليف، ونصبت الحركة الاحتجاجية خيماً وسط مدينة تل أبيب مما شكل ورقة ضغط سياسية على نتنياهو دفعت بشكل ما إلى اتجاه لإتمام صفقة التبادل.
بعد التوافق على الخطوط العريضة للصفقة أخذ المفاوض الإسرائيلي البحث عن دولة راعية لهذه المفاوضات لإتمام الصفقة، توجه المفاوض الإسرائيلي إلى تركيا التي أعربت عن استعدادها، لكن الإشكالية كانت أن لتركيا لها علاقة جيدة مع القيادة السياسية لحماس، لكن لا علاقات لها مع الجناح العسكري وبالتحديد أحمد الجعبري مما جعل المفاوض الإسرائيلي يصرف نظر عن الوساطة التركية والعودة من جديد للمصرين الذين كانوا بعد مرحلة الثورة وسقوط مبارك.
المصريون استدعوا وفداً إسرائيلياً ووفداً من حركة حماس برئاسة أحمد الجعبري للتفاوض، المفاوضات كانت تحت تأثير ما يجري في العالم العربي من حراك شعبي، خلال هذه المفاوضات وافقت حكومة الاحتلال الإسرائيلي على إطلاق 25 أسيراً من قائمة أل V.I.P ، وعلى إطلاق سراح آمنة منى وأحلام التميمي وستة أسرى يحملون الهوية المقدسية، وحماس وافقت على إبعاد 204 من الأسرى المفرج عنهم.
حاء المصريون وقالوا للوفد الإسرائيلي، مبروك حركة حماس وقعت على الصفقة، الوفد الإسرائيلي مر على وثيقة الصفقة فوجد أن حركة حماس شطبت شرط من الوثيقة المتعلق بمنع دخول الأسرى المقدسيين المفرج عنهم للضفة الغربية لمدة ثلاث سنوات، ورفض الوفد الإسرائيلي التوقيع، بعد تدخل المصريين وافقت حركة حماس على إعادة هذا الشرط، ووقعت الصفة من الإسرائيليين.
حكومة الاحتلال الإسرائيلي استدعيت مع رؤوساء الأجهزة الأمنية على عجل لاجتماع ليلي للمصادقة على الصفقة، 26 وزيراً وافقوا على الصفقة، وعارضها 3 وزراء هم ليبرمان وعوزي لندوا وموشه يعلون، رئيس جهاز الشاباك يورام كوهين الذي حل محل يوفال ديسكن وافق على الصفقة، وكذلك رئيس الموساد الذي خلف دجان، وبقي رئيس الاستخبارات العسكرية “أمان” رافضاً للصفقة.
عن العوامل التي دفعت بحكومة الاحتلال الإسرائيلي للموافقة على صفقة التبادل مع حركة حماس والتي تعتبرها دولة الاحتلال الإسرائيلي من الصفقات الأعلى ثمناً كان الضغط الشعبي الإسرائيلي، وحركة الاحتجاجات الاجتماعية التي تزامنت مع المرحلة الأخيرة من المفاوضات لإتمام الصفقة، ناهيك عن بدأ مرحلة الربيع العربي خاصة في مصر وسوريا من العوامل التي دفعت باتجاه تحقيق صفقة التبادل.
وحتى سارة نتنياهو زوجة رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي كان لها أيضاً دور، حيث قالت لرئيس الحكومة الإسرائيلية بعد أن شاهدت والدة جندي الاحتلال الإسرائيلي في خيمة الاعتصام أن عليه إعادة جلعاد شاليط لعائلته بغض النظر عن الثمن.
رابط قصير:
https://madar.news/?p=17679