الشريط الأخباري

في غزة.. ميدالية تحمل غلاف الكتاب.. تشجيعا للقراءة وطلبا للرزق

مدار نيوز، نشر بـ 2016/11/21 الساعة 9:58 صباحًا

 

 

حبها للقراءة جعلها تُبدع صنعاً لزرع هذه الثقافة في نفوس من حولها في قطاع غزة، فضلاً عن توفير مصدر دخل من خلال تحويل أغلفة الكتب إلى ميداليات وقلائد. تلك هي الشابة “أسماء أبو نصر”.

ومن باب أن الكتاب هو خير جليس وصديق في هذه الحياة الدنيا الذي يمد صاحبه بالزاد المعرفي، وجدت “أسماء” (25 عاماً)، دافعاً لابتكار ميداليات على شكل كتب مصغرة، تسوق لها إلكترونيا بمساعدة شقيقتها الصغرى “إيمان”.

فتراها تجلس في غرفة صغيرة داخل منزلها الواقع في مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، تنشغل في تصميم ميدالية تحمل غلاف رواية “يافا” للأديب الفلسطيني “غسان كنفاني”، تلبيةً لرغبة إحدى زبوناتها اللاتي أُعجبن بفكرتها.

ومنذ خمسة أشهر، بدأت “أسماء” الحاصلة على بكالوريوس في التربية، في إحدى الجامعات المحلية بغزة، بتنفيذ فكرتها التي راودتها قبل أكثر من عام.

وعلى موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أطلقت الشابة صفحة أسمتها “أرجوان”، تعرض من خلالها صوراً للميداليات بشكلها الأولي.

ولاقت هذه الصور التي حملت شكل كتب مُصغّرة، إعجاباً لافتاً من متابعي صفحتها، مما حفّزها على تنفيذ الفكرة واستقبال الطلبات من النشطاء والأصدقاء.

تقول “أبو نصر”: “الفتيات بالعادة يشغفن بعبارات مقتبسة من روايات معينة، وغالبا ما تكون هذه الاقتباسات مشهورة، أو بكتب وروايات بحد ذاتها، فمن هذا المنطلق جاءت فكرة إعداد هذه الميداليات والقلائد مفضلة لديهن”.

وتشجيعاً للقراءة، عملت “أبو نصر” على التنويع في أنواع الكتب فكان منها الاقتصادية، والفنية، وكتب أخرى باللغة الإنجليزية، إضافة إلى روايات أدبية.

كما تُشكّل مشغولاتها هذه، هدايا رمزية جديدة من نوعها، يُهديها الشبان إلى بعضهم البعض تشجيعاً منهم على القراءة، وحبّاً لبعض الكتب.

وكانت “أسماء” قد أطلقت متجر “أرجوان” الإلكتروني منذ أكثر من عام، بمساعدة شقيقتها إيمان (20 عاماً)، لتوفير مشغولات يدوية وإكسسوارات بأفكار مبتكرة.

وعن اختيار هذا الاسم لصفحتها، أوضحت أنها اعتبرت زهر “الأرجوان” رمزاً يميّز مشغولاتها اليدوية عن غيرها، إذ تذيّل معظم منتوجاتها بزهرٍ صغير أحمر اللون.

وعلى قطعة كرتونية صغيرة الحجم، خطّت الشقيقة الصُغرى “إيمان”، طالبة كلية الهندسة المعمارية بالجامعة الإسلامية بغزة، كلمات مقتبسة من قصيدة للشاعر علي فودة، غناها الموسيقار اللبناني “مارسيل خليفة” ومنها “دائم الخضرة يا وطني وإن بان بعيني الأسى”، لتكون فيما بعد فاصلاً للكتب.

وفاصل الكتاب هو قطعة تُصنّع من مواد مختلفة، تستخدم كعلامة تُحدد الصفحة التي وصل القارئ إليها.

وقادت موهبة “إيمان” في الرسم وفن الخط العربي، إلى مساعدة شقيقتها في مشروع “أرجوان”، لإعداد المشغولات اليدوية العصرية، التي تعتمد بالشكل الأساسي على الفنون الجميلة.

ومكّن هذا المشروع الشقيقتان من توفير الدخل اليومي لكلتيهما في ظل ارتفاع مستوى المعيشة، بالتزامن مع ارتفاع نسبة البطالة بين خريجي قطاع غزة.

وتطمح الشقيقتان إلى تطوير مشروعهما الصغير في المستقبل القريب، مع إضافة أفكار مبتكرة جديدة.

وانتشرت خلال السنوات الأخيرة مشاريع شبابية صغيرة، وأخرى مؤسساتية لتشجيع الأطفال والشبان على القراءة.

وتخرّج مؤسسات التعليم العالي الفلسطينية سنويا حوالي 30 ألف طالب وطالبة وتبلغ نسبة العاملين منهم 25%، والعاطلين عن العمل 75%، وفق إحصائيات مركز الإحصاء الفلسطيني.

وتقول نقابة العمال الفلسطينيين، إن عدد المتعطلين عن العمل في قطاع غزة، بفعل الحصار الإسرائيلي والحروب المتكررة، بلغ 213 ألف عامل.

الأناضول

رابط قصير:
https://madar.news/?p=17216

تعليقات

آخر الأخبار