قريبا.. شارع في البيرة يحمل اسم اليهودي الفلسطيني “ايلان هاليفي”
البيرة- مدار نيوز: جدل ما بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى الصفحة الخاصة ببلدية البيرة، أثاره موافقة البلدية على تسمية أحد شوارع مدينة البيرة باسم الراحل ” ايلان هاليفي”، الذي وصف نفسه بالفلسطيني اليهودي.
البعض قال بأنه لا يجوز تسمية الشارع باسم ” يهودي”، بينما تساءل البعض الآخر مستنكرا: هل انتهت اسماء الشهداء الفلسطينيين كي يتم تسمية الشارع باسم “إيلان هاليفي”؟
ما القصة؟
رئيس بلدية البيرة، عزام اسماعيل، قال: ” هو مقترح قدمه لنا مستشار الرئيس د. نبيل شعث وبمطلب من الرئيس ابو مازن، وقد تمت الموافقة بالاجماع على تنفيذه بعد أن عرض المقترح على المجلس البلدي”.
وأضاف مشدداً على مقترح الرئيس عباس: “حتى لو أنه (يهودي)، هناك الكثير من يهود العالم المتعاطفين مع القضية الفلسطينية، ووجب تكريمهم”.
وتابع “سيتم الاعلان قريبا وتحديد عنوان الشارع في المدينة، والذي سيحمل اسم الراحل ” ايلان هاليفي” فيما سيوضع أمام المجلس البلدي اكثر من موقع للشارع وسيقع الاختيار على أحدهم قريباً”.


وأضاف اسماعيل: “هاليفي هو يهودي فلسطيني وكان مناضلاً وعضواً في منظمة التحرير ، وعضواً في حركة فتح، وعضواً في المجلس الثوري، لذا كان له تاريخ نضالي مشرف وداعم للقضية الفلسطينية”.
وردا على الانتقادات تجاه تسمية الشوارع باسماء لشهداء، قال: “هناك العديد من شوارع البيرة تحمل اسماء لشهداء، لاسيما وأنه في الفترة الاخيرة تم اعتماد ميادين للشهداء في المدينة بسبب العدد الكبير منهم، وعليه لا تستطيع المدينة أن تطلق اسم شارع لكل شهيد”.
من هو “هاليفي”؟
“أنا 100% يهودي، و 100% فلسطيني” هكذا كان يصف نفسه الصحفي والكاتب ورجل السياسة الراحل (69)عاماً ” اليهودي” الفلسطيني ايلان هاليفي، والذي ولد عام 1943 في فرنسا.
يقال بأنه من الشخصيات “اليهودية” القليلة التي انضمت لمنظمة التحرير الفلسطينية وكان ذلك في نهاية ستينات القرن الماضي، وقد حظي بـ تكريم من الرئيس الفلسطيني محمود عباس حيث منحه وسام “الاستحقاق الفلسطيني”.
وكان قد عُين “هاليفي” ممثلا رسمياً لمنظمة التحرير الفلسطينية في أوروبا، ومندوب المنظمة في الاشتراكية الدولية، كما كان نائباً لوزير الخارجية في الحكومة الفلسطينية عقب تأسيس السلطة، وشارك في مؤتمر مدريد للسلام وضمن وفد منظمة التحرير عام 1991.
وفي أوائل السبعينات كان عضواً في منظمة اليسارية الإسرائيلية (النضال)،والتي تعارض “الصهيونية”.
وبعد حرب تشرين، شارك “هاليفي” في عدة تحركات فلسطينية إسرائيلية مشتركة كثيرة ومعادية للاحتلال الإسرائيلي، غير أنه يعرف بتشدده المناهض للفكر” الصهيوني”، وبنقده اللاذاع لـ “اليمين الإسرائيلي”.
لم يقتصر نشاط الراحل على العمل السياسي فقط إذ كان له نشاط ميداني أيضا، حيث شهد حصار طرابلس في عام 1983 مع القيادي الفلسطيني الراحل خليل الوزير (أبو جهاد).
يُذكر أن هاليفي صاحب عدد من المؤلفات تناول من خلالها ملفات ذات صلة مباشرة بالقضية الفلسطينية، مثل “المسألة اليهودية” و”تحت إسرائيل هناك فلسطين” و”إسرائيل من الإرهاب إلى مجازر الدولة”، و”في مواجهة الحرب” و”الذهاب والعودة”، انتقد فيها اليمين الإسرائيلي والفكر الصهيوني نقدا لاذعا .
” لا يضرنا ولا يعيبنا”
“هاليفي قد عرف بعداوته الشديدة تجاه الحركة الصهوينة، وكان يعاديها بتنقله من بلد لاخر، وكان عضوا في منظمة النضال التي تعارض الصهيونية ومن يريد ان يعرف عنه أكثر فليقرأ كتبه”. هذا ما أكده لوطن أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح، ماجد الفتياني.
وعن تسمية أحد شوارع مدينة رام الله باسم ” ايلان هاليفي”، قال الفتياني : ” التسمية لا تضيرنا ولا تعيبنا، وهذه الخطوة تنسجم مع أحداث نضالنا والتي أعلنت عام 1969 حيث ايجاد دولة ديمقراطية وعلى أساس المساواة ما بين اليهود والمسيحيين والمسلمين”.
وطن للأنباء- ريم أبو لبن
رابط قصير:
https://madar.news/?p=134145



