قمة أمة لم ترفع سبابتها في وجه اسرائيل 6-3-2025 بقلم : حمدي فراج

مدار نيوز \
لا يجب ان نمر بمحاذاة قمة العرب مرورا سريعا كما أحب الزعماء العرب ان يمروا على قضاياهم المصيرية وفي المقدمة منها قضية فلسطين التي حملت القمة اسمها .
أولا : قمة العرب لا تعني ان يحضر 22 زعيما في مكان واحد ليوم او نصف يوم ، انها تعني شعوب يناهز تعدادهم 500 مليون انسان ، لهم تطلعات و حاجات و امنيات على جغرافيا غنية متنوعة بمقدرات هائلة و تاريخ لا بأس به مقياسا بتاريخ بقية الشعوب و الأمم . و حين تعقد هذه القمة في وقت تعرض فيه شعب شقيق للابادة الجماعية و التطهير الع
قي من قبل تحالف و تكالب غربي على مدار خمسة عشر شهرا ، دون ان ينجح الزعماء في وقف هذه الإبادة فرادى و جماعات و لجان ، يصبح للقمة معنى أكبر ، يزداد هذا المعنى عمقا و أثرا حين تعقد في قاهرة المعز التي تعني للعرب والإسلام و العالم ما تعنيه ، حضاريا و ثقافيا و تاريخيا ، أقله ثقلها السكاني الذي يناهز 30 مليونا .
ثانيا : بدت القمة التي غاب عنها معظم الزعماء ، ان كل دولة لها مشكلاتها شبه المستعصية ، بل بدى ان الزعيم لا يمثل كل دولته او شعبه ، ناهيك عن دول مغدقة في الفقر و الحاجة ، و أخرى مشبعة بالخيرات الفائضة عن حاجتها ، بمعنى : شعب يعاني الجوع و شقيق له بجواره يعاني التخمة .
ثالثا : بدت القمة من خلال بيانها الختامي ، كما لو انها قمة دفاعية ، تريد فقط ان تنأى بنفسها عن المشاكل ، بدون أي مسحة هجومية او حتى تهديدية ، كما لو انها نمر من ورق مقوى بالصمغ ، و بهذا ظهرت أقرب الى قبيلة او عشيرة منها الى أمة ، و ظهرت و إن كان عن بعد ، امام إسرائيل نتنياهو ، اشبه بزلينسكي امام ترامب . و بدت كما لو أنها هي التي تحتل إسرائيل و تحاصرها و تقصفها و تدمرها و تبيدها و تجوعها .
لم ترفع سبابتها في وجه إسرائيل ، و خلى بيانها من أي أداة شرط (و إلّا) إزاء ما فعلته و تفعله في غزة و لبنان وسوريا .
رابعا : لم تحدد القمة الواعدة بأكثر من 50 مليار ، أي تواريخ مقربة ، لا لمنع التهديد باستئناف العدوان على غزة ، و لا لوقف تجويع شعبها الذي اعلنه نتنياهو مؤخرا ، و لا للانسحاب من معبري رفح و فيلادلفيا المصريين و الذي حل موعدهما دون ان تحرك إسرائيل جنديا واحدا الى الخلف .
ان عدم وقف التجويع الفوري و كذلك الايواء ، يعني تهجيرا قصريا للناس عبر أي باب يفتح أمامهم ، فما بالكم و ان إسرائيل ستفتح لهم معبرا و مطارا و ميناء . تحكي الطرفة ان أخا قام بزيارة شقيقته المتزوجة في قرية بعيدة ، و قال لها : كنت أود ان أحضر لكم بعض الهدايا و بعض الفواكه كالموز و التفاح و البرتقال …الخ ، فقالت له أخته مجاملة : و لماذا كل هذا التكلف يا أخي . فقال لها : دعي الأولاد يأكلون و يفرحون .
رابط قصير:
https://madar.news/?p=333556