قومي من تحت الردم .. بقلم : حمدي فراج

مدار نيوز \
لم أجد من كلمات المواساة والعزاء للشقيقة الكبرى سوريا إزاء ما حل بها جراء الزلزال المدمر ، أبلغ و أجمل و أعظم مما و ضعه شاعرها الكبير نزار قباني قبل حوالي نصف قرن ، تحت عنوان ” يا ست الدنيا يا بيروت” ، و أدتها غناء جميلا المطربة الكبيرة ماجدة الرومي : قومي من تحت الردم ، كزهرة لوز في نيسان . ما حل بوطنكم مؤخرا ليس أكثر من زلزال ، ليس أكثر من عمل الطبيعة ، او ما يسميه البعض قضاء وقدر ، ليس لكم و لا لغيركم شأن فيه ، وأنتم الذي تعرض فيه هذا الوطن الجميل والعريق الى سلسلة طويلة من المؤامرات الدنيئة لتقسيمه و قضمه و تجييره لصالح أعدائه ، أعداء الامة واعداء الوطن الكبير ، بحيث تصبح مقدراته و ثرواته تحت تصرف هؤلاء الأعداء الاوغاد و في خدمة مخططاتهم وأهدافهم الخبيثة . لقد انتصرتم على “زلزال بشري” استعماري كوني إرهابي استمرت اهتزازاته عشر سنوات ، و ما زالت بعض ارتداداته ماثلة حتى اليوم ، متمثلة في عقوبات قانون قيصر ، التي من خلالها يمنعون الاغاثات والمساعدات من ان تشق طريقها الى أبرياء ضربهم الزلزال و حاصرهم تحت الردم والدمار ، أطفال و نساء وشيوخ ، ذنبهم الوحيد انهم سوريون . لم يستوعب أصحاب قيصر ، العالميين والمحليين ، الأعداء والاخوة الأعداء ، درس الانتصار السوري على مؤامرتهم التي شارك فيها نحو ثمانين دولة ، بالمال والعتاد والرجال والطائفية و الجيش الحر و دولة العراق والشام والبعض من أدعياء التقدم والبعض من ادعياء المقاومة ، الذين طالت مخازيهم سبي النساء السوريات و العراقيات و عرضهن للبيع في أسواق النخاسة ، تدمير و تحطيم الاثار او تهريبها لبيعها بأي ثمن و هي التي لا تقدر بثمن ، حتى وصل الامر بنبش قبور العظماء بدعوى انهم كانوا ملحدين ، أحدهم الشاعر الكبير أبو العلاء المعري . المطلوب اليوم من سوريا الحبيبة ، ان تستحضر انتصارها على ذاك الزلزال ، زلزال ان يمنح ترامب القدس و هضبة الجولان لإسرائيل ، فيرد نتنياهو ببناء مستوطنة في الهضبة و يسميها “ترامب” ، إستحضار ان يتصل احد زعماء “الثورة” بنتنياهو فيعرض عليه الجولان مقابل ان يخلصهم من بشار الأسد ، و إذا لم يسعف هذا الاستحضار القريب ، فعلى مبعدة يجدر استحضار حضارة ما بين النهرين التي يناهز عمرها ثمانية الاف سنة ، حضارة دمشق و معلولا وعشتار و جلجامش و ايل و تموز و انكادو وانليل و الحدائق المعلقة والكتابة المسمارية التي اوحت للغرب كيف يحمل القلم . حينها ستدرك أمريكا و معها رهط عبيدها ، أن حدثا طبيعيا على شكل زلزال لن يفت من عضدها و لن يجعلها ترضخ لمساعدات و معونات واملاءات . قال نزار لبيروت كلاما بليغا ، أراه يصلح في ظل غيابه ان يكون موجها لسوريا : قومي من تحت الردم ، كزهرة لوز في نيسانْ / قومي اكراما للغابات ، وللانهار وللوديان / قومي اكراما للإنسان / قومي من حزنك …. ان الثورة تولد من رحم الاحزان .
رابط قصير:
https://madar.news/?p=269607