الشريط الأخباري

كريم يونس .. لا إفراج و لا تحرير  بقلم : حمدي فراج

مدار نيوز، نشر بـ 2023/01/06 الساعة 2:17 مساءً

مدار نيوز \

قد تدرك “اسرائيل” انها ارتكبت خطأ جسيما عندما رفضت بإصرار ان لا تفرج عن “كريم يونس” في صفقات التبادل او ضمن الدفعات التي افرجت فيها عن المئات منهم ، خاصة وان اعتقاله جاء قبل اتفاقية السلام ، و ها هي اليوم تقف أمام نفسها كما العارية ، خجلة مرتبكة ، فتطلقه تحت جنح الظلام و تنقله الى كراج عام للباصات في بلدة أخرى و تحاول قبلها معه ان لا يقيم احتفالات في بلدته بعد ان فرضت على القاعات إملاءاتها بعدم استخدامها لهذا الغرض ، أما أمام العالم ، فقد ظهرت انها الكيان الأوحد الذي انفرد بهذه الميزة المخجلة والمخزية ؛ إعتقال مقاتل من أجل الحرية أربعة عقود ، مدة غير مسبوقة في التاريخ الحديث ، و تشاء الظروف ان يكون هذا “الكريم” “اسرائيليا” من بلدة في الداخل ، واحدا من بين مليوني فلسطيني ، عمدت اسرائيل بكل وسائلها الى تركيعهم و ترويضهم و تطويعهم سبعون سنة ، فخرج اليهم هذا الاسير ليقول لهم و للعالم بعد اربعين سنة في الغياهب : نحن هنا . بل لقد قال ما هو ابعد من ذلك : لو اضطرني ان اقضي اربعين سنة أخرى لن يحول هذا دون مواصلة طريقنا .

إعتقدت اسرائيل بحكوماتها التي ناهزت العشر منذ اعتقال كريم قبل اربعين سنة ، انه مجرد مخرب او شخص ينتمي الى بقايا “هنود حمر” يعيشون في اوساطها و يتجنسون بجنسيتها ، و للاسف الشديد ، عمّقت اتفاقية اوسلو قبل ثلاثين سنة ، هذا الفهم و هذا الاعتقاد ، فلم تفرج عنه ، كما روجت و تروج وسائل الاعلام العربية والفلسطينية ، بما فيها قناة الميادين المناصرة “إفراج إفراج” ، و لو كان الحكم عليه خمسين سنة لما رأيناه اليوم في بيته الا بعد عشر سنين ، و من كان سيدري إن كان سيظل على قيد الحياة أم لا .

الامر منطبق على من وصفه بالتحرر ، ففي نيسان العام الماضي ، “تحرر” أسير الجبهة الشعبية رشدي ابو مخ بعد ان أمضى خمسة و ثلاثين عاما ، و بالمناسبة هو ايضا من الداخل ، من باقة الغربية ، قال : لم يحررني أحد ، أنا امضيت مدة محكوميتي بالكامل .

و هذا كلام صحيح و دقيق ، لقد تم اطلاق سراحهما “كريم و ابو مخ” لأنهما امضيا مدة محكوميتهما التي نطق بها ثلاث قضاة اسرائيليون قبل اربعين سنة .

و لسوف تلاحق حكومة اسرائيل كريم يونس ، كما تم ملاحقة الكثيرين غيره ، مثل سمير القنطار ، او اثنين و خمسين أسيرا اعيد اعتقالهم و اعيدت احكامهم بعد تحررهم في صفقة “شاليط” ، و من ضمن أشكال الملاحقة تهديد بن غفير بسحب هوية كريم ، الامر ليس مقتصرا على هذا الوزير الفاشي ، فقد سحب رئيس الوزراء لابيد “المش فاشي” هوية صلاح الحموري المقدسية وابعده الى فرنسا قبل بضعة اسابيع .

قبل نحو ثلاثين سنة قال شمعون بيرس يوم مقتل الحاخام مائير كهانا انه مات بالنار التي أشعلها ، اليوم لدينا حكومة كهانية مكتملة ، فهل ينسحب عليها كلام بيرس و تموت بالنار التي تشعلها .

رابط قصير:
https://madar.news/?p=266276

هذا المقال يعبر عن رأي صاحبه فقط.

تعليقات

آخر الأخبار

حماس ترد على هجوم عباس “اللاذع”

الخميس 2025/04/24 1:15 صباحًا

الخارجية: جاليتنا في تركيا بخير

الخميس 2025/04/24 12:11 صباحًا

اليمن: عدوان أميركي على الحديدة

الخميس 2025/04/24 12:09 صباحًا