كيف سحقت فتح حماس في بيرزيت بفارق 68 صوت فقط ؟..انس الحمدالله
مدار نيوز \ عزيزي القارئ بعيداً عن الكليشهات الجاهزة التي نستخدمها في حال كان المقال لا يعجبك
فأنني أود التوضيح بشكل خاص بأنني لست محايد وأنني منحاز لمنظمة التحرير بشكل واضح وعلني
فأذا أردت أتهامي بالتسحيج بسبب مقالي هذا فأرجوك قل هذا سحيج لمنظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده
في البداية وعملاً في القاعدة ( اللسان حر والقلم مقيد ) فأنني لا أستطيع اخفاء فرحتي بنتائج انتخابات مجلس الطلبة في جامعة بيرزيت ولكنني لا أستطيع اظهار هذه الفرحة بالشكل الحقيقي
فأحزاب منظمة التحرير مجتمعة حصدت 5044 صوت بينما حصدت حركة حماس 3997 صوت
وهذه رسالة مهمة لمن يشكك في منظمة التحرير في الفترة الأخيرة ولا يعتبرها ممثلاً لكافة الشعب الفلسطيني
وتحديداً كان هناك رسالة أهم للدكتور الأقطش رئيس قسم العلوم السياسية السابق في جامعة بيرزيت الذي سبق وخرج عبر قناة الجزيرة ليقول أن منظمة التحرير لم تعد ممثلاً لكافة الشعب
لكن النتيجة في بيرزيت جائت مخالفة لما قال هذه السنة فأحزاب منظمة التحرير من فتح والشعبية والديمقراطية ةحققت انجازاً جيداً هذا العام
حيث حققت فتح والشعبية تفوقاً مهماً في عدد الاصوات،وهذا جيد لدراسة وتحليل الواقع الحالي للسياسة الفلسطينية
فهذه حالة ما بين من يرى نفسه تحت مظلة المنظمة حتى لو أختلف معها ومن يرفض الانضمام لها واعتبارها ممثلاً شرعياً للشعب الفلسطيني
وهذا ما يجب أن تأخذه حماس بعين الاعتبار وما يجب أن تأخذه منظمة التحرير لأصلاح حالها ووضعها كونها الممثل الشرعي والوحيد
وبالعودة لعنوان مقالتي العريض جداً والكبير جداً يكون هناك تساؤل مهم
هل سحقت حماس فعلاً في بيرزيت ؟
في القراءة العادية السطحية لنتائج الانتخابات فالاجابة واضحة ( لا) لم تسحق حماس ولم تسحق فتح
فالمقاعد متساوية “23” مقعد لكل من فتح وحماس، وفي عدد الاصوات لا فرق أيضاً فالفرق ليس بالرقم الكبير جداً، هو فقط 67 صوت لصالح فتح
ولأتساوق مع ما طرحته حماس ولأنسى أن هناك أسرى لدى القطب الطلابي والشبيبة فهذا الفرق بالأصوات هو عدد اسرى الكتلة الاسلامية في بيرزيت
لكن ليس هكذا تورد الأبل وليس هكذا تقرأ الانتخابات أطلاقاً، فقراءة الانتخابات تحتاج لاستعراض تجارب السنوات السابقة منذ عودة الكتلة الاسلامية للمشاركة في الانتخابات في العام 2015 واستعراض نتائج تلك السنوات حتى الانتخابات الأخيرة
وقراءة الظروف بين ترحيب بالعودة وبين تراجع وتقدم بعد أن درس الطالب الواقع طوال هذه المدة
فالطالب بالنهاية مواطن ويمكن دراسة انتخابات بيرزيت كعينة للمجتمع الفلسطيني لمعرفة ماذا يريد وبماذا يطمح
ولمعرفة ما بين حماس وفتح في هذه الانتخابات يجب أن نرى الفرق في عدد الاصوات خلال هذه السنوات
ففي العام 2015 أي العام الأول لعودة الكتلة الاسلامية للمشاركة في انتخابات جامعة بيرزيت وبعد فرز الاصوات
حققت حماس 3340 صوت
وحققت فتح 2540 صوت
حيث كان الفارق لصالح حماس يتجاوز الـ 800 صوت وهذا رقم ضخم ومخيف جداً ولا يمكن نسيانه أبداً
وفي العام التالي 2016 أي العام الثاني لعودة حماس للمشاركة في انتخابات بيرزيت
حققت حماس 3487
وحققت فتح 3045
وبالرغم من ازدياد عدد المصوتين لفتح بحوالي 500 صوت ألا أن هناك تقدم ملموس ايضا لحماس بواقع 100 صوت وبذلك بقي الفارق لصالح حماس بواقع 442 صوت
أي أن الفارق بالاصوات ما بين العام 2015 والعام 2016 تضائل حتى وصل النصف
وفي قراءة نتائج انتخابات العام 2017
حققت حماس 3778 صوت
وحققت فتح 3340 صوت
وفي هذا العام بقيت الفوارق كما هي بين فتح وحماس في بيرزيت بالنسبة للعام الماضي حيث بقي الفرق 438 صوت لصالح حماس على حساب فتح
وفي قراءة نتائج انتخابات العام 2018
حققت حماس 3780 صوت
وحققت فتح 3565 صوت
وفي هذا العام حققت فتح النقلة النوعية لها بعدد الاصوات مع أن الفارق كان لصالح حماس بـ 165 صوت
حيث حققت فتح تقدم بالاصوات عن الأعوام السابقة بشكل كبير وبقيت حماس مكانها بالنسبة للعام 2017
حيث ازداد عدد المصوتين لفتح بما يتجاوز الـ 200 صوت عن العام 2017
وحصدت حماس صوتين فقط في الفارق مع نتائج العام 2017
لتأتي نتائج العام 2019 أي العام الحالي
حيث حققت حماس 3997 صوت
وحققت فتح 4065 صوت
ليكون الفارق 68 صوت لصالح فتح لأول مرة منذ عودة الكتلة الاسلامية في العام 2015
والان بقراءة نتائج الانتخابات منذ 2015 حتى 2019 نستطيع أن نرى بشكل واضح الفارق ما بين فتح وحماس يتقلص رويداً رويداً حتى أنقلب وصار لصالح فتح في العام 2019
فمع أزدياد عدد طلاب ببيرزيت بعد عدة تسهيلات قدمتها الجامعة للمجتمع حيث أصبح من السهل دخول جامعة بيرزيت وبالتالي أرتفاع عدد المصوتين في بيرزيت في كل عام
ألا أن حماس راوحت مكانها ولم تتغير نسبة عدد المدليين بصوتهم لها في الانتخابات بينما كانت فتح تحقق تقدماً في كل عام منذ العام 2015 وتقلص الفارق شيئاً فشيئاً
لا أعلم اذا كانت فتح والشبيبة تعمل حسب خطة أم أن الأمور أتت هكذا بمحض الصدفة
ولا أعلم اذا كانت حماس لا تقرأ التقلص بفارق عدد الاصوات في كل سنة وتدق ناقوس الخطر أم أنها تجاهلت ذلك
وبالعين المجردة نستطيع أن نرى الان أن حماس بالرغم من فوزها كانت تتراجع وفتح بالرغم من خسارتها الا أنها كانت تتقدم وهذا هو العمل التراكمي الذي يبنى عليه، وهذا فارق الـ 68 صوت في العام 2019 لصالح فتح بعد فارق الـ 800 صوت في العام 2015 يعد نصراً مهما لفتح
فحماس لم تستطع الحفاظ على ما حققته واستطاعت فتح استقطاب كل صوت تستطيع استقطابه لصالحها
ولهذا أستطيع أن أقول ( بالفم الملان) بأن فتح سحقت حماس في بيرزيت بفارق 68 صوت فقط
وفي قراءة أخرى لنتائج انتخابات العام 2019
فحماس حققت تقدمها في صناديق الطلبة الخريجين من سنة خامسة ورابعة
بينما حققت فتح تقدمها في أصوات الطلاب الجدد وطلاب السنة الثانية والثالثة
حيث حققت حماس تقدماً في الاصوات كالتالي :
في صندوق الاعمال والاقتصاد ( طلاب سنة خامسة ) فرق 11 صوت لصالحها على حساب فتح
وفي صندوق العلوم ( طلاب سنة رابعة ) فرق 64 صوت لصالحها على حساب فتح
بينما حققت فتح تقدماً للأصوات كالتالي
صندوق الهندسة ( طلاب سنة ثالثة ) 21 صوت لصالحها على حساب حماس
صندوق الاداب ( طلاب سنة ثانية ) 40 صوتاً لصالحها على حساب حماس
صندوق كمال ناصر ( طلاب السنة الاولى ) 82 صوتاً لصالحها على حساب حماس
وبهذا وبالعين المجردة نستطيع أن نرى نتائج الانتخابات في العام المقبل 2020 فبتخرج الخريجين وبقاء الدفع المتوسطة والجديدة بالجامعة سوف تكون نتائج الانتخابات لصالح حركة فتح بفرق أكبر في عدد الاصوات لكن هذا يحتاج أن تدق الشبيبة وحركة فتح ناقوس الخطر مرة أخرى والعمل الدؤوب في خدمة الطلاب واستقطاب الاصوات الجديدة فالان رئيس المجلس من الشبيبة أي فتحاوي وأي خطاً يرتكبه المجلس سوف تكون المسؤولة عنه فتح امام الطلاب
وهذا ما سوف يشكل سنة أجازة وراحة لحماس لتعود وتعمل على قواعدها في طلاب السنوات الفتية والسنوات المتوسطة
وفي السياسة وبعيداً عن العمل النقابي الطلابي لا أستطيع ان اخفي أن هناك عوامل خارجية ساهمت بتفوق حركة فتح فالطلاب في بيرزيت هم جزء لا يتجزء من المجتمع الفلسطيني وتأثر على سلوكهم الانتخابي السلوكيات السياسية للاحزاب الفلسطينية وقد تغيب الجانب النقابي لدى اتخاذ قرارهم بالتصويت لصالح حزب وليس لصالح كتلة طلابية ولهذا أستعرض أهم الأحداث التي ساهمت في تفوق فتح وتراجع حماس في الفترة الأخيرة
أولاً : قمع حراك ” بدنا نعيش” الذي لم يفصل بين قمعه وانتخابات بيرزيت سوى أيام حيث شكلت ساحة الترنس في الفترة الاخيرة محط انظار للشباب الفلسطيني في كل اماكن تواجده وللشباب الجامعي تحديداً فاللذين قمعوا بالترنس هم شباب وطلاب جامعات في جيل الناخبين في جامعة بيرزيت وبشكل عام فالمجتمع الفلسطيني يرفض القمع ولربما طلاب بيرزيت عاقبوا الذي أستخدم القمع في الترنس من خلال صنادق الانتخابات
ثانياً : تقهقر حماس في ملف مسيرات العودة فلهذا الملف أهمية أعلامية أكسبته أياها حماس بنفسها في البداية ومن ثم شاهد الجميع التقهقر والتراجع الذي عاشته حماس في هذا الملف حتى حصلت واقعة ” نبي هدوء ” التي وظفها مناظر الشبيبة في انتخابات بيرزيت بشكل جيد
ثالثاً : سياسة حماس في التدخل في الشؤون الخارجية للدول العربية فالطالب في بيرزيت ليس طالباً في المريخ فهو بكل تأكيد درس تجربة تدخل منظمة التحرير في شؤون بعض الدول العربية وما أكسبناه أياه هذا التدخل من ويلات وحسابات لم تغلق حتى اليوم وهو بكل تأكيد يشاهد تدخل حماس في الملف السوري والليبي والمصري وقد يكون هذا الملف هو مشروع تخرج الطالب من الجامعة ويدرك الطالب بكل تأكيد ما يجلبه هذه التدخل من ويلات للشعب الفلسطيني فما حاولت اخفائه حماس عن الشعب الفلسطيني فضحته وسائل الاعلام في تلك الدول للجميع
وهذه قد تعد أسباباً كافية لتفوق حركة فتح في هذه الانتخابات فالطالب ربما أراد عقاب حركة حماس على ما تقوم به من سلوكيات سياسية في الأونة الاخيرة
وفي النهاية لا يسعني ألا أن أتمنى ان تبقى احزاب منظمة التحرير في المقدمة دائماً وأن تحفظ هذا النصر وهذا التقدم لأجلنا ولأجل الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده
رابط قصير:
https://madar.news/?p=134756