كيف يمكن التعامل مع الاحتلال وأدواته إعلامياً؟

كتب محمد أبو علان
الإعلان الذي نشرته جريدة القدس على صدر صفحتها الأولى عن نيتها نشر مقابلة خاصة مع وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أثار جدل على صفحات التواصل الاجتماعي جاء في مجمله ضد خطوة جريدة القدس.
مع قناعتي أن القضية تحتاج لنقاش فلسطيني داخلي، إلا أنه لابد من الإشارة إلى إنها ليست المرّة الأولى التي يظهر فيها مسؤول إسرائيلي عبر وسيلة إعلام فلسطينية، فقد وسبق وأن ظهر الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر فضائية معا خلال أحد الجروب الثلاثة الأخيرة على قطاع غزة.
إلى جانب ذلك، كم كبير من الأخبار والتحليللات الإسرائيلية تترجم وتنقل يومياً للقارىء والمستمع والمشاهد الفلسطيني بشكل خاص، والعربي بشكل عام عبر الكثير من وسائل الإعلام العربية المختلفة ومنها الفلسطينية، حتى كبريات الفضائيات العربية ومنها فضائية فلسطين وفضائية معا فيها زوايا ثابته لترجمات من الصحافة الإسرائيلية.
شخصياً، وكوني أحد المهتمين بالترجمة من وسائل الإعلام الإسرائيلية، وأنشر هذه الترجمات عبر أكثر من وسيلة إعلام محلية أود الاحتفاظ برأئي الشخصي في هذه المرحلة كي لا أقف موقف التأيد أو المعارضة بشكل أو بآخر من هذه القضية كوني طرف فيها.
ولكن ما أود قوله أن النقاش حول قضية التعامل مع وسائل الإعلام الإسرائيلية عبر الإدلاء بتصريحات لهاـ أو الترجمة منها، أو إجراء مقابلات مع شخصيات إسرائيلية قضية تحتاج للتوقف أمامها ونقاشها بشكل معمق بين مختلف الجهات في المجتمع الفلسطيني وخاصة من الجهات ذات الإختصاص في الشأن الإعلامي، ومن مختصين بالدعاية الإعلامية المضادة وكيف يمكن التعامل معها.
فأنا كشخص مهتم بالترجمة من وسائل الإعلام الإسرائيلية اتعرض في بعض الأحيان لانتقادات من القراء والمتابعين لترجماتي، فمنهم من ينتقد كون الترجمات لا تخدم وجهة نظره وموقفه السياسي، ونفسه قد يرحب ويصفق لترجمات أخرى تتناسب ورؤيته السياسية، وهناك من يصل به الاتهام بأنني اعزز الرواية الإسرائيلية متناسياً أن المنقول هو ترجمه من أجل تعريف القارىء الفلسطيني بالرواية الإسرائيلية.
نقل الرواية الإسرائيلية وفق سياسية تحررية محددة يمكن الجهات الفلسطينية قراءة وتفنيد الرواية الإسرائيلية التي في العادة تكون رواية جيش الاحتلال الإسرائيلي عندما يتعلق الأمر بجريمة جديدة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
الجدل المتجدد حول آلية التعامل مع وسائل الإعلام الإسرائيلية يحتاج بأن يكون هناك لقاءات بين مختلف الجهات ذات العلاقة أولها جهات من الإعلام الرسمي، ثانيها المراكز الإعلامية مثل مركز الإعلام في جامعة بيرزيت، وأساتذة الإعلام في كليات الإعلام في الجامعات الفلسطينية، مع ضرورة الاستعانة بحبراء فلسطينيين من فلسطين المحتلة عام 1948 كونهم مطلعين بنية المجتمع الإسرائيلي من مختلف جوانبه ومنها الإعلامية.