تشير دراسات إلى أن القيلولة يمكن أن تحسن من صحتك إذا ما كانت بشكل صحيح، ومع ذلك، فإن القيلولة الطويلة قد تؤدي في نهاية المطاف إلى تأثير سلبي على صحتك العامة، وقد تساهم أيضا في تقصير العمر.

تحدثت مجلة “نيوزويك” مع أطباء النوم لفهم كيف يمكن أن تؤثر القيلولة بعد الظهر على الحياة، وكيف يمكن تحقيق أقصى استفادة منها.

قالت خبيرة النوم عالمة الأعصاب في شركة اختبار النوم “Wesper” تشيلسي روهرشيب: “في حين أن الأبحاث مختلطة حول كيفية تأثير القيلولة على الصحة وطول العمر، تشير الدراسات إلى أن مدى تأثيرها على صحتك يعتمد على الموقف، فالأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة بشكل عام ويحصلون على نوم جيد في الليل يميلون إلى الاستفادة من القيلولة القصيرة أثناء النهار”.

وأضافت: “تشير الأدلة إلى أن هؤلاء قد تحسنت لديهم صحة الدماغ والقلب، وربما يعيشون لفترة أطول”.

ويمكن للقيلولة التي تتراوح مدتها من 10 إلى 20 دقيقة، أن تحسن الوظيفة الإدراكية والمزاج والإنتاجية، وتوفر دفعة من الطاقة للإنسان.

ووفقا لتقارير طبية، يمكن أن تكون القيلولة القصيرة أفضل من الكافيين، عندما تحتاج إلى التركيز وأنت تشعر بالتعب الشديد.

علاوة على ذلك، فهي تساعد على تقليل التوتر، وتحسين الصحة المناعية، وخفض ضغط الدم، وتعزيز الإبداع، وتنظيم النوم ليلا.

وقال الدكتور راج داسغوبتا كبير المستشارين الطبيين في “Sleep Advisor”، التي تضم مجموعة من المختصين بعلم النوم: “من المهم ألا تتجاوز القيلولة 30 دقيقة لمنعك من الدخول في المراحل الأعمق من النوم”.

وأضاف أن القيلولة التي تزيد مدتها على 30 دقيقة تعرضك لخطر الإصابة بـ”القصور الذاتي” في النوم، وهو ما يحدث عندما تستيقظ من النوم العميق وأنت تشعر بالتعب والترنح أكثر مما كانت عليه قبل قيلولتك.

كيف تؤثر القيلولة الطويلة عليك؟

توضح روهرشيب أن “القيلولة الطويلة يمكن أن ترتبط بسوء الحالة الصحية وانخفاض العمر، لأن الأشخاص الذين يأخذون قيلولة طويلة باستمرار من المحتمل أن يحصلوا على نوم منخفض الجودة أو فترات نوم قصيرة في الليل”.

وقالت: “من المفهوم جيدا أن قلة النوم ليلا لها آثار سلبية كبيرة على الصحة وعمر الإنسان، وعلى وجه الخصوص تزايد معدلات معظم أنواع أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والسرطان والسمنة والأمراض العصبية والتبدلات الهرمونية وأمراض الجهاز المناعي”.

وأضافت: “الأشخاص الذين يحتاجون إلى قيلولة طويلة عادة ما يكونون متعبين جدا وبطيئين أثناء النهار، وبالتالي أكثر عرضة لنمط حياة خامل”.

وفقا لداسغوبتا، فإن الحاجة إلى قيلولة طويلة في كثير من الأحيان قد تكون أيضا علامة على وجود خطأ ما في جسمك.

وأضاف: “إذا وجدت نفسك بحاجة إلى قيلولة طويلة أو متعددة لتتمكن من قضاء يومك، فقد تكون مصابا باضطراب نوم. إذا كنت تجد نفسك بحاجة إلى قيلولة طويلة بشكل روتيني فقد يكون ذلك علامة على حدوث شيء آخر”.