الشريط الأخباري

لماذا كل هذا اللؤم الاخوي العربي والإسلامي .. بقلم : حمدي فراج

مدار نيوز، نشر بـ 2024/03/29 الساعة 3:02 مساءً

مدار نيوز \

في أسوأ كوابيسنا ، منذا الذي كان يتوقع ان تصل غزة الى رمضان الفضيل و لّما العدوان الابادي عليها ما يزال متواصلا ؟ بل و ان الكوابيس تتلاحق و تزداد وحشة و ظلمة بأن يحل العيد على غزة دون ان تجد فسحة من وقت يزور فيها الثكالى المفجوعون بعشرات الالاف أحباءهم ممن رحلوا الى تحت التراب في قبورهم الجماعية رحيلا ابديا ؟ .

لقد انتفضت غزة بدمها ، انتفاضة الضحية على الجلاد ، و السجين على السجان ، و هي التي خرجت عن بكرتها في استقبال القائد ياسر عرفات بعد توقيعه اتفاقية السلام التي حملت اسمها “غزة و اريحا أولا” قبل ما يزيد على ثلاثين سنة ؛ استقر فيها ، و أصبحت قبلة لمعظم الزعماء ، بمن فيهم الأمريكي بيل كلنتون ، و العديد من الزعماء الإسرائيليين ، فكيف في غمرة هذا الوقت أصبحت محط اهتمام اسرائيل ابادتها ، و كيف اصبح الغزيون “وحوشا آدمية” و “حيوانات بشرية” وفق رئيس الكيان هيرتسوغ ووزير دفاعه غالانت ، اما وفق بن غفير و سموترتش فلا بد من إعادة استيطانها من جديد بعد ان يتم تهجير سكانها تهجيرا طوعيا ، و هذا اقل وطأة من دعوة وزير التراث ياهو ، محوها عن الخارطة بالقنبلة النووية .

و رغم ان العالم اكتشف في اقل من ستة اشهر ان الوحوش الادمية هم الواصفون لا الموصوفون ، ممثلون في دولة إسرائيل ، عبر ادانتها في الجمعية العامة و محكمة العدل الدولية و مؤخرا مجلس الامن ، الا ان الولايات المتحدة الامريكية عنوان الحضارة و التمدن و الديمقراطية دعمت الوحوش المنفلتة ضد الأطفال و النساء و الشيوخ ، و الوسائل المحرمة دوليا كالتجويع و التدمير الشمولي للمنازل و المشافي و المدارس و المساجد ، و الأهم ان كل هذا يتم في بحبوحة من الزمن طالت حتى الآن ستة أشهر ، و ستستمر وفق كبيرهم نتنياهو بضعة اشهر أخرى ، بعدها ستستمر السيطرة المباشرة عليها و من يتبقى من سكانها في الخيام (احتلالها) بضع سنوات ، و بالمعنى الادق : الى الابد .

لم يكن لغزة ان تعير اهتماما لدولة إسرائيل ، الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط ، و لا لدولة أمريكا الديمقراطية العظيمة العريقة في العالم ، فهؤلاء أعداء اصيليون للشعب الفلسطيني و لكل حركات المقاومة و التحرر في العالم ، و لكن موقف اخوتهم في العروبة و الإسلام ، بدا و كأن الامر لا يعنيهم ، و كأن مليوني فلسطيني عبارة عن زيادة عددية ازاحتهم من الحياة لن يضير العروبة و الإسلام ، او حتى زائدة دودية يجدر استئصالها ، اسرفوا و اغرقوا في اللهو و الملذات و الألعاب و حتى مسلسلات رمضان بعشرات الملايين خلت من سيرة غزة و ألمها و حزنها و عذابها .

لقد لحن القائد الفذ محمد ضيف حين وجه رسالته للشعوب العربية و الإسلامية – من مصر الى ماليزيا – ان ينفروا خفافا و ثقالا ، ان لا يأبهوا لحدود او جنود .

لماذا يا ربنا العظيم كل هذا اللؤم الاخوي العربي و الإسلامي ، لماذا كل هذا الكره لغزة و شعب غزة و مقاومة غزة و ملامح غزة و أطفال غزة و سمك غزة و صباحات غزة . حتى اخوتنا الموهومون بالسلام و الفساد يتربصوننا بالمحاسبة و التكنوقراط .

رابط قصير:
https://madar.news/?p=309892

هذا المقال يعبر عن رأي صاحبه فقط.

تعليقات

آخر الأخبار