لماذا يريد مؤلف كتاب “فقوعة” حرقه؟
مفيد طاهر جلغوم، 46 عاماً، حاصل على درجة الماجستير في التاريخ، من سكان قرية فقوعة، ويعمل حالياً مدرساً في التربية والتعليم، مؤلف كتاب “فقوعة”، كتب على صفحته على الفيسبوك قبل أيام المنشور التالي:
“اعلن انا مفيد طاهر جلغوم، مؤلف كتاب فقوعة، قراري الشخصي باتلاف وحرق كتابي المذكور، امام عدد من اهالي القرية، وذلك حفاظا على علاقاتي الطيبة مع أهالي البلدة، وأنا بانتظار موافقة عطوفة محافظ جنين على التنفيذ”.
للوقوف على تفاصيل القضية ، والدوافع وراء نيته حرق كتابه الذي بذل فيه ثلاث سنوات من العمل المتواصل اتصلت بـ “مدار نيوز” مفيد جلغوم مؤلف الكتاب لتتعرف أكثر على الكتاب، وما دفعه لاتخاذ قرار حرق الكتاب.
قال مفيد جلغوم” الكتاب يتكون من خمسة فصول، و 352 صفحة، واستغرق العمل عليه ثلاث سنوات، الفصل الأول يتحدث عن جغرافيا قرية فقوعة وأراضيها ، وهدف إلى إنعاش الذاكرة المحلية حولها، وتحدث الفصل الثاني عن تاريخ قرية فقوعة من العهد البرونزي وحتى العام 2015 بالاعتماد على مراجع تاريخية موثقة وموسوعات، وعلى روايات شفوية من العام 1936 لتكملة القصص والروايات”.
الفصل الثالث من الكتاب كان عن الحياة الاجتماعية في فقوعة، وعن عائلاتها والعادات والتقاليد فيها، واعتبر مؤلف الكتاب أن قريته فقوعه حالة استثنائية كونه يعيش فيها حوالي 5000 نسمة من 44 عائلة، وشمل هذا الفصل ثلاثة أسئلة عن عائلات فقوعة، وهي من أين أتت؟، ومتى أتت؟، ولماذا أتت؟.
الفصل الرابع كان ا عن الوضع الاقتصادي للقرية ، تحدث عن الأنشطة الإقتصادية الموجودة في القرية من زراعية وثرورة حيوانية وحرف وخدمات، الفصل الخامس والأخير هو الفصل الذي يتحدث عن فقوعة من الناحية الإدارية، وشمل التعريف بالمؤسسات الحكومية والأهلية الموجودة في القرية.
قبل قيام مؤلف الكتاب بنشره أرسل نسخ منه لعشرة أشخاص للإطلاع عليه وإبداء الملاحظات، كما أرسلة لأحد دكاترة الجامعات للتدقيق، ونسخة منه أرسلت أيضاً للمجلس القروي للإطلاع عليه، وطلب المؤلف مساعدتهم المالية في طبع الكتاب.
الكتاب طبع ونشر منذ ثلاثة شهور، ونشر فقرات منه عبر شبكة التواصل الاجتماعي ووصلت للمؤلف الكثير من الملاحظات الإيجابية حول كتابه، إلا أن الأمور انقلبت رأساً على عقب منذ حوالي الأسبوعين، حيث شهدت القرية حملة منظمة وتحريضية ضد الكتاب لرفض بعض العائلات نشر معلومات عنها في الكتاب.
ناهيك عن دخول الشأن السياسي على خط معارضي الكتاب الذين اعتبروا حديث المؤلف عن القضايا السلبية في العهد الأردني (قرية فقوعة كان فيها مخفر للشرطة الأردنية حسب المؤلف) بمثابة إساءة للعلاقات الأردنية الفلسطينية والذي قد يترك أثرا سلبي على سكان القرية وعائلاتها.
ويقول الكاتب أن عرائض رفعت من بعض سكان القرية، ومن المجلس المحلي وبعض التنظيمات السياسية لمحافظ جنين تطالبه بوقف توزيع الكتاب واتلافه، وقال ان المحافظ شكل لجنة لدراسة الكتاب من جديد، ولم يتوقف الأمر عند رفع العرائض، بل وصل الأمر إلى تهديدات بالقتل وصلت للكاتب بالقتل عبر شبكات التواصل الاجتماعي حسب قوله.
بعد كل هذه التهديدات قال الكاتب لموقع مدار نيوز:
“قررت تغليب المصلحة العامة على المصلحة الشخصية، واختصاراً لأي إشكاليات قد تحدث في القرية بسبب كتابي قررت إتلاف الكتاب وحرقة أمام عامة الناس في القرية”.
وحول نتائج اللجنة التي شكلها المحافظ بخصوص الكتاب جاء على صفحة محافظة جنين ان:
“السلم الأهلي بالغ الأهمية، وكتاب “فقوعة “سيصحح في طبعته الجديدة، ووافق المحافظ اللواء إبراهيم رمضان على تنفيذ الاستاذ مفيد جلغوم قراره باتلاف اصدارة الذي حمل اسم “فقوعة” بسبب اعتراض عدد من اهالي قرية فقوعة”.
وكان المحافظ رمضان قد شكل لجنة لتقديم المشورة وحل هذا الاشكال مع الاستاذ مفيد جلغوم ، الذي استجاب لتوجه اللجنة ووضع ما تم جمعه من الاصدار تحت تصرف اللجنة، بانتظار اتلاف النشرات.
وعن موقف أهالي القرية بشكل عام قال المؤلف:
” أهالي القرية والمثقفين فيها يرفضون عملية التشهير بالمؤلف ويرفضون بشدة أن تكون بلدتهم هي أول بلدة فلسطينية يحرق فيها كتاب، ويطالبون المؤسسات الثقافية والكتاب الوقوف الى جانب المؤلف في هذه المحنة الثقافية التي قد يكون لها نتائج سلبية على المشهد الثقافي في منطقة جنين خاصة وفلسطين عامة”.
رابط قصير:
https://madar.news/?p=15357