الشريط الأخباري

ليس الى ذاك الحد .. والانسان أعظم حرمة من الكعبة – بقلم : حمدي فراج

مدار نيوز، نشر بـ 2022/06/03 الساعة 1:07 مساءً

مدار نيوز \

ما زال الفلسطينيون في الاسبوع الاول على “مسيرة الاعلام” حائرون فيما بينهم إزاء الطعم الذي خلفته “المعركة” على ألسنتهم إن كان حلوا أم مرا ، خاصة المقدسيون منهم ، الذين أثبتت عشرات سنينهم أنهم لا يكلون ولا يملون من مجابهة عدوهم ، ربما لجسامة ما يعتقدون ، من أنهم ابناء المدينة التاريخية المقدسة ، وعاصمتهم الابدية التي يتنازعهم الاحتلال عليها لأسباب عقدية و توراتية .

كان يمكن حسم “الطعم” ، كما في كل معركة ، حلوا و مرا ، “حامض حلو” ، فهذه معارك نربح فيها و نخسر ، وهي في المحصلة جزء من دستور الثورات العالمية ، حرب شعبية طويلة الامد ، لا بد لأصحابها من كسبها و حسم طعمها ، حتى بدت أصوات من أهل “سيف القدس” في معرض تبرير غمد السيف ، و كأنها تمتشق سيفا آخر تشهره في وجههم ، و تأخذ عليهم انهم يعتمدون على غيرهم لتحرير مدينتهم ، و تساءل أحدهم : لماذا “غزة” اعتمدت على نفسها ، ولم تنتظر “القدس” لكي تساعدها .

كاتب آخر نفى ان تكون ذئاب المسيرة قد اقتحمت الاقصى او عرجت عليه ، بل التزمت بالمسار المحدد لها من قبل ، اما ما حسم مرارة “الطعم” لدى البعض ، ما وصل اليه محلل تلفزيوني من ان العدو لم يبطش بالناس كما في كل مرة ، و شيئا فشيئا كاد ان يصل الى مرحلة ان يدافع عنهم ويشيد بهم و بسلوكهم وأخلاقهم .

لم يعتمد المقدسيون ، ولا الضفاويون ، إذا صحت التسمية ، على غيرهم ، إذا كان الغزاويون ، هم هذا الغير ، كلهم شعب واحد يرزح تحت نير الاحتلال ، لكن بعض القيادات في غزة ، هي من قالت انها لديها “سيف” وهذا السيف أشهرته قبل سنة ، وكانت له الكلمة العليا ، وان ما بعده ليس كما قبله ، وأنه ما يزال مشهرا ، و لن يغمد أبدا ، حتى شعر الشعب كله في الداخل والخط الاخضر والخارج ، ان هذا السيف سيفه ، وأنه لن يخضع لبورصة المساومات والمفاوضات ، كما خضع “سيف” الانتفاضة الاولى الذي كان عبارة عن “حجر” ، فاستبدلته قيادة الثورة باتفاقية اوسلو، لكن الاحتلال ظل جاثما على الصدر ، صدر الارض و صدر الانسان .

إن هذه النظرة القاصرة والعاجزة ، التي ترى ان الاماكن المقدسة هي فقط من تستحق اشهار السيف ، صاروخا كان ام حجر ، سرعان ما ستغمد سيفها ، بالسرعة التي تحولت فيها مسيرة الاعلام الى قافلة ذئاب ، تتسلل الى جنين والخليل و بيت لحم ورام الله ، فتعتدي بالرصاص على رؤوس و قلوب الفلسطينيين و تبطش بهم ، وخلال الخمسة ايام التي اعقبت المسيرة بطشت الذئاب بعشرة فلسطينيين ، والحبل على الجرار ، لأصحاب السيف المنعمين في قصور السلطان العربي والخليفة التركي ، نسوق لهم ما قاله رسول الله قبل حوالي 1400 سنة للكعبة : لقد شرفك الله، وكرمك، وعظمك، والمؤمن أعظم حرمة منك .

رابط قصير:
https://madar.news/?p=242884

هذا المقال يعبر عن رأي صاحبه فقط.

تعليقات

آخر الأخبار