ما هي أسرار التسويق الإلكتروني في 2023؟
مدار نيوز \
تشهد صناعة التسويق تطوراً مستمراً في العصر الرقمي، وهذا ما يلزم الشركات والأفراد بمواكبة أي جديد يحدث في هذه الصناعة.
وقد ساهم انتشار الإنترنت في انتقال مفهوم التسويق من المرحلة التقليدية المتمثلة في اللوحات الإعلانية والراديو والتلفزيون وغيرها، إلى المرحلة الحديثة المتمثلة في التسويق الإلكتروني الذي يتم عبر مختلف منصات وسائل التواصل الاجتماعي.
واستطاع التسويق الإلكتروني أن يحقق نموا كبيرا على حساب التسويق التقليدي، وهذا ما يظهر جليا في حجم إنفاق الشركات والأفراد على الإعلان الرقمي الذي يعد جزءا لا يتجزأ من التسويق الإلكتروني، حيث تجاوزت إيرادات سوق الإعلانات الرقمية عبر مختلف الأدوات والوسائل والمواقع والأجهزة، حاجز الـ 567 مليار دولار في 2022، في حين تشير التوقعات إلى أنها ستصل إلى 626 مليار دولار بحلول عام 2023، مسجلة نسبة نمو نسبته 8.4 في المئة بحسب “ستاتيستا”.
إعلان مدفوع وأداة ترويج مجانية
ازدهار قطاع التسويق الإلكتروني لا يرتبط فقط بالإعلانات المدفوعة، إذ أتاحت وسائل التواصل الاجتماعي لجميع الأفراد والشركات، فرصة التسويق لأنفسهم أو لمنتجاتهم مجانا، وذلك عبر صناعة محتوى يجذب الجمهور، مثل النصوص والفيديوهات والصور وغيرها، ليتحول نجاح هذا المحتوى على الصعيد الجماهيري إلى أداة ترويجية مجانية.
أقوى طرق التسويق
ويقول محمد قدور، خبير التسويق بمنصات التواصل، في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن أقوى طرق التسويق حاليا هي التسويق الذكي، الذي يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى التسويق بالمحتوى عبر تقديم النصائح والمعلومات، مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح إحدى الأدوات الأساسية التي تساعد على جمع وتحليل كميات هائلة من البيانات المتوفرة على شبكة الويب، ما يساعد على فهم توجهات الجمهور في وقت سريع، وتحديث الاستراتيجيات التسويقية بناءً على هذه التوجهات.
هل هناك وسيلة تسويق هي الأفضل؟
ويضيف قدور أنه مع تعدد وسائل التسويق الإلكتروني، بات من الصعب التعرف على أفضلها، حيث يتوقف ذلك على نوع الجمهور المستهدف، فمثلاً تيك توك من أكثر التطبيقات شعبية لدى الشباب، وبالتالي فإن من يريد أن يتوجه لهذه الفئة من الجمهور في 2023، عليه أن يلجأ إلى التسويق عبر هذه المنصة، في حين يمكن استخدام فيسبوك وإنستغرام للوصول إلى جمهور أكثر تنوعا، من حيث الفئة العمرية والتوجهات والاهتمامات، لافتاً إلى أن التسويق عبر هاتين المنصتين اللتين تضمان مليارات المستخدمين حول العالم يساعد في تحقيق كافة الأهداف المرجوة من عملية التسويق.
تويتر..
أما بالنسبة لتويتر، فيرى قدور أنه يمكن استخدام هذه المنصة للوصول إلى جمهور يبحث عن المحتوى المقروء أو عن رأي معين، ولذلك فإن الوجود على هذه المنصة قد يكون مفيداً، خاصة للأشخاص الذين يسعون للتسويق إلكترونياً لأسمائهم ونشاطاتهم الشخصية، مشدداً على أهمية الاستمرار في متابعة التطورات في مجال التسويق للحفاظ على النجاح والتميز في السوق.
للوصول إلى سر النجاح..
من جهته، يقول جورج نجم؛ خبير التواصل والباحث في التسويق في مدرسة الأعمال TBS تولوز فرنسا، في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن التسويق الرقمي أو الإلكتروني بات ركيزة أساسية لمختلف الأنشطة التسويقية، التي تحدث في العالم حالياً، لافتاً إلى أن العمود الفقري لنجاح هذه الأنشطة، يعتمد على التجانس بين مختلف أدوات التسويق الإلكتروني المتوفرة، إذ لا يصح الوجود على منصة ما والغياب عن المنصات الأخرى، فالاعتماد على استراتيجية تسويقية متكاملة العناصر، إضافة إلى مواكبة السوق وفقاً لتوجهات الجمهور المستهدف في كل بلد، يساهمان في الوصول إلى “سر النجاح” في عالم التسويق.
الإعلان عبر الجيل الجديد من الذكاء الاصطناعي
وبحسب نجم، فإن صناعة التسويق تقوم حالياً برصد ومراقبة التطورات المتسارعة، التي تحدث على الساحة التقنية، لناحية ظهور الجيل الجديد من الذكاء الاصطناعي المتمثل بـ ChatGPT والبرامج المماثلة، مؤكدا أن استراتيجيات التسويق ستتأثر حتماً بهذا التوجه، ولكن بعد أن يتضح مسار الأمور، حيث إن العلامات التجارية لا تزال تبحث عن الطريقة الأنسب لاختراق هذه السوق الجديدة، بناءً على التجارب وليس على النظريات.
ويرى نجم أن المفترق الأساس في صناعة التسويق في 2023، سيكون الجيل الجديد من الذكاء الاصطناعي، متوقعاً بدء ظهور التغييرات في الأشهر المقبلة من العام الحالي، لتتطور الأمور بشكل أكبر في 2024 والسنوات اللاحقة، مشدداً على أن أدوات الذكاء الاصطناعي التي يتم استخدامها في التسويق الإلكتروني حالياً، والتي تقوم بتحليل البيانات واتجاهات السوق، هي أدوات مختلفة تماماً عن تلك المنتظر ظهورها، مع برامج مثل ChatGPT التي تتمتع بقدرات فائقة.
150 مليار دولار
ويختم نجم حديثه بالإشارة إلى أنه في السنوات الخمس الأخيرة وحتى يومنا هذا، لا يزال التسويق عبر منصات التواصل الاجتماعي المعروفة مثل لينكد إن وتويتر وفيسبوك وإنستغرام ومؤخراً تيك توك، في صلب الاستراتيجيات التسويقية للأفراد والشركات، وقد باتت السوق متأقلمة مع هذه المنصات، التي أتاحت للجميع إمكانية الوصول إلى العملاء المناسبين، كاشفاً أن الإنفاق على التسويق في مواقع التواصل الاجتماعي تخطى حاجز الـ 150 مليار دولار في عام 2022.
رابط قصير:
https://madar.news/?p=276419