الشريط الأخباري

ما هي قصة الجزيرة المسلمة الوحيدة في أستراليا؟

مدار نيوز، نشر بـ 2017/01/29 الساعة 5:49 مساءً

ذهبنا إلى قارب نك سو مبكراً في اليوم التالي مع ابن أخيه أوسي، لنرى بأعيننا بعضاً من اكتفائه الذاتي. الصيد، كما هو متوقع، نشاط يجمع المجتمعين في جزر كوكوس ويساعدهم على تحمل تكاليف الحياة. خلال دقائق لاحظت أجساماً سوداء طافية تحتنا بحجم موائد الغداء.

صاح أوسي متعجباً: “سلاحف!”. هناك مئات من سلاحف البحر في البحيرة، إلى جانب عددٍ وفيرٍ من الأسماك، والقروش، والشفنينيات وأبقار البحر.

مدَّ نك سو ركبتيه اليابستين برفق بينما كنا نركب الأمواج في طريقنا إلى المياه العميقة. عندما كان نك سو صغيراً كان يعمل مع متحدثين آخرين بلغة الملايو، في جزيرة ساوث، في جمع ثمار جوز الهند لعائلة كلونيس روس لتقشيرها وبيعها في الداخل الأسترالي.

قال نك سو: “كنت أجمع مائة ثمرة في حقيبة. وكنا نحمل خمسة آلاف ثمرة جوز هند على أكتافنا كل أسبوع”.

الشمس فوقنا مباشرة، وقاربنا مليء بالأسماك التي سوف نشاركها مع العائلات في جزر هوم، لذا فقد عبر أوسي ونك سو البحيرة لينزلاني في جزيرة وست لمقابلة باقي السكان المحليين. الكثير من سكان جزيرة هوم يعملون في جزيرة وست، في مركز خدمة الزوار، والمدرسة، والمركز الطبي، والمقاهي الموجودة في الجزيرة. هناك أيضاً سكان من جزر وست يركبون المعديَّة يومياً للعمل في جزيرة هوم.

تُخصَّص أوقات الظهيرة للعب الغولف عبر المدرج الدولي، أما فترات المساء فهي للعب التنس، أو لاحتساء الشراب في الحانة، ويبدو أنَّ هناك مناسبة للسكان المحليين كل يومين. بالنسبة لي، يبدو الدين في المركز من كل ما يجري على جزيرتي هوم، ووست، والسكان هم القوة الدافعة. لا يبدو أنَّ من المهم لو كان السكان ينظمون بناء مسجد جديد، أو مسابقة في نادي الغولف، فهؤلاء الناس يعيشون مع بعضهم البعض على خلفية هذا الحس المجتمعي.

أخبرتني مديرة التسويق في مركز خدمة الزوار، وتُدعى جولز، أن التفاعل في الجزر شيء يعتنقه الناس هنا. وقالت: “بناتنا كلهن يتطلعن لعيد الفطر عندما نذهب جميعاً لجزيرة هوم للاحتفال معاً”.

كلا المجتمعين يستمتعان بالإفطار معاً صبيحة أول أيام العيد، وما يصحبه من شعائر بينما ينتظرون حلول العام الجديد. تُزَيَّن البيوت بالأضواء الحالمة، ويأكل الناس معاً في بيوت مفتوحة، ويذكرون من ماتوا من أقاربهم. حتى لو لم يكن المجتمعان قريبين من بعضهما كما كان الحال منذ عشرين سنة خلت “بسبب تأثير الداخل الأسترالي” كما يقول تيري واشر، أحد السكان المحليين، إلا أنَّ هناك ما يدعو للأمل في هذا المكان.

لقد حمت العزلة هذا المجتمع إلى حد ما، من خطاب راي هادلي، وباولين هانسون والبقية. لو لاحظ المزيد من الناس تاريخ التعايش بين سكان جزر هوم ووست، دون الإنصات إلى الضوضاء الخارجية وضغط وسائل الإعلام، ربما يلهمه ذلك بعض الأمل.

يطلق أستاذ الأنثروبولوجيا بجامعة لاتروب الأسترالية، نيكولاس هريسما، على الملايو من سكان كوكوس “أقدم مجتمع إسلامي وجنوب آسيوي، مستمر دون انقطاع، في أستراليا”، وفي الجزر، هذا أمر يدعو للاحترام والاحتفاء.

في اليوم التالي انتظرت في مقهى كوكوس مالاي بمطار جزيرة وست، بينما كانت سيدة محجبة تقلي بعض السمبوسة للكهربائيين الذين أنهوا ورديتهم على الجزيرة. تأملت فيما تولَّد لديَّ في البداية من أفكار في أنَّ العزلة هنا ربما تكون قد تسببت في الخوف وانعدام الثقة. لكنَّ الحقيقة أنَّ “حوض السمك” هذا قد أتاح لهم الحفاظ على الحس المجتمعي والتعايش بطريقة لم يعد الكثير من الأستراليين يعرفونها.

 

المصدر: هافينغتون بوست

رابط قصير:
https://madar.news/?p=27808

تعليقات

آخر الأخبار

الاحتلال يقرر ترحيل ٣ مقدسيين

الخميس 2025/02/13 2:45 صباحًا

ياسوف.. في مرمى إرهاب المستعمرين

الأربعاء 2025/02/12 4:00 مساءً