أجمع محللون إسرائيليون على أن عملية القدس أمس تشكل مرحلة جديدة في العمل المسلح وفصلاً جديداً في الانتفاضة الحالية؛ “فلا تنطبق على العملية ذات المواصفات لمثيلاتها السابقة، فقد نجح منفذها في تضليل الشاباك حتى آخر لحظة”.
فقد عنون موقع “واللا” العبري “لم يكن فتىً بسكين”، وذلك في إشارة إلى اختلاف نوعية هجوم أبو صبيح؛ حيث استخدم سلاحاً نوعياً بالتناسب مع الانتفاضة وهو سلاح “M-16” وليس أسلحة مصنعة يدوياً كما جرت العادة.
وفي تحليله للعملية يعتقد محلل الشؤون الفلسطينية بالموقع “آفي زخاروف” أن عملية الأمس ستدفع بالكثير من السلاح للشوارع، وذلك في محاولة لمحاكاة عملية أبو صبيح الناجحة في محاولة للفتك بالعدد الأكبر من الإسرائيليين.
ورأى المحلل العسكري بصحيفة “يديعوت أحرونوت” “رون بن يشاي” أن العملية جاءت لتعطي دفعة جديدة للموجة الحالية من العمليات التي دخلت عامها الثاني وأن هذه العملية ستشكل نقطة تحول لباقي المنفذين المفترضين بذات القوة التي منحتها عملية “ايتمار” بداية أكتوبر من العام الماضي لما تبعها من عمليات أودت بحياة 43 إسرائيلي.
وأضاف أن طريقة التنفيذ تدلل على مستوى تدريب عالي وقدرة على استخدام السلاح، في حين يرى أنه “من الصواب تجفيف منابع السلاح بالمناطق الفلسطينية قبل وصول آلاف قطع السلاح لأيدي معادية”.
أما محلل الشئون العربية في القناة “الثانية” العبرية “إيهود يعاري” فقد رأى أن أبو صبيح لم يأتِ من هوامش المجتمع؛ بل كان شخصية بارزة ولها وزنها في كل ما يتعلق بمواجهة زيارات اليهود للأقصى”.
وقال “يعاري” إن الشاباك عمل كل ما بوسعه لضمان اعتقال أبو صبيح وكان سيبدأ بقضاء محكوميته صباح أمس، إلا أن أنه كان ذكياً حتى آخر لحظة وأجرى مقابلات مع وسائل إعلامية فلسطينية وأعرب عن استعداده لدخول السجن دون أي إشارة أو حتى شك بخصوص نواياه الحقيقية.
في حين زعم المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” – عاموس هرئيل- أن السبب الرئيسي لتراجع موجة العمليات يعود للتنسيق الأمني الوثيق بين أجهزة امن السلطة والشاباك، وأن المشكلة بهكذا عمليات أنها تجر عمليات “ارتدادية” حيث يحاول آخرون تقليد عملية أبو صبيح وهنا منبع الخطورة.