مروان البرغوثي بقلم فدوى
مدار نيوز، نشر بـ 2016/07/13 الساعة 12:31 مساءً
أحببتني ولكن فلسطين اكثر, لم يسبق لي ان كتبت مقالاً عن المناضل مروان البرغوثي في الذكرى السنوية لاعتقاله،وقررت ان اكتب، وبشكل استثنائي وبعد 14 عام من اعتقاله، والحقيقة انني حتى الآن لا استطيع أن أبوح بكل شيء ولا حتى بالقليل وذلك لأن الاحتلال ما زال جاثماً على صدورنا ويؤثر في كل تفاصيل حياتنا، ولأن المخاطر كثيرة اضافة إلى أن الجبهة الداخلية لا تتحمل.
عندما وقعت في حب مروان كنت في الأعدادي وكان هو ربما لم يكمل الثانوي وقد ولد كلانا في قرية كوبر (رام الله) ونشأت وتربيت في أسرة محافظة بشكل عام، وكان من الصعب أن نلتقي على انفراد، وكانت علاقة حب بريئة تماماً لا تخلو من تبادل بعض الكلمات والنظرات والرسائل، في هذه الأثناء وقبل أن يكبر هذا الحب اعتقل مروان وهو على مقاعد الدراسة وهو الناشط في البلدة والمدرسة وفي الاعتصامات والتظاهرات، حيث كان شاباً صغيراً يافعاً ولكنه متقد بالحماس والديناميكية وذو شخصية قيادية متميزة وكاريزما خاصة ، وقضى مروان خمس سنوات في السجن، وفي هذه الاثناء بين 1983-1978 أنهيت الدراسة الثانوية وكنت ناشطة في الشبيبة وفي لجان المرأة للعمل الاجتماعي الفتحاوية وعضواً في اللجنة المؤسسة لهذا الإطار، وقد أشرفت على إنشاء عشرات رياض الأطفال في مختلف أنحاء الضفة الغربية المحتلة، وباشرت بدراستي بعد التوجيهي لإنهي شهادة في العلوم والرياضيات، وخلال وجود مروان في السجن طلب يدي العديد من الشبان وكنت أرفضهم مما أوقع والدي في حيرة، وهو الذي عودنا وشقيقاتي على إحترام رغبتنا وإرادتنا، وقد اضطررت لمصارحته بحقيقة حبي لمروان وأنني أنتظره حتى يخرج من السجن، علماً أني لم أكن متأكدة من قرار مروان بعد خروجه من السجن، ولم يكن والدي سعيداً بهذا الاختيار مشفقاً علي وعلى مستقبلي في حال ارتباطي بشاب لا زال رهن الاعتقال ومستقبله مجهول وظروفه صعبة في الظروف التي سادت آنذاك.
وفور خروج مروان من السجن توجهت لمنزل عائلته، وكنت متلهفة جداً لمقابلته بعد هذه السنوات وكررت في الأيام التالية الزيارة وجلست وتحدثنا، وقال لي حرفياً ” أنا أحبك وكنت أفكر فيك طوال سنوات الإعتقال ولم تغيبي لحظة عني بل كنت حاضرة معي، والحقيقة أني فوجئت برفضك لعروض الزواج وقرارك إنتظاري كل هذا الوقت، حيث أبلغتني والدتي ووالدي بذلك في زيارة السجن، وأنا اقدر لك ذلك كثيراً ولكنني ولأنني أحبك، وأتمنى لك مستقبل جميل لا أريد أن ترتبطي بي لأني خارج من السجن أكثر إيماناً وقناعة وعزيمة وتصميم على مواصلة النضال ومقاومة الإحتلال، وأنا لا أفكر بالزواج أو تكريس حياتي لأسرة، وأنا لا أريد أن أظلم الفتاة الوحيدة التي أحببتها واختارها قلبي، وأكثر من ذلك أقول أنه لن يكون لي مستقبل فمصيري واضح إما الشهادة أو السجن المؤبد، وليس لدي بيت أو منزل ولن يكون لي، وليس في جيبي دينار واحد، وأنا خارج من السجن وقرار النضال ضد الإحتلال أولاً وثانياً وأبداً حتى تحرير بلادنا، وسأكرس حياتي لهذا الملف المقدس والنبيل”
أستمعت لحديث مروان وشعرت بصدمة شديدة وزاد حبي وإعجابي بهذا الشاب المتدفق حماسة والروح الثورية رغم سنوات الحرمان والألم في السجن والذي يتحدث عن فلسطين بوصفها عشيقة، وأحسست أنه خارج من السجن وفي داخله ثورة عارمة، والحق انني شعرت بالغيرة لأن فلسطين استحوذت على عقله وقلبه تماماً، وأثبتت الأيام ان شعوري كان في محله، وكان جوابي له” هل فلسطين لك وحدك؟ فاجاب: لا، فقلت: أنا معك في نضالك وسأكون شريكة لك في مسيرة الكفاح ضد الإحتلال وإلى جانبك في كل الظروف، وفلسطين تستحق منا جميعاً التضحية، وأعاهدك ان أكون معك ومساندة لك دوماً، فقال: يجب ان تعلمي ان هذا هو عقد زواجنا وليس الورقة التي يكتبها المآذون الشرعي.
فقلت له: عقد الزواج رضا وقبول وأنا قبلت. ولم تمض سوى بضعة أسابيع حتى قررنا الخطبة وكان مروان قد التحق فور الافراج عنه بايام بجامعة بيرزيت ولم تمض سوى بضعة أشهر قليلة حتى اصبح مروان مطلوباً لسلطات الاحتلال التي واظبت على مداهمة منزله مراراً وتكراراً وكذلك مساكن طلبة الجامعة، وكان فور دخوله بيرزيت قد باشر نشاطه التنظيمي والسياسي والوطني والنقابي وسرعان ما برز قائداً طلابياً متميزاً وانتخب سريعاً رئيساً لمجلس الطلبة في الجامعة، الأمر الذي سيتكرر أكثر من أي رئيس مجلس طلبة في تاريخ الجامعة، وأسهم في تأسيس وقيادة الشبيبة بكل فروعها وقطاعاتها، ثم أصبح من المتعذر ان نلتقي وأنا لم أراه سوى بضع مرات بعد انتظار خمس سنوات وهو في السجن ولاحقاً بسبب المطاردة والإعتقالات المتكررة في ثلاث أو أربع مناسبات، وفي أحدى المرات التي خرج فيها من السجن قررنا وعلى عجل ترتيب حفل زواج خلال بضعة أيام، حيث تكفل بكل شيء شقيقه الوفي والمخلص وهو أكبر منه أبو تامر، الذي كان يعمل في السعودية آنذاك وحضر خصيصاً وتحمل كل النفقات. ولم يكن مروان حينها يملك ثمن السجائر التي يدخنها.
وبعد مرور ثلاثة أشهر على زواجنا تعرض مروان مجدداً للملاحقة والمطاردة ثم الإعتقال والتحقيق لأكثر من سبعين يوماً في الزنازين، ثم فرض عليه الإقامة الجبرية ثم إعتقاله إدارياً في أول مجموعة، ثم إعتقاله إدارياً بعد إستئناف قرار الإعتقال الإداري الذي كان قد توقف عام 1979 وتجدد بداية عام 1985 وكنت حاملاً في إبننا البكر قسام الذي وضعته في غياب والده المعتقل، الأمر الذي سيتكرر مع أبنائنا جميعاً ولم يحظ مروان بحضور أو استقبال أياً منهم وكان في هذه الأثناء يقود إضراباً مفتوحاً عن الطعام في سجن بئر السبع ورفاقه المعتقلين الإداريين احتجاجاً على الإعتقال الإداري، حيث كان مروان ممثلاً للمعتقلين، وقد علم من المحامي في اليوم السادس عشر للإضراب عن ولادة القسام، ووزع على الأسرى المضربين “الملح” إحتفاءاً بالمناسبة ولم يكن بحوزتهم سوى الماء والملح. وكان مروان قد اختار أسم القسام قبل إعتقاله، وكان يقول ان أحد الطرق لتكريم شهدائنا العظام ان يحمل أبنائنا أسمائهم، فالشهداء ضمير الشعوب والأمم والأكرم من الجميع، والأهم ليس ان نطلق أسماء الشهداء على أبنائنا فقط بل ان نصون المباديء والأهداف التي ضحوا من أجلها.
ولم يحظ مروان بتقبيل أبنه القسام وان يحضنه لأول مرة إلا بعد أربعة أشهر من ولادته فرح ولعب معه بضعة أسابيع قبل أن يتعرض للمطاردة مرة أخرى ويتكرر الأمر مع ميلاد أبنتنا ربى في غيابه كذلك.
وعشية الإنتفاضة الأولى قررت حكومة إسرائيل الإرهابية إبعاد ونفي مروان من البلاد بقرار عسكري صادر عن وزير الحرب إسحاق رابين والحاكم العسكري إيهودا براك، وذلك في إطار سياسة القبضة الحديدية التي قررتها حكومة الإحتلال بداية حزيران 1985، في ضوء تصاعد الهبات الشعبية والمواجهات مع الاحتلال على نحو مميز، وكذلك بعد أيام قليلة من عملية تبادل الأسرى الشهيرة بين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة – وإسرائيل والتي تحرر من خلالها 1250 أسيراً، وقد جرى في إطار القبضة الحديدية إعتقال إداري لعدد من القيادات الوطنية والنقابية والطلابية والإعلامية والنشطاء كما جرى لاحقاً إبعاد عدد من القيادات البارزة عشية الإنتفاضة وكان مروان من بينهم، وطوال ثلاث سنوات من زواجنا وإبعاد مروان لم نقض سوياً سوى بضعة أسابيع وأجواء من المطاردة والملاحقة والإختفاء والمداهمات من قبل سلطات الإحتلال، وبعد الإبعاد بأسابيع قليلة التحقت بمروان لنعيش تحت سقف واحد لأول مرة بصحبة أولادنا القسام وربى منذ زواجنا قبل ثلاثة سنوات، وقد شعرت أني التقي مروان لأول مرة وأتعرف عليه من جديد، حيث كان لأول مرة يمارس دوره كزوج فعلياً ورب أسرة وأب لأولاده، واكتشفت مدى المشاعر الإنسانية والعاطفية الهائلة من خلال علاقته وبالأولاد.
وكان أول مطلب لي هو إستبدال حذائه، كان قد تبرعت له بعد دخوله الجامعة عام 1983، عدد من الطالبات والطلبة وخاصة الطالبة المرحومة إنعام صوفان زوجة الأخ والصديق نايف سويطات، قدمت له حذاءاً (كويكرز)، وتم إبعاده بعد أربع سنوات وهو بنفس الحذاء، وكان الطلب الأول لي ان يستبدل هذا الحذاء ورغم صعوبة الأمر عليه فقال سأحتفظ به ولكن لن أنتعله بعد اليوم، وهذا ما كان، وكان قد تعرض بعد إبعاده للإعتقال لفترة قصيرة في الأردن وفرضت عليه الإقامة الجبرية لمدة ستة أشهر، وقد شعرت بمدى الألم والمعاناة والقهر والعذاب الذي عاشه مروان في المنفى، حيث ظلت ذاكرته مرتبطة بفلسطين وبكل التفاصيل، فهو ولد فيها ونما وترعرع فيها بما في ذلك في السجون والنضال ضد الإحتلال ولم يغادرها في حياته قط، ولم يفكر بذلك، والآن هو يتواجد في المنفى منقطعاً عن الجامعة والوطن والبلاد والشوارع والناس، وقد انصب إهتمامه مباشرة بعد الإبعاد على متابعة العمل النضالي والإنتفاضة، وعمل مباشرة إلى جانب أمير الشهداء أبو جهاد، الذي أحبه وأحترمه كثيراً، وعمل في إطار لجنة الأرض المحتلة في فتح وفي م.ت.ف واللجنة العليا للإنتفاضة، ثم منسقاً للعمل التنظيمي الداخلي، وقد تأثر كثيراً بإستشهاد أبو جهاد الذي أعتبره القائد الفلسطيني الأكثر ارتباطاً بالداخل والتنظيم والشبيبة والإنتفاضة، وكان مروان يقضي معظم وقته في مقابلة ولقاء القادمين من الداخل والتواصل اليومي مع مختلف لجان التنظيم في الانتفاضة بما في ذلك القيادة الوطنية الموحدة، وكان كعادته يتفاعل بقوة شديدة مع قضايا الناس والمناضلين والكوادر والأسرى واللجان الشعبية والفعاليات وأسر الشهداء والجرحى، ويقرأ ويتابع كل التفاصيل، ويستقبل الرسائل التنظيمية السرية، ويكتب الرسائل التنظيمية للهيئات والقيادات، ويعيش بحواسه ومشاعره وعقله وذاكرته وفكره وسلوكه مع الإنتفاضة، وإن كان جسداً خارج الوطن بسبب الإبعاد، إلا أن الوطن لم يغادره قط بل ظل مزروعاً في كل شرايينه ويستحوذ على حياته بكل تفاصيلها، وعندما حان الوقت لولادة شرف ثم عرب ورغم المعيقات والمخاطر والمنع من السفر فقد أصر حفاظاً على مواطنتهم ان يولدون في فلسطين، وألح علي ان يكون ذلك في مدينة القدس، وكان في غاية السعادة لميلاد شرف والذي حمل إسم صديقه وزميله الشهيد الأول في جامعة بيرزيت وأحد كوادر الشبيبة البارزين المهندس شرف الطيبي إبن خان يونس، وسعادته كانت كبيرة حين أبلغته أني وضعت إبننا الرابع والأصغر في القدس والذي أسميناه عرب، لإعتززانا بانتمائنا لهذه الأمة العربية.
تنقل مروان أثناء الإبعاد بين عمان وتونس وبغداد والكويت والإمارات وليبيا وعدد من الدول الأوروبية. ورغم أنني قد أنهيت دراسة الرياضيات فقد أقنعني بدراسة الحقوق، والحقيقة أني كنت مترددة وغير متحمسة ولكن مروان أمتلك كالعادة قدر كبير من القدرة على اقناعي وهو لا يكل ولا يمل عندما يكون مقتنعاً بشيء، وهكذا نجح في إقناعي وسجلت في الجامعة وانهيت البكالوريوس في الحقوق وحصلت على الإجازة، ثم واصل ضغطه وإقناعه حتى أنهيت درجة الماجستير في الحقوق، وأكتشفت لاحقاً أن مروان كان محقاً في موقفه وخاصة للمرأة والفرص التي يفتحها التعليم للمرأة المتعلمة. ومن جانبه وعلى الرغم من إنخراطه وتكريس حياته لمقاومة الإحتلال إلا أنه أعتبر دوماً أن التعليم ضرورة وطنية وهامة جداً في النضال الوطني للأن شعبنا يواجه مشروعاً صهيونياً تأسس على العلم ومواجهته تحتاج الى سلاح العلم أيضاً، وكان يؤكد انه يجب أن نجد الوقت لتطوير الذات والقدرات والمهارات والمطالعة والقراءة وتعزيز الثقافة وكسب الخبرات والتجارب.
كان مروان قد تم إبعاده قبل إنهاء البكالوريوس في بيرزيت، لكنه واصل دراسته في الجامعة من خلال مكتب إرتباط الجامعة في عمان، تحت إشراف رئيس الجامعة المبعد د. حنا ناصر، ورفض الحصول على شهادة من أي جامعة وأصر على إستكمال الدراسة والحصول على الشهادة من بيرزيت، وقد حقق ذلك وحصل على البكالوريوس في التاريخ والعلوم السياسية بعد أحد عشر عاماً، وذلك بسبب الإبعاد والمطاردة والإعتقالات، لكنه حقق ما أراد، وبعد عودته للبلاد من المنفى كان من أوائل من ألتحق بالدراسات العليا في جامعة بيرزيت ليتخرج عام 1998 بشهادة الماجستير/ في الدراسات الاقليمية وليبدأ العمل محاضراً في جامعة القدس دون راتب واستمر ذلك حتى إندلاع الإنتفاضة الثانية، وكانت أكثر لحظة فرح شاهدتها في عيون مروان خلال سنوات طويلة هي يوم عودته إلى أرض الوطن على رأس أول مجموعة من المبعدين العائدين (30 مناضلاً) بتاريخ 5/4/1994، وقد أصر أن أرافقه وأعود معه في نفس اليوم، وواصل دوره النضالي والوطني والتنظيمي، وبعد أقل من أسبوعين من عودته دعا الأخ فيصل الحسيني لعقد جلسة في منزله في عين سينيا، بتاريخ 10/4/1994، وتم فيها إنتخاب مروان بالإجماع نائباً لرئيس اللجنة الحركية العليا في الضفة الغربية (أي فيصل الحسيني) وأمين سر لحركة فتح وقد أنشغل في هذه الأثناء عن أسرته مواصلاً الليل بالنهار لإعادة بناء التنظيم وجمع صفوفه وتوحيده، مؤكداً ان المعركة طويلة وأن سلام أوسلو هو سلام دامي ويجب ألا نعيش في أوهام، وحقق مروان نجاحاً نسبياً في اعادة بناء التنظيم في زمن قياسي وأصر على ان يكون ذلك على أساس ديمقراطي رغم معارضة اللجنة المركزية، وانغرس في تعزيز وحدة الحركة وديمقراطيتها حتى تكون جاهزة لمواصلة النضال والمقاومة، وقرر من اليوم الأول إلا يعمل في أجهزة السلطة ومؤسساتها، رغم أن الرئيس الراحل ياسر عرفات عرض عليه مواقع أولى، مفضلاً التفرغ للتنظيم بإعتباره الحصن المنيع لفتح، وبإعتباره ضمير الحركة وعمودها الفقري، كما أولى إهتماماً ورعاية ومتابعة خاصة لإعادة تشكيل وبناء الشبيبة، التي أسهم في تأسيسها وقيادتها، ولم تستهويه يوماً إغراءات مادية ومناصب وإمتيازات، وظل وفياً لمبادئه وبوصلته فكراً وسلوكاً، دافع دوماً عن النهج الديمقراطي، وناضل من أجل تكريس الديمقراطية بشتى مجالات الحياة الفلسطينية، وناضل من أجل إجراء إنتخابات ديمقراطية ونزيهة في الفصائل والأحزاب من القاعدة للقمة، وللنقابات والإتحادات والبلديات وصولاً لإنتخابات رئاسية وتشريعية، ودافع بشدة عن مبدأ فصل السلطات وإستقلال القضاء، وسيادة القانون، وصيانة حقوق الإنسان، والحريات العامة والشخصية، وحرية الرأي والتعبير والإعتقاد، وحرية الصحافة، كما آمن بعمق وإخلاص بمبدأ الشراكة الوطنية، وعمل بقوة لبناء نظام ديمقراطي، غير أنه كان دائم السؤال فيما إذا كان يمكن إقامة نظام ديمقراطي لفصائل وأحزاب وقيادات غير مؤمنة أو ممارسة للديمقراطية، معتبراً أن الديمقراطية عمل يحتاج إلى كفاح وصبر وتضحيات، مؤكداً أن الشعب يستحق أن يعيش في نظام ديمقراطي، يحفظ للفلسطيني كرامته الإنسانية وحريته وحقوقه، وهو من أشد المؤمنين والمناضلين من أجل حرية المرأة وشراكتها الكاملة ، وهو مثال عظيم في ثقافته ووعيه وسلوكه حيال المرأة، وهو لا يردد شعارات بل يفعل ما يقوله ويقول ما يفعله ويعني ما يقوله، وقد مارس ذلك طوال حياته، وقد أكد مراراً أن حرية المرأة ومشاركتها هي شرط للديمقراطية وشرط للتنمية وشرط للكرامة الإنسانية، وإن موقع المرأة في أي مجتمع ودولة يحدده طبيعة هذا المجتمع وهذه الدولة، ومروان ديمقراطي حقيقي ثقافة ووعياً وممارسة وسلوكاً، فقد مارس ذلك بعد إنتخابه نائباً في المجلس التشريعي عام 1996 وناضل من اجل حقوق المرأة ومكانتها ووقف بصلابة في مواجهة الفساد ورموزه وطالب دوماً بمحاربة الفساد ومحاسبة ومحاكمة الفاسدين.
مروان يتسلح دوماً بتشاؤم الواقعيين وبتفاؤل الثوريين وثقته بانتصار الشعب الفلسطيني على المشروع الصهيوني لا حدود لها لأن هذه هي قاعدة التاريخ ومسيرة التاريخ وقانون الشعوب، وأن الهزيمة حتمية للاستعمار والعنصرية والاحتلال والاستيطان والتمييز العنصري والعرقي والظلم والاستبداد.
رابط قصير:
https://madar.news/?p=441