معبر طابا يتحوَّل إلى “بيجن” في احتفالية إسرائيلية بحضور القنصل المصري

في ذكرى مرور 38 عاماً على توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، قامت إسرائيل بتغيير اسم معبر طابا الواقع على حدودها مع مصر ليطلق عليه معبر “مناحم بيجن”، تخليداً لاسم رئيس وزراء إسرائيل وقت توقيع معاهدة السلام مع مصر، فيما اعتبر محمد سيف الدولة بأن هذا الأمر عار على السلطة المصرية
الموقع العبري للقناة السابعة الإسرائيلية نقل تفاصيل احتفالية تغيير الاسم، حيث ذكر أن الاحتفالية تمت بمشاركة وزير النقل إسرائيل كاتز، والقنصل العام لمصر في إيلات، والرئيس التنفيذي لسلطة المعبر، ورئيس بلدية إيلات، مع ممثلين عن مركز التراث بيغن، ومدرسة مناحيم بيغن، وغيرهم من كبار الشخصيات من إسرائيل ومصر.
وخلال الاحتفال قال وزير النقل الإسرائيلي، إنه لا يوجد أفضل من مناحم لإطلاق اسمه على المعبر، حيث أنه هو من وقع معاهدة سلام مع مصر، ويصبح اسمه على طريق العبور بين البلدين، وتلك الاتفاقية حافظت على تماسكها رغم كل الصعوبات والتقلبات، وأخرجت مصر الدولة العربية الأكبر من دائرة الحروب، وغيرت وضع دولة إسرائيل الاستراتيجية في المنطقة بشكل مطلق.
وقال كاتز إن “اليوم هناك مصالح مشتركة بين إسرائيل ومصر، أهمها المصلحة الأمنية والنضال المشترك ضد التخريب التي يقودها الشيعة وإيران، والإرهاب بقيادة داعش، اتفاق السلام يعتبر ركيزة للعمليات المشتركة بين مصر وإسرائيل في هذه المجالات”.
التسمية عبر قرار الكنيست ومليون شخص يمرون عبره سنوياً
وجاء بالتقرير، أن احتفال اليوم جاء تنفيذاً لقرار الكنيست الإسرائيلي الذي صدر الأحد الماضي، وموافقته على مبادرة قدمها عضو الكنيست، أيوب القرا، وبموجبها تغير اسم معبر “طابا” إلى معبر “بيجين”.
وطالب القرا بحسب الموقع العبري بدعم مالي من البنك الدولي لتأسيس منطقة صناعية مشتركة بين مصر وإسرائيل والأردن، بالقرب من معبر طابا، موضحاً أنها ستعتبر منطقة تجارة حرة ستعزز الاقتصاد والسلام بين الدول الثلاث، ووافق على طلبه داخل الكنيست 84 عضواً، فيما رفضه 19 عضواً فقط، مع امتناع 17 آخرين.
وذكرت القناة أن المنطقة الفاصلة بين البلدين من خلال شريط ضيق بين البحر والجبل تتميز بالمرور من خلالها كل عام ما يقرب من مليون مسافر، حيث يمر من خلالها حجاج بيت الله الحرام من هذه البلدان، وكذلك يمر من خلالها زوار الأماكن المقدسة في إسرائيل.
المعبر ومعرض سلام دائم
ومعبر طابا الحدودي، والذي يقع على الطريق السريع يبعد حوالي 10 كيلومترات عن جنوب مدينة إيلات، يشهد زيادة كبيرة في حركة الركاب والعمليات والأنشطة على مدار 24 ساعة في اليوم، وذلك منذ افتتاحه في سبتمبر 1995، ويدار حالياً من قبل سلطة المطارات الإسرائيلية.
ويأتي عبر المعبر عددٌ كبير من الإسرائيليين لقضاء إجازة في خليج العقبة وشبه جزيرة سيناء أو بجولة في المواقع المقدسة للمسيحيين، وخصوصاً خلال الأعياد عيد الفصح وعيد العرش وأشهر الصيف.
وأعلن المشاركون في الاحتفالية عن تنظيم معرض صور دائم، ينظمه مركز بيجين التراثي، تعبر تلك الصور عن فترة توقيع اتفاقية السلام بين إسرائيل ومصر، وتتضمن صوراً للقاءات ما قبل توقيع الاتفاق وصوراً لحفل جائزة نوبل للسلام التي حصل عليها مناصفة كل من بيغن والرئيس المصري محمد أنور السادات.
محمد سيف الدولة الباحث في الشأن العربي، عبر عن رفضه لهذا القرار، ومشاركة مسئولين مصريين في تلك الاحتفالية، قائلاً إنه لا يصح أن تكون هناك مشاركة ومباركة مصرية للاحتفال “الصهيوني” بتغيير اسم معبر مصري فلسطيني إلى اسم شخص “إرهابي صهيوني من روسيا البيضاء اسمه مناحم بيجن” على حسب تعبيره.
وذكر سيف الدولة أن “بيجين هو أحد أخطر الإرهابيين الصهاينة، وخطط وقاد وشارك فى عشرات المذابح للفلسطينيين، وعلى رأسها مذبحة دير ياسين، وعار على السلطة المصرية أن تشارك وتبارك هذا الإجراء الصهيوني الذى يسعى إلى طمس كل ما هو عربي في إطار سياسات التهويد والأسرلة التي يمارسها الاحتلال كل يوم”.
وأوضح أنه عبر هذا المعبر يجوز (للإسرائيليين) الدخول منه إلى سيناء “والبقاء فيها للعربدة والتجسس والاختراق والتخريب لمدة ١٥ يوماً بدون تأشيرة وفقاً لاتفاقية طابا أحد توابع كامب ديفيد وكوارثها، في المقابل تغلق السلطات المصرية معبر رفح فى وجه الفلسطينيين وتحرم عليهم الأرض المصرية إلا وفقاً لإجراءات أمنية صارمة”.
(هافينغتون بوست عربي)
رابط قصير:
https://madar.news/?p=9320