ملابس العيد لأصغر أسير !

كتبت : رولا حسنين
– بدي بنطلون وقميص لطفل بعمر 12 عاماً.
— الله يسامحك، ليش ما جبتي ابنك معك نعطيه شيء مناسب اله، لأنه التبديل ممنوع!
“بنظرة الألم التي اختلجت صدرها قالت له”
– ابني أسير.
— 12 عاماً، وأسير!!
– اه يا خالتي ابني أسير وحابة اشتريلو ملابس العيد مثل كل عيد.
“ما بتخيّل العيد بدون شادي” بهذه الكلمات بدأت والدة الطفل الأسير شادي فراح (12 عاماً) حديثها مع وطن للأنباء، واصفة الحوار الذي دار بينها وبين أحد أصحاب المحلات التجارية عندما ذهبت لشراء ملابس العيد لطفلها الأسير، الحوار الذي ترك أثر الحزن في قلبها وعيناها.
لا تفقد الأمل من أن ابنها الأسير الطفل شادي سيخرج من سجون الاحتلال ليقضي معها العيد، فسارعت لشراء ملابس له ليرتديها، ولكن الواقع غالباً ما يكون قاسٍ جداً، بقسوة الاغلال التي تكبل طفلها الأسير، بقسوة الزنزانة التي يعيش فيها بجسده النحيل، بقسوة الفراق الذي يجبر العين على البكاء دوماً.
والدة شادي أصغر أسير في سجون الاحتلال، أمضت شهر رمضان وهي تتجول في الأسواق لتشتري لشادي ملابس العيد، كانت كلما دخلت المحال التجارية تجد الأمهات يصطحبن أطفالهن سواها، فتشعر بحجم الألم الذي تحياه كل أمر أسير وشهيد.
اقتنت والدة شادي الملابس، وتنتظر يوماً ترى فيه طفلها مرتدياً إياها ببصمة منها كما كل عيد كان يحب أن تلبسه الملابس بذوقها الجميل، قد يطول هذا اليوم، سيمضي اليوم الأول من العيد والثاني والثالث وربما أكثر، وشادي لم يرتدِ بعد الملابس، فالحرمان سيد الموقف، والاحتلال سيد الاجرام بغصة في قلب الأم على طفلها الذي سيقضي العيد بعيداً عنها، بل اسيراً يضاً.
تقول إن ابنها شادي كان يستيقظ مع تكبيرات العيد، ويبدأ بايقاظ العائلة، ويرتدي ملابسه بمساعدتها، ويصفف شعره ويتعطر بالعطور ذات الرائحة التي لا تغيب عن أمه، ثم يصلي صلاة العيد في الأقصى.
نوال شقيقة شادي تقول انه كان أول مَن يستيقظ في يوم العيد، ويرتدي ملابسه، ويذهب لصلاة العيد، ثم ما يلبث أن يجمع العيدية حتى يقضي أغلب وقته لاعباً مع أصدقائه، فشادي كان كأي طفل يحب اللعب والمرح والحياة ويرى في العيد فرصة سانحة لممارسة كل هذا، إلا أن هذا العيد سيكون مختلفاً، فلا لعب الا بالأغلال، ولا عيد الا خلف قضبان الأسر.
اتهمت قوات الاحتلال الطفل شادي بنيته تنفيذ عملية طعن واختطفته من أمام منزله في كفر عقب شمال القدس، نهاية العام المنصرم، وحكمت عليه محكمة الاحتلال بالسجن عام كامل.
رابط قصير:
https://madar.news/?p=169