من حقهم الاتصال ,,انهم احياء..علي دراغمة
مدار نيوز، نشر بـ 2016/12/21 الساعة 11:23 مساءً
من قال ان على الاسير الفلسطيني ان يحرم من الاتصال مع عائلته ؟ من قال ان في حكم الاحتلال بند يقول يمنع على الاسير الفلسطيني الاتصال او امتلاك جهاز هاتف نقال للتواصل مع الحياة ؟ اليس هذا السجين الفلسطيني انسان حي له ام واخت وزوجة واطفال وعائلة ؟ .
ليس غريبا على الاعلام الاسرائيلي ان يكون صاحب الكلمة العليا في المنطقة، فهو اعلام موجه وقوي التوجيه لدرجة ان معايير الصحافة تختلف عندما يصل الامر الى وسائل الاعلام الاسرائيلي التي تتكفل دائما بالتسويق وتحويل القضايا الانساية الى قضايا امنية .
ليس غريبا ان ننساق جميعنا في وسائل الاعلام الفلسطينية بالداخل المحتل او في الضفة الغربية وقطاع غزة حول قوة ضغط الاعلام الاسرائيلي عندما يتمركز خلف قضية ما يرغب بتسويقها واخراجها بالشكل الذي يريد ؟.
لا اتحدث عن حدث عابر بل عن قضية كرس الاعلام الاسرائيلي نفسه لصنع رأي عام حولها الا وهي قضية النائب العربي في الكنيست الاسرائيلي “باسل غطاس”، لقد حكم عليه الاعلام الاسرائيلي انه مهرب ومتعاون مع “مخربين” وان النائب غطاس اصبح متهم ومحكوم عليه بنفس اللحظة من قبل الاعلام والشارع والامن وكل متلقي لهذا الاعلام حتى قبل ان تتاح له فرصة الدفاع عن نفسه .
لست بصدد الدفاع عن الرجل، ولست بصدد القول انه لم يفعلها، فأن فعلها فهو يعبر عن قضية انساية، لنتخيل سويا ام تحدث ابنها الاسير منذ سنوات، تخيل اسير محكوم بعشرات السنين وهو يسمع صوت طفله يقول له “بابا” ، كيف نتخيل ان فعل النائب غطاس انساني ونحن مسحوبي الارادة لا حول لنا ولا قوة الا بالتفكير باتجاه واحد فقط ..الا وهو ان النائب غطاس مدان ام غير مدان حسب القانون الاسرائيلي .
اليوم نقف امام قضية انسانية ، وهي ليست قضية النائب بل حق الاسير في الاتصال مع عائلته لانه حي ، لانه موجود على بعد اميال قليلة ولا تستطيع عائلته التواصل معه .
ولو افترضنا ان القضية امنية كما صورها وسائل الاعلام الاسرائيلية فقط ، الا تستطيع قوة التكنلوجيا الاسرائيلية المتطورة مراقبة ما يتم ارسالة من محادثات او رسائل من داخل السجن؟ الم تعلن المؤسسة الامنية الاسرائيلية عن تشكيل فريق امني لمتابعة شبكات التواصل الاجتماعي والجمهور الفلسطيني؟ .
اليوم علينا ان نذكر مؤسسات حقوق الانسان اننا لم نسمع عن قانون في العالم مهما وصلت درجة العنصرية فيه يمنع على الناس الكلام والتواصل الانساني .
ونذكر وسائل الاعلام الاسرائيلية ان الانسان هو الانسان في كل مكان من العالم، له حقوق انسانية لا ينتهكا الا اعداء الانسانية .
ونسأل هل النائب غطاس كان تاجرا ام انسان لديه قناعة، ان التعامل بالانسانية حق للاسير الذي يقضي سنوات حكم طويلة في سجن غير عادي ..انه سجن الاحتلال .
رابط قصير:
https://madar.news/?p=21479