الشريط الأخباري

من طوفان الأقصى 7اكتوبر 2023 الى طوفان الصفقة 19 يناير 2025 بقلم : حمدي فراج

مدار نيوز، نشر بـ 2025/02/14 الساعة 1:37 مساءً

مدار نيوز \

قد لا يتفق البعض على اعتبار “الصفقة” بمثابة طوفان آخر سقط على رأس إسرائيل ، و بالتحديد على رأس حكومتها و صلب سمعتها ، لا على مستوطناتها في غلاف القطاع .

رسميا ، استجابت إسرائيل لمعظم مطالب المقاومة ممثلة بحركة حماس ، بعد نحو خمسة عشر شهرا من الحرب غير العادلة أبادت فيها إسرائيل كل شيء تقريبا ، بشرا و شجرا و حجرا ، باستثناء حربة المقاومة ممثلة بكتائب القسام ، رغم انها -إسرائيل – قضت على معظم قادة صفها الأول ؛ السنوار و الضيف و عيسى ، … الخ .

أبرز تجسيدات طوفان الصفقة ، عودة النازحين من الجنوب الى الشمال ، عودة جماعية بمئات الاف الناس ، صغارا و كبارا و نساء ، يعودون من الدمار الى الدمار ، أعادوا فيه تقمص عودة الأجداد الى فلسطين السليبة ، رغم ان المفاوض الإسرائيلي على مدار خمسة عشر شهرا بين الدوحة و القاهرة كان يشترط عودة مشروطة لمن هم فوق الخمسين من العمر ، يدققهم جنود إسرائيليون على محور نتسريم ، فإذا بالمحور ذاته يختفي و يتفكك ذاتيا ، بل ان بعض الجنود قاموا بإلتخلص من بعض المقتنيات و المخلفات بإشعال النار فيها .

كان هذا التجسيد الثاني من طوفان الصفقة على رأس حكومة متخبطة ، سرعان تهدم ما بنته ، أما التجسيد الثالث فهو الاسرى وتبادلهم ، كل أسبوع ثلاثة ، مقابل مئات الاسرى الفلسطينيين بمن فيهم أصحاب مؤبدات و احكام عالية ، كان هذا التجسيد بمثابة الأخطر ، لما يحمله من استمرارية و تكرار (كل سبت ثلاثة ، من اصل ثلاثة و ثلاثين بينهم ثمانية جثث) .

يخرجون في استعراضات عسكرية قسامية في مناطق مختلفة من القطاع ، أهازيج ، شعارات ، لافتات ، منصات ، توقيع أوراق ، هدايا ، بث مباشر … الخ . شكّل هذا التجسيد أيضا الفرصة الوحيدة لرؤية هؤلاء على المنصات يشكرون القسام و يلوحون باياديهم للجماهير المحتشدة ، لكنهم بعد ان يصلوا لإسرائيل ، يتم إختفاءهم او بالادق إخفاءهم ، لماذا ؟ لأنهم بكل تأكيد سيشيدون بمعاملة الخاطفين لهم ، و لو كان العكس ؛ عذبونا ، ضربونا ، اغتصبونا ، أسلمونا “اجبرونا على الدخول في الإسلام” ، لرأيناهم يحتلون نشرات الاخبار الأجنبية و العبرية و العربية .

هناك بالطبع تجسيدات أخرى لطوفان الصفقة ، قد تبدو أقل هولا او أثرا ، مثل انسحاب بن غفير و حزبه من الحكومة ، لماذا ؟ لأن الصفقة بمثابة استسلام لحماس ، هكذا بالحرف ، و هناك تهديدات بانسحاب سموترتش و حزبه في حالة عدم استئناف الحرب ، و بالتالي سقوط الحكومة كلها .

لقد تلكأت الحكومة في تنفيذ بعض الشروط التي ألزمت نفسها بها مثل ادخال الكرفانات و الآليات الثقيلة ، لكي تنقذ رأسها من ضربات الصفقة المتواصلة على رأسها ، بعد ان هددت حماس بوقف اطلاق الدفعة السادسة من المحتجزين ، لكنها عادت و رضخت ، لأنها ملزمة أمام الوسطاء و بتوقيع نتنياهو نفسه على الصفقة ، و امام المظاهرات الاحتجاجية ، و لهذا يرفض الافراج عن نصوص الصفقة “لأسباب تعرّض أمن إسرائيل للخطر”. فهل الكشف عنها أكثر خطورة منها ؟؟؟ .

رابط قصير:
https://madar.news/?p=332241

هذا المقال يعبر عن رأي صاحبه فقط.

تعليقات

آخر الأخبار