الشريط الأخباري

مهند عواد..أتعبه التوحد فكانت له أُمه دواء

مدار نيوز، نشر بـ 2017/07/31 الساعة 1:10 مساءً

مدار نيوز- أنوار نصر “أحسست أنه يعاني من شيء ما، لم أكن قادرة على تشخيصه، عرضته على الكثير من الأطباء، ولكن لم أجدي نفعا ، أوهموني أنه سليمٌ معافى لا يشكو من شيء، إلا إنني أيقنت أنه ليس على ما يرام منذ أن كان بداخل أحشائي”.
بهذه الكلمات بدأت حنين البنا 36 عاماً، من مدينة نابلس، تروي قصة طفلها مع مرض التوحد الذي عانى ولا يزال من قلة الرعاية الطبية اللازمة على مستوى فلسطين.
وتقول حنين” مرت السنوات الأولى على مهند وكنت أدرك أن ثمة شيء ما يحدث معه، بلغ عامه الخامس، العام الذي يؤهل أي طفل لخوض مرحلة جديدة من حياته في رياض الأطفال، وهنا بدأت الحكاية”.
تكمل حنين وعلامات التعجب من قلة الرعاية التي يواجها أطفال مرض التوحد تبدو واضحة على وجهها” بدأت الأيام تتلو بعضها البعض وحال مهند لا يعجبني، لم يهدأ لي بال قط، وفي أحد الأيام رن هاتفي على عجل فتحت المكالمة وإذا بها مديرة الروضة تقول لي” حنين أسرعي بالقدوم إلينا، فقد زارنا وفد أطباء إماراتي من بينهم أطباء متخصصون، تعالي واشرحي له حال مهند وما يعاني منه عله يجد له الدواء الشافي”.
تشخيص متأخر
وبالفعل توجهت حنين إلى الروضة وفي قلبها تفاؤل لم يسبق أن شعرت به منذ ولادته، دخلت وقابلت الطبيب المسؤول، فشرح لها خطورة الوضع الصحي الذي يعاني منه مهند، فقال لها أنه يجب إحضاره إلى المركز من أجل التأكد من الأعراض والانفعالات والاضطرابات التي يعاني منها في بعض الأحيان.
لم تنكر حنين في البداية أنها شعرت بنوع من الارتياح بعد مقابلة الطبيب، وتستكمل حديثها قائلاً “بعد فترة لا بأس بها من التشخيص، أكد لي الطبيب أنه يعاني من التوحد وأن حالته تسوء يوم بعد يوم، أصبت بحالة من الذهول لهول ما سمعته، فلم أكن لأدرك الأمر جيداً لعدم وجود أطباء ومراكز متخصصة مؤهلة في فلسطين لهذا المجال”.
بدأت حنين تجوب المدن الفلسطينية وتقطع المسافات علها تجد من يساعدها في علاج مهند، إلا أن محاولاتها باءت بالفشل وتستطرد أم مهند” اكتشفت مراكز تحمل اسم التوحد وعلاجه ولا تتقن العمل به، فللوهلة الأولى تدرك أنك على أعتاب المركز المنقذ حتى توقن أنه لا علاقة لهم بعلاج بمرض التوحد، وغايتهم الرئيسية مادية بحتة”.
علاج ذاتي
وبعد يأس ملحوظ خيم على عائلة مهند بأسرها، قررت حنين علاجه بنفسها دون الحاجة إلى أطباء فتوجهت إلى البحث عن الموضوع ومعرفة المزيد عنه عن طريق الكتب والمجلات ومع وجود الانترنت سهُل الأمر عليها أكثر.
وكما يقولون رب ضارة نافعة، تقول حنين:” بدأت بالتواصل مع متخصصين أجانب وعرب في مرض التوحد على الانترنت، وبالفعل وجدت ضالتي مع عدد لا بأس به من الأطباء في الدول العربية مثل السعودية والأردن ومصر، وفي كل نقاش كان يدور بيننا أتعلم أكثر فأكثر عن طريق النصائح والإرشادات التي زودوني بها للتعامل مع مهند”.
وتكمل” بدأت الأفق لدي بالأتساع شيء فشيئاً نظراً لكثرة المواد المخزنة لدي عن المرض وأعراضه وطريقة علاجه، حتى قررت دارسة مرحلة الماجستير وجعل رسالتي عن مرض التوحد ونقص علاجه والمتخصصين في فلسطين، لتصل إلى كل دول العالم”.
وتقول والدة مهند” كان الهدف الرئيسي من وراء كل ذلك إيصال صوت الكثير من الأمهات اللواتي يعاني أطفالهن من هذا المرض، لعلي أُساهم ولو بجزء صغير في التغير وتطوير الحال نحو الأفضل”.
ومن هنا انطلقت رسالة حنين تشمل دراسة واسعة عن المرض وتبعاته خاصة على الأطفال في الروضات والمدارس، وفضلت العمل في مرحلة رياض الأطفال حتى يتم ادر كهم وتقديم العلاج اللازم إليهم منذ البداية.
مهند الآن بلغ ثلاثة عشر عاما وهو لا زال يخوض مرحلة العلاج من المرض، فقد تعافى بشكل جزئي منه بفضل والدته التي سخرت كامل قواها لإخراجه من ما هو عليه إلى نور الحياة السليمة، وجعله مثله مثل بقية الأبناء المعافين.
وبعد العديد من الدراسات والأبحاث التي خاضتها حنين تبين لها وبإجماع العديد من المتخصصين أن التوحد عبارة عن اضطرابات وليس مرض بمعناه الحرفي، فهو يتبع لمجموعة من اضطرابات التطور المسماة باللغة الطبية “اضطرابات في الطيف الذاتيّ” (Autism Spectrum Disorders – ASD) تظهر في سن الرضاعة، قبل بلوغ الطفل سن الثلاث سنوات في أغلب الأحيان.
وبالرغم من اختلاف خطورة وأعراض مرض التوحد من حالة إلى أخرى، إلا أن جميع اضطراباته الذاتية تؤثر على قدرة الطفل على الاتصال مع المحيطين به وتطوير علاقات متبادلة معهم.

رابط قصير:
https://madar.news/?p=49978

هذا المقال يعبر عن رأي صاحبه فقط.

تعليقات

آخر الأخبار