هل تخلى السيف عن قدسه والقدس عن سيفها ؟؟ بقلم : حمدي فراج
مدار نيوز \
تصاعد السؤال على ألسنة العديدين ، وانعكس ذلك على وسائط التواصل الاجتماعي : أين سيف القدس ، أين حلف القدس ، اين محور المقاومة . وإذا كان السؤال صادرا عن عامة الناس ، بريئا ، خالصا ، مخلصا ، فهو حق ، وبالتالي يستحقون الاجابة ، وإذا كان مناكفا مزايدا ملغوما مشبوها ، فهذا أمر آخر يضاف الى نحو عقدين من المناكفات السياسية التي شهدتها فلسطين حتى ضاقت ذرعا بها .
اولا : يتحمل مسؤولية هذا السؤال و طرحه ، شريحة واسعة من المسؤولين السياسيين في محور المقاومة بدون استثناء تقريبا من الفصائل المنضوية فيه ، بمن في ذلك النطّاق الرسميين الذين أوهموا الناس انه في حالة تعدي الاحتلال الخط الاحمر في القدس والاقصى فإن الرد العسكري سيكون جاهزا و حاضرا و مدويا و فوريا و مباشرا وقد يشعل المنطقة والاقليم ، و في هذا ما لا يمكن للمقاومة ان تتحمله او تتحمل مسؤوليته . كان يمكن صياغة الموضوع في جملة مقتضبة مفادها ان للمقاومة من ينطقون باسمها ، او هذا أمر متروك لها ولتقديراتها و حساباتها …. الخ .
ثانيا : خروج البعض من المحللين والمعلقين المحسوبون على هذا المحور ، لتبرير عدم الرد بطريقة إسفافية امعانية فيما وقع فيه السياسيون ، من باب الدفاع عن المقاومة و هيبتها و مصداقيتها ، على طريقة “عنزة و لو طارت” ، من بينها ان الاحتلال و سوائبه نزلوا عن تهديدات المقاومة ولم يقتحموا الاقصى (يقصد خلال مسيرة الاعلام) ، او ان الاحتلال توخى الحذر في اساليب اقتحامه و عمليات قمعه للفلسطينيين عن كل مرة ماضية .
ووفق مصادر اسرائيلية فإن عدد مقتحمي الاقصى بلغ 2600 مستوطن على مدار اربع ساعات ، ما لم يحدث من قبل وفق الشيخ عكرمة صبري .
ووفق اسماعيل هنية ، فإن ما حدث “لن يغتفر” ، وانه اعتداء على كل مسلم وحر في العالم. ثالثا : لا يمكن ان تتحول المواجهة العسكرية الى “ريموت” في يد العامة ، او ان تخضع المقاومة لمزاج الشارع ، وإن كان من حق الشوارع ان تطالب بذلك على شكل شعارات مظاهراتية “منشان الله ، غزة يالله” .
قرار ساعة صفر المعركة او المواجهة او الحرب يخضع للحسابات الدقيقة زمانا و مكانا ، و حسابات الربح والخسارة ، وحسابات المفاجأة والمباغتة ، وحسابات الانسحاب والتوقف “خط الرجعة” قبل الدخول والانخراط .
إن المقاومة التي حظيت بكل هذا الاحترام والثقة من قبل الشعب الفلسطيني و تجاوزته الى جماهير الامة ، بل و لدى احرار العالم ، هي مقاومة عضوية تاريخية انبثقت من عمق الشعب عبر مئة سنة من النضال والمواجهة والمجابهة ، نسجت خيوطها و خطوطها بالتضحيات الجسام ، حتى اصبحت على ما هي عليه اليوم ، لن تستطيع ان تخذل شعبها ، حتى لو أرادت ، و لن تتوقف قبل ان تستكمل مهماتها وعلى الرأس منها كنس هذا الاحتلال العنصري البغيض . في ستينات القرن الماضي رفعت الجماهير العربية شعار “عبد الناصر يا حبيب ، اقصف اقصف تل أبيب” ، لكنه لم يفعلها ولا مرة ، دون ان يفقده ذلك ان يظل حبيب هذه الجماهير .
رابط قصير:
https://madar.news/?p=242434