الشريط الأخباري

وثيقة “حماس” الجديدة تقربها من منظمة التحرير لكن تبعدها عن السلطة

مدار نيوز، نشر بـ 2017/05/03 الساعة 7:22 صباحًا

رام الله – مدار نيوز – محمد يونس \ اقتربت حركة “حماس”، في وثيقتها السياسية الجديدة، كثيرا من برنامج منظمة التحرير الفلسطينية، لكنها ابتعدت عن السلطة بسبب تعمق الصراع بينها وبين حركة “فتح” عليها.

واقرت “حماس” في وثيقها الجديدة مجموعة مبادئ يمكن أن تشكل ارضية مشتركة مع منظمة التحرير لاقامة شراكة سياسة مثل السعي لاقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود العام 67، وعاصمتها القدس الشرقية، وحق العودة للاجئين الفلسطينيية، وهو ما يشكل جوهر برنامج منظمة التحرير الفلسطينية.

وأقرت “حماس” ايضا في وثيقتها، التي تعد برنامجا سياسيا للمرحلة المقبلة، كافة أشكال النضال، وذلك بخلاف ما نص عليه ميثاق الحركة من حصر النضال في اسلوب واحد هو السلاح.

كما واقرت انها حركة تحرر وطني ذات مرجعية اسلامية، وذلك بخلاف ما نص عليه الميثاق القديم للحركة الذي بات غير ساري المفعول “لانه يمثل مرحلة الثمانيات”، وفق قول رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، والذي نص على ان “حماس” هي امتداد لحركة “الاخوان المسلمين”.

ونصت الوثيقة على سعي “حماس” لاقامة حكم مدني، وليس دينيا، في الدولة الفلسطينية المستقبلية، وعلى انها تقاتل الاحتلال وليس اليهود (كما نص عليه الميثاق القديم).

وبدأت “حماس” بالاعداد للوثيقة الجديدة قبل عدة سنوات، عقب اقالة الرئيس الاخواني في مصر محمد مرسي.

ويرى مراقبون ان الحركة رمت من وراء هذه الوثيقة توجيه رسائل اعتدال الى الاطراف الدولية والاقليمية الفاعلة.

فعلى المستوى الاقليمي، ارادت الحركة توجيه رسالة الى مصر ودول الخليج العربي، بانها حركة تحرر وطني فلسطينية ذات مرجعية اسلامية وليس العكس.

وعلى المستوى الدولي، ارادت الحركة القول للاطراف الدولية الفاعلية خاصة الغرب، بانها تسعى لاقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود العام 67، منسجمة في ذلك مع الشرعية الدولية.

وتضمنت الوثيقة رسالة الى جمهور الحركة المحلي، وذلك من خلال تأكيدها بان هدف اقامة الدولة على حدود العام 67، لا يعني ان الحركة تنازلت عن فلسطين التاريخية.

واثار اعلان “حماس” لوثيقتها الجديدة مواقف مزدوجة في منظمة التحرير وحركة “فتح”. فمن جهة رحب المسؤولون في المنظمة و”فتح” باللغة المعتدلة للوثيقة.

لكن من جهة ثانية اعتبروا الوثيقة رسالة موجهة الى المجتمع الدولي مفادها ان “حماس” مستعدة لأن تلعب دورا بديلا عن دور المنظمة.

وقال جبريل الرجوب عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح”: “نحن نرحب بهذا التطور في حركة حماس، لكن كنا نتمنى لو انها قدمت الوثيقة للرئيس محمود عباس كي يحملها الى البيت الابيض وليس وزير خارجية تركيا”.

وأضاف: “لو كانت حماس تسعى لاقامة شراكة مع منظمة التحرير الفلسطينية لكانت قدمت وثيقتها الى المجتمع الدولي عبر رئيس المنظمة، لكنها تسعى لان تكون بديلا عن المنظمة”. واقامت “حماس” اخيرا مؤتمرات لفلسطينيي الشتات ما اثار قلق السلطة من سعيها لاقامة اجسام بديلة عن منظمة التحرير.

وقال استاذ العلوم السياسية مخيمر ابو سعدة ان قلق الرئيس من مساعي “حماس” لاقامة اجسام بديلة عن المنظمة كان الدافع الاول وراء تقليص النفقات الحكومية في قطاع غزة”.

ويرى ابو سعدة ان الصراع على السلطة بين “حماس” ومنظمة التحرير يقلل من دور الوثيقة الجديدة في احداث تقارب بينهما وتاليا مصالحة وشراكة بينهما..

رابط قصير:
https://madar.news/?p=39939

تعليقات

آخر الأخبار