أنتم أمام غزة الجبارة تنتظر العيد وتسأل عن موعد الجولة القادمة ..بقلم : حمدي فراج
مدار نيوز \
يزداد بشكل مضطرد عدد الناس المتخوفين من ان يعود نتنياهو الى استئناف حربه الابادية التدميرية شبه الكاملة على غزة ، و إن كان لمثل هذه التخوفات ما يبررها ، لما تمثله إسرائيل بتاريخها و كل حكوماتها ، و بشكل خاص بنيامين نتنياهو و حليفيه المقربين من روحه التوراتية العقيمة ، بن غفير و سموترتش ، حيث وصفه حليفه الثاني بأنه “كذّاب ابن كذّاب” ، و حيث قال عنه ابوه عندما سئل ان ابنه قد وافق على دولة فلسطينية ، بأن ابنه “يضحك عليهم” .
لا يغب عن البال بالطبع ان بعض المتخوفين ، هم من الساسة المشككين و المرجفين و المتربصين و المتصيدين ، و الذين لا يريدون لأي اتفاق مع المقاومة عموما ، و حماس على وجه التحديد ان ينجح ، ليس بسبب عدم مصداقية نتنياهو و معه اقطاب حكومته الفاشستية ، بل بسبب مصداقية المقاومة التي ضربت أروع أمثلة الصمود و القتال و الثبات ، ليس في سفر المقاومة الفلسطينية الصغير ، بل في سفر الثورات العالمية على الاطلاق ، و عندما خرج خليل الحية مؤخرا يدلي ببيان التوقيع على الصفقة ، خرج من شرك الموت الزؤام الذي نصبه له نتنياهو في العاصمة القطرية قبل شهر ، و فقد فيه فلذة كبده و عدد آخر من مساعديه ، هكذا فعل إسماعيل هنية قبل اغتياله في العاصمة الإيرانية ، و من قبل صالح العاروري في العاصمة اللبنانية ، و من بعد السنوار و شقيقه و الضيف و عيسى و كل هذه القيادات الشريفة المشرفة .
و من هنا ، من هذه المصداقية ، إلتف الشعب في غزة حول هذه القيادة ، وأحتضنها و قرر ان يسير معها المشوار الصعب حتى النهاية ، و من هنا خرجت شعوب العالم قاطبة ، و بعضها مع حكوماتها ، تندد بهذا الاجرام الأسود الذي لا يستطيع الانسان ، أي انسان ، احتمال رؤيته .
ماذا سيفعل نتنياهو أكثر مما فعل ، هل سيقتل ألف انسان آخر ليصبح العدد من 67 ألفا الى 68 ألفا ؟ هل سيدمر عمارة أخرى او حي آخر ، ماذا سيضيف هذا الى 90% من دمارها ؟ هل سيقصفها شهرا آخر ليصبح 25 شهرا بدلا من 24 ؟ .
أنت أمام غزة قاهرة الجبابرة عبر خمسة آلاف سنة من التاريخ ، أنت أمام غزة التي صمدت عامين كاملين ، تلقت خلالهما مئتي ألف طن من المتفجرات الامريكية و البريطانية و الإيطالية و الألمانية و الفرنسية و الهولندية ، ماذا تكون أنت أمام غزة التي حاربت جوع أطفالها بجوع آبائهم و أجدادهم و أحياتا بأجسادهم و أرواحهم ، و مع ذلك خرجوا غداة الصفقة يقولون : كأننا أطفال ننتظر صباح العيد . فماذا تكون انت أمامهم سوى مجرم حرب أفاق ثرثار عن النصر المطلق و المطبق و الكامل و الاجتثاث و التهجير و التطهير ؟؟؟ واذا كانت حماس ستعاقب بعدم وجود أي دور لها في اليوم التالي ، فأنت يجب ان تجلب مخفورا الى محكمة الجنايات الدولية ، و ذلك أضعف الايمان بآيات القانون الدولي .
و دون حقها في حريتها واستقلالها ، فكأنا بغزة المحتلة ، تخرج اليكم تسألكم عن موعد الجولة القادمة
رابط قصير:
https://madar.news/?p=347301



