الشريط الأخباري

إسرائيل أمام سكين الكهرباء ، و حماس ليست فكرة .. بقلم : حمدي فراج

مدار نيوز، نشر بـ 2025/08/04 الساعة 7:47 صباحًا

مدار نيوز \

ثمانينيات القرن الماضي ، تفتقت العقلية الاجرامية “العلمية” العالمية عن اختراع جديد ، يستبدل الكلبشات الحديدية التي تقيد اليدين ، بكلبشات بلاستيكية ، أرخص ثمنا ، تستغني فيها عن القفل و المفتاح ، و الأهم من هذا و ذاك ، أنك كلما حاولت نزعها ، تطبق على يديك أكثر فأكثر ، و كان ليداي شرف تكبيلهما بالمخترع الجديد ، و عندما حاولت تخفيف حدتها ، أطبقت عليهما أكثر ، مما اضطرني للصراخ على الجندي الذي حاول تخفيف وقعها ما استطاع دون جدوى ، فالحل يكمن في نزعها بالسكين ، حين يكون لديه الصلاحية و السكين و الكلبش البديل . استخدام السكين ، وفي الغالب سكين الكهرباء ، كان يؤدي أحيانا الى جرح اليد فعملية تقطيب في المستشفى ، و هذا ما حصل مع الكثير من الاسرى خلال عمليات تنقلهم الى المحاكم . إسرائيل في غزة ، تواجه هذا النوع البلاستيكي من الكلبشات ، بعد أن استنفذت كل امكانياتها العسكرية و الأمنية و السياسية و الإعلامية و الأخلاقية و الصفقاتية و التكتيكية و الاستراتيجية ، لم يظل شيء في جعبتها على الاطلاق لم تستخدمه ، وفي كل مرة تكتشف انها انما تزيد من حدة ضغط الكلبشات ، لكن ليس على يديها ، بل حول رقبتها ، و الأمثلة على ذلك تكاد لا تعد و لا تحصى ، و الزمن شبه مفتوح ، تجاوز حده الافتراضي الأعلى عشرات المرات ، و لم يظل أمامها الا واحدة من اثنتين ، الرضوخ للمقاومة ممثلة بحركة حماس “الفكرة” ، او استخدام السكين الكهربائي ، بما يهدد ان تنزلق الى الرقبة ، و الرقبة هنا هي رقاب نحو عشرين جنديا في قبضة حماس منذ اثنين و عشرين شهرا ، بدأ الجوع يتهددهم . من السذاجة التبسيطية و التسطيحية ، اعتماد حركة حماس ، انها فكرة ، حتى حين يكون ذلك من باب استحالة القضاء عليها ، على الفكرة ، و لكن في حقيقة الأمر ان حماس ليست فكرة مجردة ، و لا مجرد فكرة ، بل قوة مادية حقيقية عسكرية و سياسية و جماهيرية ، و ربما أصبحت بعد الطوفان تاريخية ، استطاعت ان تبرهن على قوتها و صلابتها حتى بعد القضاء المبرم على صفوفها القيادية ، و بعد قتل عشرات الالاف من شعبها ، و حتى بعد مرحلة حرب التجويع ، الإرهاب الذي ما بعده إرهاب ، و التي امتدت الان لنحو ستة أشهر ، و رأينا كيف ارتدت هذه الحرب على نحر إسرائيل ، صحيح ان مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف الذي زار منطقة التجويع نفى ان يكون هناك تجويعا في غزة ، فيسأله الناس ان كان الغزيون يحبون تجويع انفسهم و أطفالهم على النحو الذي يشاهدون ، و لهذا قد تصل السكين الكهربائي لرقبته و من خلفه رئيسه دونالد ترامب ، الساعي لنيل جائزة نوبل للسلام ، فتطول السكين هذا السعي ، أو الجائزة .

رابط قصير:
https://madar.news/?p=342925

هذا المقال يعبر عن رأي صاحبه فقط.

تعليقات

آخر الأخبار