الشريط الأخباري

استئناف الحرب بعد ستين يوما .. المقاومة واقفة  بقلم : حمدي فراج

مدار نيوز، نشر بـ 2025/07/07 الساعة 1:27 مساءً

مدار نيوز \

لم يعد خبر “استئناف المفاوضات” بين إسرائيل و حماس ، يثير اهتمام الناس ، كما كان يفعل في السابق ، و لا تحقيق اتفاق من عدمه ، فالاتفاق إن حصل ، هو لمدة محددة “ستون يوما” ، يطلق خلالها نصف عدد المختطفين ، لم يعد هناك مختطف امريكي الجنسية ، الجندي في الجيش الإسرائيلي “عيدان ألكسندر” لكي يتم تقديمه هدية مجانية لترامب ، فلا يتجرأ إسرائيلي واحد الاحتجاج على هذا التمييز العنصري ، باستثناء أم أسير إسرائيلي قالت يومها انها كان يجب ان تسعى لأن يتجنس ابنها بجنسية أمريكا .

لم يعد “استئناف الحرب” بعد ستين يوما ، أمرا مصيريا بالنسبة للمقاومة ، و لا أمرا استراتيجيا بالنسبة لإسرائيل ، فقد قال كل كلمته “فعليا” عبر 637 يوما ، استنفذت فيها إسرائيل طاقاتها ، و لم تستنفذ المقاومة كل طاقاتها ، فلديها ما يزال محتجزين احياء و أموات ، و أعادت وفق مصادر إسرائيلية تجنيد نحو 40 ألف مقاتل للمرة الثانية ، و تشن هجمات قاتلة على الجنود ، و توقعهم بين قتيل و جريح و مختل نفسيا و عقليا أدى لانتحار اكثر من أربعين جنديا بمعدل جنديين في الشهر ، و سبعة صواريخ على مستوطنات الغلاف منذ مطلع الشهر ، و ثلاثة ارباع انفاقها بخير ، و الأهم من كل ذلك التفاف شعبها حولها يحميها و يحرسها و يكرر شعاراتها و يمدها بكل ما تريد ؛ أبناء و مقاتلين .

فماذا في الجهة المقابلة ، نتنياهو كمجرم حرب مطلوب القبض عليه دوليا ، وزيران من أكثر الوجوه كراهية في العالم ، مظاهرات أسبوعية تملأ الشوارع الرئيسية ، خلافات أيديولوجية عارمة ، حريديم و علمانيين و احتياطيين ، ملايين يهرعون الى المخابيء لدى سماع كل صفارة ، اقتصاد يتدهور باضطراد ، تصادم بين الامن و العسكر مع السياسيين ، كل يتهم الآخر بالفشل ، انكشاف ان إسرائيل دولة تابعة لامريكا ، شأنها شأن أي دولة عالم ثالث ، للدرجة التي تدفع ترامب ان يتدخل في قضائها و عدالتها ، انكشاف هشاشتها امام صواريخ ايران لمدة 12 يوما فقط ، لا ستين و لا ستمائة ، رقابة عسكرية صارمة ، تمنع تصوير آثار الإيرانيين على منشئاتهم و مراكزهم و حتى شوارعهم ، بمن في ذلك الاسرى الذين تحرروا من غزة ، يمنعون من الظهور امام الاعلام ظهورا مجردا ، خوفا من ان يتقدم احدهم بشكر حماس على معاملتها الحسنة خلال الاختطاف .

هذه جولة من النار ، ستتوقف إن توقفت لمدة ستين يوما ، لكنه صراع مفتوح منذ عشرات السنين ، ما لم تحل جذوته من جذورها ، فإنه سرعان ما ينفجر من جديد ، و لا يظنن أحد ان الزعماء الممسكين على زمام سلطة اللحظة في أمريكا وإسرائيل ، حكماء للدرجة التي يذهبون فيها لمعالجة ما هو أكثر من تبديل اسرى و ادخال طعام عبر مراكز مسلحة ام بدون سلاح . و أظن ان تصنيف نتنياهو وفق فيلسوف صيني قديم هو المرتبة الأخيرة : أفضل الحكام من شابه الظل عند رعيته ، يليه الحاكم الذي يحبون ويمدحون ، فالذي يخافون ويرهبون ، فالذي يحتقرون ويكرهون .

رابط قصير:
https://madar.news/?p=341110

هذا المقال يعبر عن رأي صاحبه فقط.

تعليقات

آخر الأخبار

الطقس: انخفاض على درجات الحرارة

الجمعة 2025/09/19 1:26 مساءً