الشريط الأخباري

الاحتلال يحتجز جثامين 726 شهيدًا: سياسة ممنهجة لمعاقبة الفلسطينيين بعد الموت

مدار نيوز، نشر بـ 2025/08/27 الساعة 12:27 مساءً

مدار نيوز \

تحتجز سلطات الاحتلال الإسرائيلي جثامين 726 شهيدًا في ثلاجاتها ومقابر الأرقام، بينهم أطفال ونساء وأسرى، وذلك بحسب ما أظهرت بيانات الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء، التي صدرت بمناسبة اليوم الوطني لاسترداد الجثامين الموافق 27 آب/ أغسطس.

ومن بين هؤلاء الشهداء 256 شهيدًا مدفونين في مقابر الأرقام، و469 محتجزين منذ استئناف هذه السياسة عام 2015، من بينهم 67 طفلاً، و85 شهيدًا من الحركة الأسيرة، و10 نساء. كما توثّق مصادر إسرائيلية احتجاز جثامين أكثر من 1500 شهيد من قطاع غزة منذ بدء حرب الإبادة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ، بظروف وُصفت بأنها “غير إنسانية”.

سياسة قديمة تترسّخ في المنظومة الإسرائيلية

وأشارت الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء إلى أنّ احتجاز الجثامين بدأ كممارسة عسكرية غير منتظمة منذ عام 1967، لكنه تحوّل لاحقًا إلى سياسة رسمية عبر أوامر عسكرية وقرارات قضائية وتشريعات جديدة، أبرزها تعديل قانون مكافحة الإرهاب عام 2018، الذي منح الشرطة صلاحية احتجاز الجثامين. وفي عام 2019 أجازت المحكمة العليا هذه السياسة لأغراض “المساومة”، قبل أن تتوسع عام 2020 لتشمل جميع الفلسطينيين المتهمين بتنفيذ عمليات.

الأثر الإنساني على العائلات

وأكدت الحملة أنّ هذه السياسة تخلّف آثارًا إنسانية مدمّرة، إذ يعيش ذوو الشهداء في حالة “حداد معلّق”، محرومين من حقهم في الوداع والدفن الكريم. وفي حالات كثيرة، تُسلَّم الجثامين وهي مجمّدة أو مشوّهة، أو يُفرض دفن ليلي محدود الحضور تحت رقابة أمنية مشددة، ما يضاعف الألم النفسي للأهالي.

مخالفة للقانون الدولي

وشددت الحملة على أنّ احتجاز الجثامين يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، حيث تحظر اتفاقيات جنيف هذه الممارسة وتلزم بإعادة الجثامين لذويهم. ويعتبر هذا الاحتجاز انتهاكًا للكرامة والحق في الحياة الأسرية والحرية الدينية، ويرقى أحيانًا إلى جريمة إخفاء قسري.

وأُطلقت الحملة الوطنية عام 2008 بمبادرة من مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان، لتوثيق الحالات ومتابعتها قضائيًا وحشد الدعم الدولي. وشاركت العائلات الفلسطينية بفاعلية في هذا النضال عبر الاحتجاجات والإصرار على حقها في دفن أبنائها. وتعتبر الحملة أن استمرار هذه السياسة هو امتداد لسياسات السيطرة الاستعمارية التي تعاقب الفلسطينيين مرتين: في حياتهم وبعد موتهم.

رابط قصير:
https://madar.news/?p=344337

تعليقات

آخر الأخبار