الشريط الأخباري

الاغوار تصرخ .. التعليم في خطر .. عمرفقهاء

مدار نيوز، نشر بـ 2025/12/04 الساعة 5:12 مساءً

طوباس \ مدار نيوز \

مستقبل طلاب الاغوار في خطر بسبب عدم وصول المدرسين من الحواجز، ومن يتحمّل مسؤولية هذا الدمار التعليمي والاجتماعي
من يتحمّل دمار تعطيل أولاد الأغوار عن مدارسهم؟
في الأغوار، لا تبدأ أزمة التعليم داخل أسوار المدرسة، بل تبدأ قبل ذلك بكثير، عند الحواجز والطرق الطويلة والمسافات المرهقة التي تعترض المعلمين كل صباح. وما بين مدرّس لا يصل، وطالب ينتظر، تتشكل فجوة تتسع يومًا بعد يوم، حتى يصبح اليوم الدراسي حدثًا مرهونًا بظروف سياسية وأمنية لا دخل للطفل فيها.
المعلمون العالقون… ليس تقصيرًا بل قهر الطرق
المدرّس الذي يخرج قبل طلوع الشمس ليقطع طريقه نحو مدرسة في الأغوار يجد نفسه أحيانًا محاصرًا خلف حاجز، أو في انتظار طويل، أو في التفاف مرهق يزيد الزمن ضعفًا. هذه ليست ذريعة، بل واقع فرضته ظروف الاحتلال والحواجز التي تتحكم بالحركة كأنها تتحكم بالمستقبل نفسه.
وحين يتأخر المدرس أو يُمنع من الوصول، يفرغ الصف ويضيع يوم جديد من أعمار الطلبة.
الطالب… الحلقة الأضعف في معادلة لا ترحمه
الطالب في الأغوار لا يعرف التفاصيل، لكنه يشعر بالنتيجة:
فراغ دراسي، حصص ضائعة، انقطاع متكرر، وتشويش في بناء المعرفة.
يذهب إلى المدرسة فيجد الأبواب مفتوحة لكن الدروس غائبة، والمدرسة حاضرة لكن التعليم غائب. وهكذا يصبح الغياب عادة، والتراجع تحصيلًا، والضعف واقعًا مفروضًا لا ذنب للطفل فيه.
من يتحمّل المسؤولية؟
أولًا: الاحتلال والحواجز

السبب الأول والأكبر هو السياسات التي تضع الحواجز وتقيّد الحركة، وتتسبب بشكل مباشر في تعطيل وصول المدرسين.
هذه ليست مجرد تأخيرات، بل ضرب مباشر لحق أساسي: حق الطفل في التعليم، وحق المعلم في أداء رسالته.
ثانيًا: الجهات الرسمية
على الرغم من أن السبب الأول معروف، إلا أن الجهات الرسمية مطالبة بأن تبحث عن حلول واقعية، لا أن تكتفي بالشكوى.
نقل بديل، خطط طوارئ، توزيع مدرّسين من داخل المنطقة، دعم المدارس محليًا… كلها إجراءات كان من الممكن أن تخفف هذا النزيف اليومي.
ثالثًا: المؤسسات التربوية والمجتمع المدني

دور هذه الجهات أساسي في:
الضغط لخلق آليات حماية للتعليم.
تأمين بدائل تعليمية عند تعذر الوصول.
رفع الصوت ضد هذا الشكل من العزل التعليمي الذي يمسّ مستقبل جيل كامل.
النتيجة: دمار صامت يلتهم مستقبل الأطفال
ما يحدث اليوم في الأغوار ليس تعطيلًا عابرًا، بل دمارًا بطيئًا:
تحصيل متراجع.
جهل يتسع.
فرص تضيع.وأطفال يصبحون أقل قدرة على المنافسة في الغد.
كل هذا لأن المدرس لم يستطع عبور حاجز، ولأن الجهات المسؤولة لم تستطع بناء خطة طوارئ تحمي الطالب.
وفي النهاية من يتحمّل مسؤولية هذا الدمار؟
تتوزع أصابع الاتهام، لكن الحقيقة واضحة:
الاحتلال بسياساته هو السبب الأول، والجهات المسؤولة التي لم تقدّم حلولًا حماية حقيقية تتحمل نصيبها كذلك.
أما الطالب… فهو يدفع الثمن الأكبر، ثمن سنوات كان يفترض أن تكون أعمدة مستقبل، لا ضحايا طريق مغلق.

رابط قصير:
https://madar.news/?p=350426

هذا المقال يعبر عن رأي صاحبه فقط.

تعليقات

آخر الأخبار