الشريط الأخباري

البقرة حلوب  بقلم : حمدي فراج

مدار نيوز، نشر بـ 2025/05/16 الساعة 7:21 صباحًا

مدار نيوز \

جلست الى نفسي ثلاثة أيام زيارة الرئيس الأمريكي الى ربوعنا ، أراجعها و أحللها و أمحـّصها ، إن كانت حقا عربية كلغة القرآن ، أم هجينة طارئة ، مقياسا بما يحدث مع غزة بشكل خاص ، و مع فلسطين بشكل عام و هي تعبر ذكرى نكبتها السابعة و السبعين مرورا سلسا ، و لسان العربي ، و حتى البعض الفلسطيني ، يقول : ما لنا و للنكبة ، انظر الى نكبة غزة ، لقد جبّت ما قبلها .

أبرز ما تميز في هذه الزيارة ، الأموال ، أموال كثيرة ، أموال فلكية ، وصلت الى ما يزيد على ثلاثة ترليونات دولار من ثلاثة دول في ثلاثة أيام ، لو خصص الكسر العشري الاصغر من هذا الرقم الفلكي ، و هو مئة مليار دولار ، لتحررت فلسطين منذ عقود ، بل لكنا قد اشترينا تحريرها ممن يحتلونها ، فهم احتلوها لأسباب استعمارية اقتصادية ، لا يغرنك ما يقولونه من انها أسباب دينية توراتية ، و انها ارض الميعاد لشعب الله المختار ، ماذا كانت ستقول بريطانيا و فرنسا عن احتلالاتها لعشرات البلدان و الشعوب لمئات السنين .

تفحصت عروبتي ، و وجدتها خالصة نقية ، مسالمة ، مستمدة من الإنسانية ، و منسجمة مع الناس في كل مكان ، تتألم لما يتألمون ، و تفرح لما يفرحون ، بغض النظر عن لونهم و دينهم و جنسيتهم ، عدة مرات شكرت الظروف انني انا الفلسطيني أخضع للاحتلال الإسرائيلي على ان يخضع الإسرائيلي لاحتلالي ، لكن هذا لا يمنع على الاطلاق الانبراء له و مقاومته ثمانين سنة .

لم أكن حزينا إزاء الزيارة اللعينة ، فعلى الأقل لم يحضرها بنيامين نتنياهو الذي يقيم علاقات دبلوماسية مع الجسد العربي الواهن المريض ، الذي لم ينتصر لغزة الذبيحة انتصار الغريب “الأخ الذي لم تلده أمك” ، في اسعافها حتى و لو بشربة ماء إزاء الترليونات التي أخذها ترامب ، و التي بالتأكيد سيحصل على بعضها نتنياهو بشكل غير مباشر ، فلسطين لم تحضر ، لا أتحدث عن المقاومين ، بل عن المسالمين الذين وقعوا اتفاقية السلام في حديقة البيت الأبيض و الحاصلين على جائزة نوبل قبل اثنتين و ثلاثين سنة ، و اليوم يتم ذبحهم و قصفهم و تجويعهم و مصادرة ما تبقى من ارضهم ، ثم تجاهلهم على النحو الذي نرى .

تذكرت الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم باللهجة المصرية يشبه الأمة بالبقرة : البقرة حلوب / تحلب قنطار / لكن مسلوب / من أهل الدار / و في يوم معلوم / عملوها الروم / دخلوا الخواجات / شفطوا اللبنات . و الشاعر العراقي مظفر النواب يوم قال : و لقد دعي النفط و لم يدعى العراق / هذا الغرب بكل تفاضله و تكامله / على النفط جميعا يجمعنا ، و على النفط جميعا يذبحنا / انه رصيد المال الديني / رصيد الدين المالي / رصيد القتل . أما درويش الفلسطيني فقال : عرب أطاعوا رومهم / عرب و باعوا روحهم / عرب وضاعوا . لكن المتنبي شاعر العرب الكبير و هو يرثي لحال الامة قبل نحو ألف سنة ، فقال : أما الاحبة فالبيداء دونهم * فليت دونك بيدا دونها بيد / لم يترك الدهر من قلبي و لا كبدي شيئا تتيّمه عين و لا جيد / نامت نواطير مصر عن ثعالبها * فقد بشمن و ما تفنى العناقيد .

رابط قصير:
https://madar.news/?p=337839

هذا المقال يعبر عن رأي صاحبه فقط.

تعليقات

آخر الأخبار