الشريط الأخباري

اللاجئون الفلسطينيون : ” تضيق بنا الأرض تحشرنا في الممر الأخير “..خربشات عادل الاسطة

مدار نيوز، نشر بـ 2024/01/01 الساعة 10:17 صباحًا

مدار نيوز \

وأنا أقرأ الحلقة ٣١ من يوميات الروائي عاطف ابوسيف تذكرت قصيدة محمود درويش ” تضيق بنا الأرض ، تحشرنا في الممر الأخير ” من ديوانه ” ورد أقل ” ( ١٩٨٦ ) .
يكتب عاطف عن المخيمات الفلسطينية الجديدة في رفح الفلسطينية التي ضاقت بلاجئيها ، فالمدينة التي يمكن أن تتسع ل ٦٠٠ ألف مواطن على أكثر تقدير صار فيها ما يقارب المليون و ٨٠٠ ألف إنسان ، وهكذا صار عليهم أن يعصروا أنفسهم كي يتمكن الوافدون الجدد ، من خانيونس ومحيطها ، أن يجدوا أرضا لخيمة ، فإن لم يجدوا ناموا في العراء.
” تضيق بنا الأرض تحشرنا في الممر الأخير ، فنخلع أعضاءنا كي نمر
وتعصرنا الأرض . يا ليتنا قمحها كي نموت ونحيا ، ويا ليتها أمنا
لترحمنا أمنا . ”
وها هم أهل غزة في الحد الأخير لفلسطين . ها هم يتساءلون :
” إلى أين نذهب بعد الحدود الأخيرة ؟ ”
ها هم يقولون :
” هنا سنموت . هنا في الممر الأخير . هنا أو هنا سوف يغرس زيتونه .. دمنا ” .
غير أني تذكرت أكثر النكتة الشائعة التي لا يحب المؤمنون ، المتمسكون بقشور الدين سماعها ، وهي نكتة مصير اللاجئين يوم القيامة .
امتلأت الجنة بالمؤمنين وامتلأت النار بالكافرين وبقي اللاجئون ينتظرون مصيرهم ، وفي النهاية تقرر أن تقام لهم مخيمات .
يطنب عاطف أبو سيف في وصف حياة اللاجئين الفلسطينيين في غزة منذ صار هو اللاجيء بن اللاجيء حفيد اللاجيء لاجئا ولا يعرف ما تخبئه الأيام ، ولأنه يتوقع الأسوأ وأن بقية أسرته قد تغادر بيتها لتنضم إلى خيام اللجوء فإنه يحتفظ بخيمة لأخته عيشة ، ثم يرى أسرة لجأت حديثا لا خيمة لها ، فيتبرع لها بالخيمة .
وأنا أقرأ عن قسوة الحياة هناك وضيق المكان تذكرت بيتنا في المخيم وتبرع أبي بجزء من المساحة التي منحت له ل ” أبو فؤاد سمحة ” ، ولما أقام فيها وأراد إقامة كنيف له صارت الرائحة تهب على بيتنا وبدأت المشاكل .
رحم الله أبي و ” أبو فؤاد سمحة ” وكان الله في عون أهل غزة .
صديقي الدكتور رياض عوض Riyad Awad لم يرقه ما كتبته صباحا عن الحوار بين الدكتور أنس مهنا وميسون مناصرة وما قاله الدكتور من أن غزة هي صاحبة القرار المستقل الوحيد في العالم العربي ، فبقية الدول العربية تحكمها السفارات الأمريكية فيها وحكامها في العباءة الأمريكية لا حول لهم ولا قوة ، وسخر مني وقال لي إنني أكتب ما أكتب لأنني لا أعاني ما يعاني منه أهل القطاع .
ماذا سأكتب في العام القادم أم أنه يجب أن أتوقف عن كتابة اليوميات .
٢٠٢٣ وداعا بكل ما فيك .
مساء الخير يا غزة والمجد لك والزوال للمحتلين

رابط قصير:
https://madar.news/?p=302265

هذا المقال يعبر عن رأي صاحبه فقط.

تعليقات

آخر الأخبار