انتهاكات خطيرة واستباحة واسعة للأقصى في ذكرى ما يسمى “خراب الهيكل”
مدار نيوز \
شهد المسجد الأقصى المبارك، اليوم الثلاثاء، استباحة واسعة وانتهاكات خطيرة خلال اقتحامات المستوطنين له لإحياء ذكرى ما يسمى “خراب الهيكل”، والذي يعد اليوم الأهم “لتجديد العهد لبناء الهيكل المزعوم وهدم قبة الصخرة المشرفة”.
ولم يكن الحدث الأبرز بعدد المقتحمين الذي تجاوز السنوات الماضية ووصل خلال فترة الاقتحامات الصباحية الى 2250 متطرفا، بل ترأس وزير في حكومة الاحتلال “وزير الأمن القومي” ايتمار بن غفير ووزير شؤون النقب والجليل يتسحاق فاسرلوف الاقتحامات ومشاركتهما في الصلاة داخل الأقصى، والغناء “شعب إسرائيل حي” والصلوات الجماعية والانبطاح “السجود الملحمي” في عدة مواقع في الأقصى، إضافة الى رفع الأعلام الإسرائيلية، وترديد نشيد “الوطني الإسرائيلي”.
ومنذ ساعات الفجر منعت سلطات الاحتلال المصلين من دخول المسجد الأقصى، وتواصل ذلك حتى اللحظة – لوجود فترة اقتحامات بعد صلاة الظهر-، وأوضح عشرات المصلين لوكالة معا أنهم منعوا من دخول الأقصى، وطالبهم الضباط بأن عليهم العودة بعد الساعة الثالثة عصرا للدخول اليه، ومن بين الممنوعين من الدخول كبار بالسن تجاوزت أعمارهم 80 عاماً، ونساء من مختلف الأعمار.
أما داخل الأقصى، فكان كانت مجموعات المستوطنين الكبيرة والمتتالية تقتحمه عبر باب المغاربة – الذي تسيطر سلطات الاحتلال على مفاتيحه منذ احتلال القدس-، وأعداد قليلة من المصلين والمعظم من كبار السن كانوا داخل الأقصى، وحاولت القوات تحديد مواقع جلوسهم في الساحات لعدم وجود في مسار المستوطنين، الذي يبدأ من باب المغاربة وساحته ثم ساحة المسجد القبلي انتقالا الى المنطقة الشرقية للأقصى “وتقام صلوات جماعية علنية “باعتباره المدخل الرئيسي للهيكل المزعوم”، ثم الانتقال للسير بمحاذاة السور الشمالي للأقصى، وبعدها الانعطاف جنوبا باتجاه باب القطانين ثم السلسلة- ومن يخرجون من الأقصى-، وهم ينظرون للقبة وعادة تقام صلوات بأصوات علنية وجماعية في المكان.
ولاحقت القوات المرابطين خلال تواجدهم في البلدة القديمة، وأجبرتهم على الخروج منها لمنعهم من التواجد على أبواب المسجد الأقصى، وقالت المرابطة المقدسية نفيسة خويص” الاعتقالات والملاحقات والضرب لن يمنعنا من الرباط والتواجد في أقرب نقطة للأقصى.. نجلس حيث نمنع.. الأقصى قبلتنا الأولى”.
وقال المرابط نظام أبو رموز:” القدس حولت لثكنة عسكرية لحراسة مئات المستوطنين يريدون اقتحام الأقصى وتخريب ممتلكات المقدسيين، ونحن أصحاب الحق نلاحق ونمنع من الدخول الى المسجد”.
وقال المرابط أبو بكر شيمي أنه يمنع من دخول الأقصى منذ 10 أشهر، واليوم منع كذلك من الوجود في البلدة القديمة، وأَضاف:” لا هيكل لهم في المكان هنا الأقصى، ونحن مصرون على الحضور والرباط”.
ولم تتوقف الانتهاكات على اقتحامات الأقصى، فتشهد أبواب المسجد كافة “من الجهة الخارجية”، صلوات جماعية للمستوطنين، بحراسة قوات الاحتلال.
كما نفذ المستوطنون الساعات الماضية اعتداءات على المقدسيين بالشتائم والضرب وتخريب المحلات التجارية.
وقال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير من داخل المسجد الأقصى: لقد أحرزنا تقدمًا كبيرًا في مجال الحكم والسيادة، جميعنا شاهد اليهود يصلون هنا بحرية، وكما قلت سابقًا: “سياستنا هي السماح بالصلاة لليهود”.، وأضاف في كلمة له من الأقصى :” يجب أن ننتصر في هذه الحرب، يجب أن نحقق النصر وأن لا نذهب إلى اجتماعات في الدوحة أو القاهرة، المطلوب هو النصر عليهم وتركيعهم.
وفي بيان للهيئات والمرجعيات الإسلامية في القدس الشريف، أدانت ما تقوم به حكومة الاحتلال من انتهاكات متصاعدة وغير مسبوقة بحق المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف، حيث شرعت مؤخراً بتنفيذ مخططات متطرفين يهود لتخريب الوضع القائم منذ أكثر من 1400 عام في المسجد الأقصى المبارك .
وحذرت الهيئات والمرجعيات الإسلامية في القدس الشريف من عواقب تمكين سلطات الاحتلال مئات المتطرفين اليهود برفقة وزراء وسياسيين وأعضاء كنيست من تدنيس واقتحام المسجد الأقصى المبارك صباح هذا اليوم، بحجة ما يزعمون “ذكرى خراب الهيكل”، وذلك بحماية مشددة من أفراد الشرطة وحرس الحدود والقوات الخاصة المدججة بالسلاح، والسماح لقطعان المتطرفين القيام بجولات استفزازية ونصب حلقات الرقص والتصفيق والغناء ورفع العلم الإسرائيلي وغيرها من الانتهاكات المستفزة لمشاعر ملياري مسلم حول العالم.
كما أدانت الهيئات الإسلامية تمكين مئات المتطرفين من حصار المسجد الأقصى والصراخ والخبط على بوابات الأقصى المبارك ليلة 12 آب 2024 وذلك في إطار محاولات تهويد محيط المسجد الأقصى المبارك واحتلال ساحات بواباته بانتهاكات مستفزة تهدف إلى تغيير الهوية العربية الإسلامية للمدينة المقدسة.
واستنكرت الهيئات الدينية المقدسية عجز المجتمع الدولي عن وقف هذه الانتهاكات.
وأكدت الهيئات المقدسية على أن انتهاكات الاحتلال والتطرف لن تغير الحقيقة الربانية الدامغة بأن المسجد الاقصى المبارك بمساحته البالغة ١٤٤ دونم هو مسجد إسلامي خالص لن يقبل القسمة ولا الشراكة.
ودعت الهيئات والمرجعيات الدينية في القدس جميع المسلمين حول العالم للالتفاف حول الوصاية الهاشمية لتمكينها من أداء واجبها بحماية المسجد الأقصى المبارك مسجداً خالصا وللمسلمين وحدهم.
رابط قصير:
https://madar.news/?p=320277