بالفيديو…”الصندوق”
كتبت فكتوريا شنايدر
غزة تشبه صندوق طوله 40 كم وعرضه بين 8-12 كم ينحشر فيه 2 مليون نسمة، انه صندوق مغلق بين مصر واسرائيل، وهو مغلق عن العالم الخارجي منذ خضع للحصار قبل عشر سنوات، حيث لا يستطيع احد الخروج منه، وبصعوبة يستطيع اي شخص ان يدخل اليه.
هنا سنأخذكم الى هذا المكان الذي لا يمكن الوصول اليه من خلال الطواف على طول الحدود، رحلة ستقلب مشاعرك رأسا على عقب
تخيل انك تعيش في مكان دون مخرج
ابعد مكان تصل اليه هو على بعد ساعة سفر على طول القطاع وربعها من الشرق الى الغرب، يمكن ان ترى بقية العالم من خلال شاشة حاسوبك، لكنك لا تستطيع ان تراها بام عينك وفي نفس الوقت من الصعوبة على اي شخص ان يدخل اليك.
تخيل؟
هذه غزة. ام الاربعين كيلومترا طولا وما بين 8-12 كيلومترا في اتساعها وتحشر في قفصها مليونين من البشر. انها معزولة عن العالم بسياج، ونظام للدخول، واهتمام امني ومصالح للاعبين سياسيين مختلفين. فما لم تكون مؤهلا تماما لمتطلبات محددة مثل ان تكون موظف منظمة اهلية او صحفي فان الباب مغلق في وجهك.
فكرتنا هنا هي ان نريك غزة، نريدك ان تأتي معنا في مغامرة وتكتشف هذا المكان الذي نشر عنه الكثير، لكن قلائل من رأوا ذلك حقيقة وشعروا به من الداخل.
كل شيء يتغير عندما تغادر اسرائيل عابرا “ايرز” وماشيا نحو الطرف الآخر، الالوان، الاصوات، والهواء، انه شيء يشبه مغادرة العالم الحقيقي والدخول الى عالم خاص، له احساسه الخاص بالزمن، واحساس فريد بالمكان.
عندما تدخل الصندوق:
في الداخل يوجد شواطيء، مزارع، واناس يعيشون، يعملون ويدرسون، توجد حياة، رغم انها محاطة بالاسيجة، المليونان يتنفسون وهم لا زالوا احياء، كثير منهم كبارا وصغارا يحاولون المغادرة، ليروا ما الذي وراء ساعتين ونصف ويكتشفون المكان الذي نعتبره نحن امرا مسلما به.
نحن نعيش عصرا تصفى فيه المعلومات من خلال اجندات المؤسسات الاعلامية الكبرى، ان القرار حول ما سنشاهده من قصة يصنع بعيدا عن المكان الذي شكلت فيه. لكن العالم الخارجي يستند على الصحفيين ليحصلوا على فكرة حول غزة
لهذا نقدم ما عملناه بشكل مستقل، نريد ان نريكم غزة كما رأيناها نحن، نجعلها اقرب اليكم باقصى قدر، بدون وسائط، نعتقد انها مسؤوليتنا ان نحمل الى الحياة هذا المكان الذي لا يمكن الوصول اليه، مكان صعب جدا، لا يشبهه مكان.
ولدت فيكتوريا في المانيا، مع فكرة مكان لا حدود له، يمكنك ان تذهب الى المطار او محطة القطاروتغادر، وجواز سفرها يسمح لها الدخول الى 173 دولة.
جهاد من غزة، حيث المكان محدود في قطر اقصاه ساعة سفر، لا مطار ولا محطة قطار، انه يعيش في صندوق، وكل محاولة لمغادرته كانت تفشل.
نحن الاثنين صحفيان، جهاد مصور فيديو من الداخل، وفكتوريا كاتبة من الخارج، فهمنا جيدا ان كل واحد منا يعرف جانبا من القصة ويعتمد على الاخر في ان تكون الصورة كاملة.
بدانا التحرك قبل عام من زاوية الى زاوية الى زاوية على طول الحدود مع اسرائيل ومصر في محاولة لبيان كم هو صغير هذا القطاع، وما هو الشعور الذي ينتاب من يكون هناك. في هذه الرحلة نتحدث مع الناس الذين نقابلهم، الصيادون والمزارعون اصحاب الفنادق، واناس لقيناهم بالصدفة.
ترجمة جبريل محمد – وطن للأنباء
رابط قصير:
https://madar.news/?p=5515