الشريط الأخباري

“بنت” من غزة ..بقلم : حمدي فراج

مدار نيوز، نشر بـ 2022/02/28 الساعة 9:35 صباحًا

مدار نيوز \

لم تحظ الباحثة الفلسطينية من غزة “براء ابو عساكر” بالاهتمام والتغطية الاعلامية إزاء ما حققته في احدى جامعات برشلونة وحصولها على براءة اختراع لعلاج سرطان البنكرياس .

أكيد ان الامر يتعلق بالحرب الروسية على اوكرانيا التي فتحت لها القنوات العربية كل هوائها ، ليتبين ان العرب يختزنون من المحللين والمختصين والخبراء في الحروب والسلاح ، ما لا تختزنه أية أمة في هذا الكوكب ، لكنهم للأسف الشديد ، يحللون وفق أهواء أمريكا و “هواء” قنوات عرب أمريكا .

وهل كان العرب عبر تاريخهم الحديث شيئا آخر غير عرب أمريكا ؟ “عربكان” المصطلح الذي أطلقته عليهم قبل حوالي اربعين سنة ، واليوم ، حتى بعض ثوراتهم اصبحت تتنفس من رئة أمريكا القذرة ، وتفاخر انها تعمل مع ال CIA ، فهل هناك من مجال ان يدعم هؤلاء روسيا ؟؟؟ كما هو معروف طبيا ، فإن سرطان البنكرياس ، وبالتحديد منطقة ذيله ، من اخطر السرطانات التي يتعرض لها الانسان ، فجاءت هذه “البنت” من غزة لتخترع مركبا يرتبط بالبروتين المسؤول عن ظهور السرطان لتثبيطه وشله بنسبة وصلت الى 80% دون ان يترك اي آثار جانبية .

وفي يوم 18 شباط الجاري ، حصل العلاج على براءة الاختراع من شركة الأدوية الإسبانية Bosch i Gimpera. خلال السنوات الماضية ، التي اعقبت مجيء السلطة ، انبرى الكثيرون وبدعم حكومي احيانا ، من إظهارنا وتصويرنا اننا شعب ذكي و مبدع ، حتى اصبحنا بالكاد يمر يوم دون تسجيل اختراعات واختراقات وابداعات و جوائز في معظم جوانب الحياة ، العلمية والفنية والفكرية والرياضية والدينية ، (هنية قبل بضعة اشهر اتصل بسيدة هنأها لحفظها القرآن) حتى وصل الامر لاكبر صحن حمص و اكبر صدر مسخن واكبر حبة قطايف ، ربما من باب ترويج فكرة كف الشعب الفلسطيني عن النضال ضد الاحتلال سيفتح امامه كوة الابداع في المجالات الاخرى .

حتى جاءت براء ابو عساكر ، لتفضح ادعاءاتنا واختراعاتنا وفهلوياتنا ، وأنا شخصيا ، لا أعرف براءة اختراع واحدة سجلت على هذا المستوى العلمي الطبي الانساني العالمي سجله فلسطيني من قبل ، ولحسن طالع “براء” انها خرجت من غزة ، ولم تذهب الى الضقة او اي قطر عربي من الاقطار الشقيقة ، العدوة او الصديقة ، حتى اسمها كان سيظل عورة ونكرة كما مع ملايين النساء الفلسطينيات ، ووفق المأثور الديني مسموح لها الخروج من منزل والدها مرتين ، مرة الى بيت زوجها يوم تتزوج ، ومرة الى قبرها يوم تموت ، وحتى عندما ماتت زوجات كبار قادتنا في غزة ، لم يتم الكشف عن اسمائهن ، يتم نعيهن بام فلان او زوجة علان .

كثير من رجال الدين في هذه الامة ، يعلمون ان الله حث على العلم ، لكنهم قصروه على علوم الدين ، وكثيرون عرفوا عن الدرجات العليا التي يرفع اليها العلماء يوم القيامة ، لكنهم حصروه في الذكور دون الاناث ، و لحسن حظ براء انها سافرت الى دولة كافرة ، فانفجرت طاقتها الخلاقة ، درست وبحثت واخترعت ، فقدمت بذلك خدمة للبشرية جمعاء ، وبها نرفع نحن شعبها الفلسطيني رؤوسنا عالية

رابط قصير:
https://madar.news/?p=234455

هذا المقال يعبر عن رأي صاحبه فقط.

تعليقات

آخر الأخبار