بهاء زاهر …. طفل فلسطيني لا يتعدى الـ 14 عاماً يغني للأرض والوطن

ابتدأ الغناء في عمر 12 عاماً
مدار نيوز \ ميرفت نزار \ يعيش الطفل الفلسطيني في الضفه الغربية وقطاع غزة أوضاعاً مأساويه تؤثر على كافة نواحي حياته . فهو لم يعش طفولته ولم يعرف معنى للحياة كما يراها أطفال العالم .
ولكن رغم ما يعانيه فهو لا يزال يرى أن الطموح يمكن تحقيقه بأي وسيله ومهما كانت الظروف . وهنا بهاء زاهر ياسين حمد المعروف ببهاء زاهر مثالاً لمن بدأ من طموح صغير وكبر معه حتى وصل إلى ما هو عليه الآن .
من يراه فناناً مغنياً يحيي الحفلات والمناسبات وهو في عمر ال14 عاماً . يرى أنه أمام فنان مطرب تجتمع فيه جميع صفات الفنان . يغني ويشعر الجميع بالفرح والسعادة . يعرف كيف يوظف الموسيقى مع صوته . ويعمل معه كثنائي أخاه براء ابن ال12 عاماً . هو عازف الأورج ورفيقه الدائم لا يفترقان أبداً .
يقول بهاء : “عائلتي تقيم في صيدا قضاء طولكرم . وادرس في مدرسة ذكور صيدا الثانوية . الصف التاسع . أستطيع الدمج بين الدراسه والغناء بشكل عادي جداً .فاثناء الدراسه اكون طالب مميز . أما اثناء جلوسي في البيت أكون كأي ابن عادي . وفي التدريب أكون طالب . وأتدرب على الغناء في البيت وليس في المعهد . والوالد له دور كبير جداً لأنه هو من يقوم بتدريبنا . وخاصه أنه يوفر لنا كل ما نحتاجه من معلومات عن الغناء او الموسيقي او الاجهزه المطلوبه سواء للتدريب او للغناء في حفلات . أي لا يوجد أي شيءنحتاجه نهائياً .ومما ساعد بشكل كبير جداًأن والدي عازف وعنده خبره كبيرة. وكان يشترك في حفلات مع مطربين . أي هو المشرف والاستاذ .وطبعاً نتلقى ارشادات منه ومازلنا . فهو الوالد والأستاذ .وعندما يكون لديه وقت نتلقى الارشادات منه ونعمل البروفات .
ويضيف :أما اثناء الحفلات اكون مستعد ان اقف كأي فنان . وقد ابتدأت موهبتي واستعديت للتدرب في عمرال 12عاماً . وكنت أغني بالبيت او المدرسه أوبالشارع . وأول اغنيه غنيتها وحفظتها ” ياطير الطاير “. بالاضافة الي اغنية ” ياريتك لو تيجي يمي ” . وكانت الناس عندما تراني في أي مكان تطلب مني الغناء . وأتذكر أنني كنت أغني بعمر الخمس سنوات . وبانسبه لأخي براء بدأنا في التدرب قبل عامين تقريباً هو على الاورغ وانا اغني . وهذا شيء ساعدنيكثيراً لأن العازف مهم جداً . وخاصه في بدايات الغناء لأنه هو منيحدد مساحة الصوت والطبقه من البدايه . وحسب ارشادات الوالد عرفنا كل شيء.
ويبين بهاء أن أول حفلة أحياها كانت في بلدة علار قضاء طولكرم . والامر كان طبيعي بالنسبه له . وقد كان هو وأخاه براء مدربان جداً . وتفاجأت الناس من صغر سنهم . وقد كان أمر غريب عليهم أننا صغار نغني ونعزف . ووجدنا تشجيع منهم . وقد تم طلبنا لإحياء حفلتين .ودائماً نتدرب أنا وبراء . وبصراحه انا وبراء مكملين لبعض ونفهم بعض . صحيح ان أخي صغير لكنه عازف قوي ومتمكن .
ويضيف : الفنان يجب أن تكون شخصيته قويه . لانه بدون شخصية لن ينجح . والوالد دائماً يقول لي ذلك . وانا وبراء مكملين بعض . اكيد نشعر بسعاده كبيرهعندما نرى الناس سعيدة . ولا نشعر بالخجل . بالعكس أفتخر لأنني انطلبت على حفلات كثيره مع مطربين . وبراء انطلب كعازف ولكن رفضنا أنا ووالدي وبراء لأنه من الاساس نحن ثنائي مع بعض على طول ان شاءالله .
ويشير بهاء إلى أنه له معجبينومتابعين كثر .وقد دعموهم معنويا وقدموا لهم هدايا ويتواصلون معهم عبر صفحة الفيس بوك الخاصه بهم . كل الاحترام والتقدير لهم .وباذن الله سوف يستمروا ليوصلوا رساله هامه رساله فلسطينه الى جميع انحاء العالم . وسوف نطور الموهبه ونصقلها .
ويضيف ” يوجد عند أخواتي مواهب لكن انا وبراء وافق عليهم الوالد .فاختي ديالا تغني في البيت معي . وسما تعزف عالخفيف . وبالنسبه لماما لها دور كبير ودائماً تشجعنا الله يحفظها”.
وفيمايتعلق بالوالد والمدرب زاهر ياسين مصطفى حمد من قرية صيدا قضاء طولكرم يقول : ” اعمل بصيانة العده الصناعية . وبالإضافة الى ذلك انا فنان فلسطيني عازف اورج متزوج وعندخمس أطفال .ثلاث بنات وولدان هما بهاء وبراء “.
وعن بداية بهاء وبراء يقول : ” طبعاً انا ذكرت اني عازف اورج . وبما ان العازف يكون لديه اجهزه موسيقيه في بيته . واحياناً يقوم بترتيب حفلاته . فأكيد سوف تكون لفته نظرمن أهل البيت .طبعاً مع الوقت لاحظت أن اسئلة الأولاد بدأت تزيد واحياناًيكون الولد الصغير براء جالس ويحاول أن يعزف .وبهاء كان يرغب قبل ذلك من حوالي 2015ولكن بالبيت وتصل أحيانا أن أحد الجيران يطلبون ذلك بدون اجهزه صوتية . ولكن بصراحه لم يكن عندي وقت للتدريب الابعد ما اقتنعت انهيوجد موهبة عند الإثنان . واكتشفت انهما جديين . وخاصة براء كان سريع وذكي وكنت اشرح له عن اي شي موسيقي فيعمل على تطبيقه على الأورج . وعندما زادت الأسئلة ورأيت الجديه منهم قررت أن أتفرغ لتدريبهم . وفي هذه الفترة لم يكن عندي حفلات. وانا في الأصل لا أحب أن اطلع حفلات كثيرة “.
ويضيف :” في البدايه كان يوجد صعوبه . لكن إصرارهم شجعني . وصراحة هم شجعوني لأنه حسب اعتقادهم ان هذاعملوهم قادرين على القيام بالدور على أكمل وجه . وهم لا يعلمون أنها موهبه وليس عمل . مع الايام قمت بشراء اجهزه جديده وتابعت الموهبه لأنها بصراحه بدون متابعه حتما سيكون فشل . وهذا الشيء اعلمه جيداًوهم اولادي .يعني أنا كنت اساعد اي شخص عنده موهبة فكيف اولادي . وخاصه أنهم كانوا ملفتين للنظر من البدايه ، بعد ذلك الأمور أصبحت أوضح تدريجياً. وكانت طلباتهم تدل على تطورهم من ناحيه فنية. فقد طلبوا منيعمل صفحة لهم على موقع الفيس بوك . فوافقت وكان تشجيع من والدتهم حتي قبل أن أعمل صفحه تخصهم كنت انشر على صفحتي الشخصيه “.
ويشير زاهر : ” تعرضت لإنتقادات كثيرة لأنهم لا يزالون أولاد . والبعض قال أن هذا العمل حرام . وتعرضت لاحباطات كثيرة . لكن الحمد لله أتمسك بشرف المهنة . وفي أثناء عمل الصفحة كنت أتعرض لكلمات فيها إساءة وخاصة اثناء البث المباشرعلى صفحتهم . حيث كنت أجد تعليقات سلبيه وكانت الصفحه في بدايتها . وسرعان ما انتشرت الصفحه فاصبحت التعليقات السلبيه لاتذكر بالنسبة التعليقات الإيجابيه وهذه الأشياء شجعتني ان استمر .وبعد ست شهور كان عندهم حفله مع اني كنت ومازلت مختصر من أحياء حفلات بشكل مستمر . وكثير من الحفلات تم إلغائها بسبب البعد وساعات السهر . هدفنا ليس المال . وللعلم بهاء عمره 14سنه وبراء عمر12″ .
وعن بداياتهم يقول :” بهاء كان عمره 12.5 وبراء 10.5 . طبعاً بهاء وبراء شاركو في مناسبات بالمدارس . وكان لهما مسابقات . وبراء حاز على المرتبه الاولى وبهاء حاز على المرتبه الثانيه .كان في توجيهات وهنا لابد من التوجه لكل من دعم وشجع أولادي .وأخص بالذكر مديرية التربيه والتعليم ،ومدير مدرسة ذكور صيدا الثانويه السيد ياسر يونس ، والاستاذ الفنان طاهر عمر ، وبعض الاساتذه والفنانين الكرام كان لهم دور في توجهاتهم في المسابقات . وكان لهم مشاركات كثيره في عدة مناسبات . كما أتوجه بالشكر والامتنان لكل الشعراء والفنانين الداعمين ولمتابعينا سواءاً من فلسطين أو اي مكان خارج فلسطين . واشكر كل من اتصل بنا من لبنان وسوريا والاردن سواءاً صحفيين أو منسقيحفلات أو برامج أوإعلاميين أوناس آخرين والأصدقاء . حيث كان لهم دور كبير في تشجيعنا . وان شاء الله نحن مستمرين حتى اكمال هذه الرساله الفنيه بما تحمله من صفات بشرف وطننا ونقاء تراثنا باذن الله محافظين على الأغنية الفلسطينية والعربية المشرفة .
وعن تأثر دراسة الأولاد في عمل بهاء وبراء . يقول : ” نعم يوجد تاثير لكن بشكل غير مستمر . يعني خاصه أثناء ايام الدوام حيث كنت ألغي اي حفل خلال أيام الدوام . واحياناً كنت ارفض حفلاتايام الجمعه والسبت بسبب المسافه الجغرافيه عن بلدنا .بصراحه هم ليسوا متفوقين . هم طلاب عاديين معدلاتهم مقبولة . وهنايوجد ملاحظه أن الفن يدرس وهو اختصاص ومهنة . وهو بحد ذاته تفوق ونجاح حتى لو كان من خارج المدرسة . لكن كل مهنه أساسها العلم . ومن الملاحظ اي ظهور لهم في اي حفل كانت الاوراق أمام بهاء وبراء وهذا إن دل على شيء يدل على أنالعلم غير مستثنى من تدريبهم . مع العلم أنه لا يوجد مادة موسيقية في مدرستهم . وبسبب خبرتي وعلمي في الموسيقى كنت الاستاذ الوحيد وبيتي كان المدرسة الثانية لهم والحمد لله يوجد وعي تربوي وثقافي “.
رابط قصير:
https://madar.news/?p=156163