تصاعد المقاطعة الثقافيّة: إسبانيا تهدد بالانسحاب من يوروفيجن إذا شاركت إسرائيل

مدار نيوز \ وكالات \
أكد وزير الثقافة الإسباني إرنست أورتاسون، الاثنين، أن بلاده لن تشارك في مسابقة الأغنية الأوروبية “يوروفيجن” المقبلة إذا أُتيح لإسرائيل المنافسة فيها، في موقف يعكس اتساع رقعة الضغوط الثقافية والدبلوماسية على تل أبيب بسبب الحرب في غزّة.
وقال أورتاسون في مقابلة مع الإذاعة الإسبانية العامة: “علينا أن نضمن عدم مشاركة إسرائيل في النسخة المقبلة من يوروفيجن، وإذا لم يحصل ذلك، فلا ينبغي لإسبانيا المشاركة”.
وأشار إلى أن دولًا أخرى مثل إيرلندا وسلوفينيا وآيسلندا وهولندا سبق أن أعلنت مواقف مشابهة، فيما يبقى القرار النهائي بيد اتحاد البث الأوروبي المنظم للمسابقة المقررة في فيينا عام 2026.
وأعلنت هيئة “أفروتروس” الهولندية للإذاعة والتلفزيون الجمعة أنها ستقاطع المسابقة الغنائية في حال مشاركة إسرائيل العام المقبل، وذلك بسبب الحرب في غزة، لتنضم إلى قائمة دول تهدد بالانسحاب من نسخة العام المقبل المقررة إقامتها في فيينا عاصمة النمسا، الدولة الفائزة بالمسابقة هذا العام.
إسبانيا، التي اعترفت بدولة فلسطين في أيار/مايو 2024، برزت في الأشهر الأخيرة إلى جانب إيرلندا والنرويج كأحد أبرز الأصوات الناقدة لحكومة بنيامين نتانياهو داخل الاتحاد الأوروبي، وحرب الإبادة الجماعيّة التي تشنّها إسرائيل على غزّة، والتي راح ضحيّتها عشرات الآلاف، معظمهم من الأطفال والنساء.
وكان رئيس الوزراء بيدرو سانشيز قد دعا بدوره إلى استبعاد إسرائيل من “يوروفيجن”، مؤكدًا أن “التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يعاني من عبثية الحرب والقصف أولوية أخلاقية”.
الخطوة الإسبانية تأتي في سياق موجة أوسع من المقاطعة الثقافية والسينمائية لإسرائيل على خلفية الإبادة في غزّة. فقد انسحب مخرجون ومنتجون من مهرجانات كبرى مثل “كان” و”برليناله” احتجاجًا على مشاركة مؤسسات إسرائيلية، فيما أعلنت فرق موسيقية وفنية عالمية إلغاء حفلاتها المقررة في تل أبيب.
كذلك، وقّع آلاف الفنانين والكتاب عرائض تدعو لمقاطعة إسرائيل ثقافيًا، مؤكدين أن الفن لا يمكن أن يُستخدم لتبييض صورة حرب تُوصف بأنها “إبادة جماعية”.
وكان التلفزيون الإسباني الرسمي قد تحدى المنظمين خلال النسخة الأخيرة من “يوروفيجن”، حين بثّ رسالة باللغتين الإسبانية والإنكليزية قبل ثوانٍ من انطلاق المسابقة جاء فيها: “عندما يتعلق الأمر بحقوق الإنسان، الصمت ليس خيارًا. السلام والعدالة لفلسطين”.
وفي موازاة ذلك، شهدت مدريد مظاهرات حاشدة مؤيدة لفلسطين وصلت إلى تعطيل المرحلة الأخيرة من سباق الدراجات “فويلتا إسبانيا”، ما اعتبرته الحكومة دليلاً على اتساع التأييد الشعبي لمقاطعة الفعاليات الرياضية والثقافية المرتبطة بإسرائيل.
ويرى مراقبون أن تصاعد هذه المواقف الأوروبية الرسمية والشعبية يعكس انتقال المقاطعة من الهامش إلى المؤسسات، ما قد يشكل ضغطًا إضافيًا على إسرائيل، ليس فقط سياسيًا واقتصاديًا، بل أيضًا في صورتها الثقافية أمام العالم.
رابط قصير:
https://madar.news/?p=345662