تنظيف الطاولة من مخلفات المرحلة الأولى قبل الدخول في الثانية ..بقلم : حمدي فراج

مدار نيوز \
انتهت المرحلة الأولى من صفقة وقف اطلاق النار التي استمرت ستة أسابيع بالتمام و الكمال على خير ، رغم ما شابها من انتهاكات و خروقات إسرائيلية في الاغلب ، أخطاء فلسطينية غير مقصودة في الغالب ، و اتهامات متبادلة كادت تعصف بالصفقة التي وصفها الخبراء و المراقبون بالهشة ، لأسباب ذاتية و موضوعية تتعلق بإسرائيل و حكومتها و رئيس هذه الحكومة شخصيا .
اليوم ، و نحن على أعتاب دخول او عدم دخول المرحلة الثانية من الصفقة ، هناك ما يمكن ان نطلق عليه ، مخلفات المرحلة الأولى ، حري بالوسيطين العربيين بالتحديد ، تنظيف الطاولة من هذه المخلفات قبل الدخول في المرحلة الثانية ، التي بالتأكيد ، سيكون لها مخلفاتها بدورها ، و التي بدون شك ، ستكون أكثر و أثقل من مخلفات المرحلة الأولى ، و أهمها الانسحاب الكامل من غزة ، و بالتحديد و بالاسم محور فيلادلفي خلال ثمانية أيام من اليوم ، و التي تعلن إسرائيل انها لن تنسحب منه ، و كأنه خيار .
كذلك استكمال ادخال الشاحنات بواقع 600 شاحنة يوميا بأثر رجعي ، أي ما مجموعه 25 ألف شاحنة ، 200 ألف خيمة ، و 60 ألف كرفان . هذه الأرقام ليست اقتراحات او اختراعات او اجتهادات ، بقدر ما هي بنود و نصوص تم التوقيع عليها بعد مفاوضات و توافقات مضنية .
الدخول في المرحلة الثانية ، ليست خيار ، كما تروج إسرائيل ، و معها من خلفها مدير العالم دونالد ترامب ، انها جزء لا يتجزأ من الصفقة الكاملة ، و العودة للحرب او القتال (الإبادة) بدورها ، ليست خيار ، بل استحقاق تم التوافق عليه و توقيعه بالاسماء الكاملة و الاختام الرسمية – لا الاحرف الأولى فقط – ، و كذلك الوسطاء و الضامنين ، مقابل استكمال عملية تبادل الاسرى ، و هنا يدور الحديث عن اسرى جنود و ضباط و مخابرات إسرائيليين ، مقابل من تبقى من اسرى المؤبدات و القيادات الفلسطينيين ، و في هذا السياق ، طرحت أفكار عن ما سمي “الكل مقابل الكل” . إن الدخول في المرحلة الثانية ، بدون التسويف و المراوغة و التحايل و الالتفاف ، من على شاكلة تمديد المرحلة الأولى ، و عرقلة تنفيذ ما تم التوقيع عليه ، هو الذي من شأنه ان يحرر اسرى إسرائيل ، و يختصر استمرار مدة بقائهم التي طالت حتى بلغت حتى اليوم 510 أيام في ظروف اعتقالية لا شك انها صعبة و معقدة و خطيرة .
لن تطلق المقاومة بقيادة حماس اسيرا جنديا واحدا ، حيا و لا ميتا ، بدون ان تتنظف الطاولة من مخلفات المرحلة الأولى و الدخول المباشر الى المرحلة الثانية ، و هذا الذي يجب ان تسعى اليه بكل وضوح و اقتدار ، و بدون مواربة و مخاتلة و مجاملة او لف و دوران ، الدول الواسطة و الضامنة . بعدها نستطيع القول انه قد طوي الطوفانان ، طوفان الأقصى ، و طوفان الإبادة .
رابط قصير:
https://madar.news/?p=333132