الشريط الأخباري

جامعة النجاح وشبكة الإبتكار في التعليم والمجتمع تعقدان مؤتمراً تربوياً نحو تنمية إجتماعية وعاطفية وأكاديمية شاملة

مدار نيوز، نشر بـ 2018/08/13 الساعة 3:41 مساءً

نابلس – مدار نيوز : برعاية دولة رئيس الوزراء  أ. د. رامي حمد الله، عقدت كلية العلوم التربوية واعداد المعلمين في جامعة النجاح الوطنية، وشبكة الإبتكار في التعليم والمجتمع، مؤتمراً تربوياً نحو تنمية إجتماعية وعاطفية وأكاديمية شاملة برنامج أصدقاء لبيب نموذجاً، وذلك يوم الاثنين الموافق 13/08/2018 في مدرجات الشهيد ظافر المصري، بحضور أ. د. علام موسى، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ممثلاً عن دولة رئيس الوزراء، أ. د. رامي الحمد الله، وأ. د. ماهر النتشة، القائم باعمال رئيس الجامعة، والاستاذ أنس الاسطة، نائب رئيس مجلس إدارة إنجيج، ود. شهناز الفار، مدير عام الاشراف التربوي في وزارة التربية والتعليم، والسيدة كارولين ايجر مدير مشروع البرامج Partnership for children،  والدكتورة سائدة عفونة، عميدة كلية العلوم التربوية واعداد المعلمين، وعدد من أعضاء الهيئتين الاكاديمية والادارية وعدد من الحضور والمشاركين في المؤتمر.

وفي كلمته رحب أ. د. ماهر النتشة بالحضور والمشاركين بالمؤتمر مضيفاً “ان  معظم المؤسسات التعليمية تركز على الإنجاز والتحصيل الأكاديمي حتى في رياض الأطفال ، مهملة أو مبتعدة عن التركيز على الجانب الإنفعالي فهذا أدى إلى زيادة العنف والتسرب في المدارس وحالات الإكتئاب والعزلة والشعور بالإهمال لدي العديدد من الأطفال والشباب في مستويات التعليم المختلفة، وبما أننا نعيش في ظل ظروف سياسية واقتصادية قاسية وصعبة فإن الكثيرين  منا يعانون من ضغوطات نفسية تؤثر على إنجازهم وعطائهم وأدائهم. وحيث أن عملية التعلم  تتأثر بشكل كبير بالمشاعر والإنفعالات ، كان لا بد من ضرورة التكامل ما بين التفكير والمشاعر لنستطيع تحسين عملية التواصل مع الذات أولا ومع الآخرين ثانياً”.

واضاف د. النتشة “ان الجامعة تدرك أهمية ذلك قامت بإنشاء معهد النجاح للطفولة المبكرة الأول من نوعه في فلسطين  للإهتمام بقضايا الطفولة من خلال وحداته الثلاث بدء بروضة المنتوسوري وتتبع المنهج العالمي في تربية الطفل، ووحدة العيادات وهي الوحدة المتخصصة بتشخيص الأطفال وعلاجهم وتأهيلهم، وتقوم بتقديم خدمات التشخيص والتقييم المستمر والتأهيل، كما تقوم ببناء خطط تأهيلية وتعليمية تكاملية بإستخدام أفضل المعايير المستندة على أسس علمية، بالإضافة إلىً صفوف تأهيلية تهدف لتأهيل أطفال التوحد مجهزة بكافة الوسائل اللازمة التي تعمل على تنمية مهارات الأطفال، كما حرصت الجامعة ايضاًعلى تأهيل معلمات رياض الأطفال من خلال بناء برنامج بكالوريوس جديد تم إطلاقه هذا العام من كلية التربية وقبول الدفعة الأولى فيه، لما لهذه الشريحه من أهمية، حيث أن المرحلة العمرية قبل المدرسة هي المرحلة التي تسهم في بناء التوازن العاطفي والاجتماعي للطفل وتشكل ركيزة أساسية لجميع مراحل العمر التي تليها لبناء شخصية قادرة على تحمل المسؤولية كمواطن صالح، وفي هذا السياق تم تخصيص مجموعة من المنح للطلبة الملتحقين للسنة الأولى ترسيخا لدعم هذا القطاع.

وفي كلمة أ. أنس أسطة والتي عبر من خلالها عن سعادته لعقد المؤتمر والتواجد بين ثلة من بناة المجتمع اكاديمين ومسؤولين ومهتمين لاطلاق فعاليات المؤتمر واضاف ” لقد اخذت مؤسستنا شبكة الابتكار في التعليم والمجتمع انجيج منذ تأسيسها المبادرة في تقديم افكار جديدة اذا ما تم تنفيذها يمكن ان تساهم في تحسين مخرجات نظام التعليم الفلسطيني فيما يتناسب مع متطلبات القرن الواحد والعشرين والتطورات المتسارعة التي يشهدها العالم من خلال الابداع و الابتكار واللذان يقودان الى التطورات التكنولوجية التي نستخدمها في كل نواحي حياتنا اليومية”.

واضاف أ. أسطة بأن جاءت فكرة تأسيس انجيج كنتاج لبحث قام به مؤسس انجيج السيد (ناصر العارضة) في جامعة واترولو في كندا، حيث بحث في نموذج تعليمي جديد اذا ما تم تطبيقه في فلسطين من شأنه البدء بتخريج اجيالا فلسطينية ليست فقط بمؤهلات جامعية، بل ايضا بأفكار جديدة وربما ابتكارات سوف تساهم في زيادة الفرص الاقتصادية في فلسطين.

وفي كلمة مسجلة اشار د. عماد رئيس البرلمان الدولي لعلماء التنمية البشرية الى الاهتمام الانساني بمرحلة الطفولة وتكوين العقل من بداية سنوات الطفل الى مراحل العمر المتقدمة لما في ذلك من استثمار تنموي حقيقي ونشكر جامعة النجاح الوطنية وشركائها على رعايتها للمؤتمر واحتضانها لقاء تربوي مهم.

وفي كلمة دولة رئيس الوزراء والتي القاها بالنيابة عنه أ. د. علام موسى والتي نقل من خلالها تحيات دولة رئيس الوزراء، وتقدم بالشكر من القائمين على المؤتمر على جهودهم المبذولة مضيفا “نحن هنا بأمس الحاجة لبناء انسان فلسطيني حكيم ومنتج”.

واضاف ايضاً “يعتبر هذا البرنامج الأول الذي يطلق في فلسطين والمبني على العديد من الأبحاث والدراسات التي أكدت جميعها ، أن قدرة ومهارة الأطفال والشباب اليافعين في التعامل مع المشكلات، مرتبطه بالمهارات الإنفعالية والإجتماعية التي يمتلكونها، وهو البرنامج العالمي الذي استفاد منه أكثر من مليون طفل في 33 دوله حول العالم، وفلسطين هي الدولة الرابعة والثلاثون التي تنضم الى البرنامج حيث توج هذا الإنضمام بتوقيع اتفاقية مع وزارة التربية والتعليم العالي، لتدريب المعلمين وتأهيلهم على مهارات، وتمكينهم لاكتساب قدرات لفهم وإدراك مشاعر الأطفال وحالتهم المزاجية وإحتياجاتهم، وعلى فتح حوار مع الأطفال لاستطلاع مهارات يمتلكونها ويستطيعون نقلها لغيرهم. إنه البرنامج الذي يتيح القدرة على غرز العواطف الذاتية وحسن استعمالها وبمعنى أخر التعرف على شعورنا الشخصي وشعور الأخرين لتحفيز أنفسنا ولإدارة عاطفتنا بشكل سليم في علاقتنا مع الأخرين”.

وأوضح د. موسى إن إمكانيات الاطفال تختلف من طفل لآخر من حيث النمو والتطور، وإن استغلال تلك الامكانيات وإزالة الصعوبات لديهم، سيما أولئك اللذين تتراوح اعمارهم بين ثلاثة وسبعة أعوام والذين يعيشون في العالم الافتراضي أكثر من عالم التجربة العملية والخبرات، وهنا يأتي دور المعلمين والمرشدين والأباء في مساعدة الاطفال على فهم أفضل، لشعور وتفكير الأخرين.

واضاف “نحن في مجتمعنا الفلسطيني وفي ظل الحكومة الفلسطينية نسعى دوما لرسم مستقبل افضل لأطفالنا ومساعدتهم ومنحهم الثقة، في ظل بيئة محبطه عاش فيها أطفالنا ألم الاحتلال وممارساته القمعية تجاه شعبنا من قتل وتشريد واضطهاد واعتقال، حيث ان تلك الممارسات هي السبب المباشر لاختزال الذكاء العاطفي والاجتماعي لدى الاطفال، وان الممارسات التي يفرضها الاحتلال على الأرض (ومنها مهاجمته لغزة والاستيطان في الاراضي الفلسطينيه) تأخذ من عقول وطاقات اطفالنا الشيء الكثير، وتضيع علينا فرصة استثمار هذه الطاقات في البناء والتنمية وتحرمنا من فرصة تحقيق الكثير من الآمال، وتحد من قدرتنا على انشاء جيل متوازن وجدانيا وعاطفيا وسلوكيا واجتماعيا”.

وأكد د. موسى أن الحكومة الفلسطينية صادقت على مذكرة التفاهم المبرمة بين وزارة التربية والتعليم وبين مؤسسة ُENGAGE  للخدمات التعليمية والشبابية بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية ووزارة الصحة من أجل تنفيذ مشروع لبيب لرسم المستقبل لأطفالنا، وهذه هي سياستنا ضمن الخطة الوطنية الشاملة لدعم الطفولة والشباب في فلسطين وندعو الجميع للمساهمة والشراكة كل حسب اختصاصة.

وعرضت السيدة كارولين ايجر برنامج لبيب حول العالم والوحدات و الدروس التي يتكون منها و المهارات التي يحققها الاطفال  الى الانتشار الواسع في مناطق ودول مختلفة كما اشارت اللا التقدم الذي طرأ على الاطفال من حيث التحصيل وزيادة مستوى الذكاء العقلي و الاجتماعي وتخفيف حدة القلق والتمتع بمهارات اضافية قبل التواصل وحل المشكلات.

وأوضحت د. شهناز الفار سياسة وزارة التربية والتعليم العالي في الطفولة المبكرة وبرامجها ومناهجها وتدريب المعلمين والمشرفين للتعامل مع الاطفال وتنمية صحتهم النفسية والجسدية وادماجهم في تفاعل اجتماعي يكسبهم المهارات والمعارف اللازمة للتعليم.

وعرض د.جودت صيصان تجارب رائعة في التعليم والابداع واوضح دور المعلم في  رعاية الموهبة،  وتنميتها  وان اهتمام المعلم بالطفل ومشكلاتهم و العمل على حلها سيسهم في رفع  مستوى الابداع  و التعلم.

وقدم دكتور سهيل صالح قراءة نقدية لبرنامج لبيب من حيث الثقافة والممارسات والاثر وبين التحولات العالمية التي بني البرنامج عليها وكيف ارتبط ذلك بمحتوى البرنامج والتدريب العملي والاهداف المنشود تحقيقها في المتعلمين واشار الى كيفية تطوير البرنامج، ودعم بالقيم والثقافة القلسطينية واقترح استمرار البرنامج في مراحل عمرية اخرى.

وفي عرضها للذكاءات المتعددة فقد ناقشت د. سائدة عفونة، الاصل النظري لجاردنر حولوجود ثمانية انواع للذكاءات ، حيث ان الطفل يولد ولديه قدرات متعددة يتم اما تعزيزها او اضمحالالها من خلال التربية والتنشئة، كما تعرضت الى دور التربية والتعليم في تعزيز وتنمية الذكاءات المتعددة ونوهت الى ضرورة دراسة وتقييم أي برنامج قبل عرضه في السياق الفلسطيني.

وفي نهاية المؤتمر عقدت جلسة للسياسات نوقشت فيها الية تعزيز الذكاء العاطفي والاجتماعي من المؤسسات حيث عرضت اليونيسف دورها في ذلك وبرامجها المتعددة.

وقد أوصى المشاركون بضرورة الاهتمام بالتنمية الشمولية للطفل بجميع الجوانب.

رابط قصير:
https://madar.news/?p=101089

تعليقات

آخر الأخبار