خمسة رؤساء أميركيين طُبعت صورهم على الدولار
يحفُل التاريخ الأميركي بالعديد من الشخصيات التي أسهمت، بشكلٍ فعال، في بناء الولايات المتحدة، وعملت بجدٍّ على الارتقاء بها، ولكن من بين هذه الشخصيات هناك 5 رؤساء فقط تم اختيارهم لتوضع صورهم على الدولار الأميركي، وبالتأكيد يعكس ذلك حجم التأثير الكبير الذي قاموا به من أجل شعبهم.
ولذلك، سنتعرف عليهم في هذا التقرير، ونستكشف الأسباب التي جعلت الشعب الأميركي يكرمهم دون بقية الرؤساء الذين مروا عليه.
1- جورج واشنطن- فئة 1 دولار:
قام الشعب الأميركي بتخليد ذكرى رئيسهم الراحل جورج واشنطن بالعديد من الطرق؛ كان من ضمنها طبع صورته على ورقة فئة الواحد دولار، إلى جانب إطلاق اسمه على العاصمة الأميركية واشنطن التي اختيرت لتكون العاصمة الفيدرالية للبلاد، بالإضافة إلى إقامة نصب تذكاري له فيها عام 1885، وإطلاق اسمه على إحدى الجامعات، ووضع صورته على طوابع البريد.
ويعتبر واشنطن أول رئيس للولايات المتحدة الأميركية، وكان أيضاً قائد الحركة التمردية المنادية باستقلال أميركا، والتي انتهت بإعلان انفصال الولايات المتحدة عن بريطانيا، في 4 يوليو/تموز 1776.
ومن أهم أعماله، ترسيخ مبدأ التبادل السلمي للسلطة، بعدما رفض ترشيح نفسه لفترةٍ ثالثة، ووضع السياسة العرفية لفترات تولي الرئاسة بحد أقصى ولايتين، بالإضافة لقيامه بترؤس الاتفاقية التي صاغت الدستور الأميركي، الذي حل محلّ مواد الاتحاد الكونفيدرالي، وأنشأ منصب الرئيس، وبعد انتخابه لتولي هذا المنصب بالإجماع من الناخبين في عام 1788، شكّل حكومة وطنية قوية، حافظت على موقف محايد تجاه الحروب المشتعلة في أوروبا آنذاك.
2- توماس جيفرسون- فئة 2 دولار:
توماس جيفرسون هو الرئيس الثالث للولايات المتحدة الأميركية، وقبل وصوله إلى هذا المنصب، كان أول وزير للخارجية الأميركية بعد الاستقلال، وعُين ومعه 4 أشخاص آخرين من قبل الكونغرس، لكتابة مسودة وثيقة إعلان الاستقلال عن بريطانيا، ومراجعتها.
وتضاعفت في عهد جيفرسون مساحة أميركا مرتين تقريباً، وذلك بعد إشرافه على شراء أراضي لويزيانا ذات المساحة الشاسعة من فرنسا، في عام 1803، والتي تقدر مساحتها بـ800 ألف ميل مربع، وبلغ ثمن هذه الصفقة نحو 15 مليون دولار أميركي.
ومن أهم الإنجازات التي لا يزال يذكره بها الشعب الأميركي، مشاركته في تأسيس مكتبة الكونغرس عام 1815، وبيعه مكتبته الشخصية التي تتكون مما يقرب من 6700 مجلد، للحكومة الأميركية بمبلغ 24 ألف دولار.
وشكلت هذه المجلدات أساس المكتبة، وكذلك دعوته إلى تشجيع التعليم المجاني، بكتابته قانون نشر المعرفة في عام 1779، الذي وضع الخطوط العريضة لخطة إنشاء المدارس العامة، بنصه على إتاحة 3 سنوات دراسة مجانية للأطفال، لتعليمهم مبادئ القراءة، والكتاب، والحساب.
3- أبراهام لينكولن- فئة 5 دولارات:
يأتي ترتيبه السادس عشر في قائمة رؤساء الولايات المتحدة الأميركية، وتتمثل أهم النجاحات التي حققها، وجعلت الشعب الأميركي يكرّمه، في تمكنه من الحفاظ على وحدة البلاد في أثناء الحرب الأهلية، وإعادته الولايات التي انفصلت بقوة السلاح، ونجاحه في إنهاء الحرب، بالإضافة إلى أفكاره وسياسته الداعمة لمبدأ المساواة ومحاربة الرق والعبودية، وإصداره في يناير/كانون الثاني 1863 إعلان تحرير العبيد، الذي أصبحت بموجبه تجارة الرقيق غير قانونية.
وصدرت في عهد لينكولن العديد من القوانين المهمة في تاريخ أميركا؛ من أهمها قانون المصارف الوطنية، الذي وضع أسس النظام المصرفي للولايات المتحدة، بالإضافة إلى إصداره قانوناً يعطي الحق للعبيد والنساء المحررين، في تقديم طلب لتملك الأراضي التي يعيشون عليها.
وساعد لينكولن على ازدهار الاقتصاد الأميركي برعايته لإنشاء سكك حديدية جديدة، ومصانع، وتأسيس وزارة مستقلة للزراعة في عام 1862، والتي لا تزال تقوم بدورها حتى اليوم في تطوير وتنفيذ سياسة الحكومة الأميركية في مجال رعاية المحاصيل، والغابات، وتوفير المواد الغذائية.
4- أندرو جاكسون- فئة 20 دولاراً:
أتى أندرو جاكسون، سابع رؤساء الولايات المتحدة، من خلفية عسكرية، حيث شارك في العديد من المعارك التي دارت على الأراضي الإيرلندية، بين الجيش الأميركي، والجيش البريطاني، وشارك أيضاً في الحرب التي نتج عنها شراء ولاية فلوريدا عام 1819، وأصبح أول حاكم لها.
ومن أهم إنجازاته السياسية، قيامه بإقرار مبدأ العدالة الاجتماعية في أميركا، وتأسيسه للحزب الديمقراطي، ومعارضته سياسات البنك الوطني في الولايات المتحدة؛ لاقتناعه بأن هذا البنك يدار من قبل الأغنياء، ولا يخدم مصلحة المواطن العادي، وانتهى الأمر بوقف عمل البنك في أثناء فترة حكمه، التي استمرت ولايتين، حيث نجح في انتخابات الرئاسة عام 1828، وأعيد انتخابه عام 1832.
ولكن رغم إنجازاته، تُوجه إلى جاكسون انتقادات؛ لسماحه للحكومة الأميركية بتهجير الهنود الحمر إلى الغرب باستخدام العنف، مما أدى إلى مقتل أكثر من عشرة آلاف منهم قبل وصولهم إلى وجهاتهم المختلفة، وعرفت رحلتهم باسم “طريق الدموع”.
5- يوليسيس غرانت- فئة 50 دولاراً:
لا يستمد يوليسيس غرانت، الرئيس الثامن عشر للولايات المتحدة، مكانته لدى الشعب الأميركي من منصبه كرئيس؛ لأنه في نظرهم أحد الأبطال القوميين؛ نظراً للجهود التي بذلها كقائد عسكري في أثناء الحرب الأهلية الأميركية التي دارت في عهد الرئيس أبرهام لينكولن، وقيامه بدور مهم في منع انقسام الولايات المتحدة وتفتتها، بعد تعيينه من قبل لنكولن عميداً للمتطوعين.
ونجح غرانت في الوصول لمقعد الرئاسة عام 1868 بعد ترشحه عن الحزب الجمهوري الأميركي، وأعيد انتخابه في عام 1872، وبذلك أصبح أول رئيس ينجح في تولي فترتين رئاسيتين، بعد مرور 40 عاماً على رحيل أندرو جاكسون عن الرئاسة الأميركية.
واستطاع غرانت، خلال فترة توليه الحكم، أن يقوم بإعادة بناء الحزب الجمهوري بشكل جذري، وأصدرت في عهده عدة قوانين مهمة؛ مثل: قانون الحماية المدنية لعامي 1870 و1875 الذي يضمن حق المساواة للمواطنين الأميركيين من أصول إفريقية، ومن أبرز إنجازاته أيضاً، نجاحه في علاج الركود الاقتصادي الذي حدث عام 1873.
رابط قصير:
https://madar.news/?p=15774