الشريط الأخباري

على مطلع السنة الجديدة .. لبنة فولاذية في مدماك الحرية القادم بقلم : حمدي فراج

مدار نيوز، نشر بـ 2024/12/31 الساعة 12:27 صباحًا

مدار نيوز \

مع اقتراب انطفاء آخر ساعات السنة ، يتوجه الناس في كافة انحاء المعمورة الى بعضهم البعض بالتهنئة و التبريك و المعايدة و التمني بالعمر الطويل السعيد و الصحة و العافية في جملة مختصرة “كل عام و انتم بخير” . في غزة أيضا يقولون ذلك ، رغم معرفتهم اليقينية ان هذا لن يكون صحيحا ، حتى ولا “كل شهر” ، فكثيرا ما قالوا لبعضهم “تصبح على خير” ، فإذ بهذا او بذاك ساعات الصباح ، لم يعد موجودا ، و أحيانا يكون قصف إسرائيل قد غيب الاثنين ، و بهذا تبدو تحية العام الجديد “كل عام و انتم بخير” و كأنها تثير السخرية و الألم و الحزن أيضا ، على من فقدوا ، وعلى من سيفقدون .

عشية العام الماضي ، كان عدد الذين فقدوا في قطاع غزة نحو 22 ألفا ، غالبيتهم من الأطفال و النساء ، و ضعفهم من الجرحى ، اليوم تضاعفت الاعداد ، لم يكن التنزيح قد اصبح احد أهداف العدوان الابادي ، و لا التجويع ، و لا التطبيب باستهداف الأطباء و الممرضين و الدواء و قصف المستشفيات ، تفريغها من نزلائها ، بل و احراقها ، حتى ظهر البرد كقاتل جديد يستهدف الأطفال الرضع ، و لهذا بدت تحية السنة الجديدة الماضية 2024 ، كما لو أنها لعنة أصابت الشعب الفلسطيني كله و في كل أماكنه بالفجيعة والفقدان و العذاب ، و بدون أدنى مبالغة وقائع نكبة أخرى .

قد يقول قائل انها نصف نكبة اصابت غزة ، لكن هذا كلام غير موزون ، فهولاكو الفاتح شهيته على دم أبناء غزة ، يفتحها على لحم الضفة بعد أن إلتهم القدس ، لا أظن ان أحدا نسي حال الاسرى الذين تم تعذيب بعضهم حتى الموت ، او تجويعهم حتى فقدان نصف اوزانهم ، و حرمانهم من ابسط حقوقهم ، ومضاعفة اعدادهم اربع مرات او خمسة ، و زيادة البؤر الاستيطانية ، و انفلات المستوطنين و انفتاح الشهية على ضم كل الضفة ، و أخيرا و ليس أخرا ، تغذية فتنة القتل بحيث يقتل الفلسطيني الفلسطيني على النحو الذي نراه في مخيم جنين ، أحد أيقونات نضالنا و عزتنا .

قبل أيام شنت إسرائيل هجوما على البابا لظهوره امام مجسم مذود ميلاد يظهر المسيح مقمطا بالكوفية الفلسطينية . استدعت السفير ، و وزير الشتات الصهيوني اتهم البابا أنه مزوّر للتاريخ لأن المسيح على حد تعبيره ، عاش يهوديا و مات يهوديا . تذكرت محمد الدرة ، الذي قالوا انه يهودي ، تذكرت ايمان حجو و فارس عودة و ميلاد شاهين و محمد أبو خضير و أحمد دوابشة و رفيدة أبو لبن و لينا النابلسي و مئات الأطفال كيف أينعت دماؤهم ، و الآن عشرات الآلاف في غزة ، لبنة حقيقية فولاذية في مدماك الحرية القادم ، رغم ان هيرودوتس أمريكا يرفض أي اقتراح لمنع هولاكو من التوقف عن الاستمرار في ذبح هؤلاء الأطفال . ألم ينتصر الطفل يسوع على هيرودوتس الروماني الذي كان يحتل أرضه بالتعاون و التواطؤ مع سدنة الهيكل ، رغم مرور 2024 سنة ؟ ذهب الطفل الى السماء و الأرض و الخلود ، و ذهب الآخرون الى مستنقعات الخزي و العار ، و على مطلع العام الجديد ، عند مذبح السيد المسيح ، صليبه ، قيامته ، و مولده ، نقول : كل عام جديد ، كل شهر ، كل يوم ، و أنتم بخير .

رابط قصير:
https://madar.news/?p=329351

هذا المقال يعبر عن رأي صاحبه فقط.

تعليقات

آخر الأخبار