الشريط الأخباري

عندما تلتقي المصالح القطرية والإسرائيلية

مدار نيوز، نشر بـ 2019/05/12 الساعة 1:44 مساءً

 

مدار نيوز/نابلس 12-5-2019:  ترجمة  محمد أبو علان دراغمة: كتب الصحفي الإسرائيلي شلومي ألدار في موقع المونيتور العبري: في السابع من أيار، يومان بعد التوصل لتهدئة بين “إسرائيل” وحركة حماس، وبشكل مفاجىء أعلنت قطر عن تقديم دعم سخي للفلسطينيين بقيمة 480 مليون دولار.

المساعدات القطرية ليست فقط مشاريع ودفع رواتب لقطاع غزة، بل مئات ملايين الدولارات للضفة الغربية، وهذه المرّة الأولى التي تضع قطر رجلها في الضفة الغربية (حسب تعبير الصحفي الإسرائيلي)، وحظيت بشكر  نت الرئيس الفلسطيني أبو مازن.

وتابع الصحفي الإسرائيلي، حتى الآن كانت المساعدات القطرية لقطاع غزة فقط، مساعدات للعائلات المحتاجة، والموظفين المدنيين لحركة حماس، أموال أثارت ضجة في “إسرائيل” واعتبرت دعم لمشاريع حركة حماس، كما أن تعلق قطاع غزة بالأموال القطرية شكل أزمة لقطر نفسها، القطريون أدركوا ذلك، إلا أن المصالح تغلب على كل شي في النهاية.

وعن المساعدات نفسها كتبت الصحفي الإسرائيلي، صياغة إعلان المساعدات القطرية لم يكن في قطر وحدها، بل كان له شركاء في البيت الأبيض، وفي “إسرائيل”، وبدعم من المستويات ا|لأمنية والسياسية الإسرائيلية، أي بدعم من بنيامين نتنياهو، وكانت فحوى الرسالة للقطرين أن المساعدات المالية السخية ستأتي بنتائج إيجابية، وفي نهاية الأمر، هذه صفقة شاملة يمكن أن تستفيد منها كل الأطراف، قطر، “إسرائيل” حماس والسلطة الفلسطينية.

وعن حجم الاستفادة من المساعدات القطرية جاء في الموقع العبري، بالنسبة ل “إسرائيل” الخطوة نقطة تحول في علاقاتها مع الإمارة الثرية، حتى قبل عام كانت “إسرائيل” ترى في قطر دولة تثير الفوضى في الشرف الأوسط بسبب دعمها للإخوان المسلمين، حيث توفر ملجأ للشيخ يوسف القرضاوي الذي يعتبر الأب الروحي للإخوان، وتساعد تنظيمات جهادية في سوريا، وتدعم منظمات “إرهابية” مثل حركة حماس حسب وصف الصحفي الإسرائيلي.

كل هذا كان صحيحاً حتى تغير الواقع القطري، بعد أن تم فرص حصار وعقوبات على قطر من قبل عدد من الدول العربية السنية وخاصة مصر والسعودية، بدأت القيام بخطوات من أجل تغيير صورتها في العالم.

كذلك الأمر أبو مازن، رأى في قطر داعمة مركزية لعدوه المر في قطاع غزة، وادعى أن المساعدات القطرية لقطاع غزة تساهم في تعزيز الانفسام الفلسطيني، وبعد أن قام أبو مازن بفرض عقوبات مالية على قطاع غزة لخلق أزمة في موازنة حماس، جاءت قطر لتخفيف نتائج العقوبات التي فرضها على غزة.

وعن الموقف االفلسطيني من الموافقة الإسرائيلية على المساعدات القطرية كتب الصحفي الإسرائيلي، أبو مازن فوجيء من “إسرائيل”   من المساعدات القطرية، بيد تفتح أبواب قطاع غزة لقطر، وتحنق باليد الأخرى السلطة الفلسطينية.

مسؤول فلسطيني رفيع كان قد صرح لصحيفة هآرتس العبرية، أن المساعدات القطرية السخية  والتي سيكون لها انعكاسات سياسية لا يمكن أن تتم دون موافقة أو على الأقل غض الطرف من الإدارة الأمريكية لمنع انهيار السلطة الفلسطينية.

مصدر عسكري إسرائيلي قال للمونيتور العبري، في ظل القلق الإسرائيلي من الأوضاع في الضفة الغربة وقطاع غزة ترى “إسرائيل” في القطرين منقذون إيجابيون، والعلاقات التي تم نسجها مع المبعوث القطري محمد العمادي دليل أن “إسرائيل” غيرت بشكل جوهري موقفها من الإمارة الثرية، وفي نهاية الأمر، القضية قضية مصالح.

وتابع المصدر العسكري الإسرائيلي الحديث عن مصلحة قطر بالقول، قطر من أجل التغلب على الحصار من الدول العربية السُنية، وبناء جسر للبيت الأبيض قامت بحملة علاقات عامة بين اليهود في الولايات المتحدة المتحدة، ولاستكمال العملية قامت بنسج علاقات إيجابية مع “إسرائيل”.

وعن دور العمادي قال: المبعوث القطري وعد بتقديم المساعدات لغزة، وكان يتنقل بين مكاتب وزارة الحرب الإسرائيلية في الكريا في تل أبيب، وبين مكاتب حركة حماس في قطاع غزة، وساعد بنفسه في تجهيز حقائب الأموال لحماس، واليوم بموافقة أمير قطر تميم بن جاسم، قطر مستعدة لإنقاذ “إسرائيل” من الأزمة التي وضعت نفسها بها فيما يتعلق بأموال المقاصة الفلسطينية، ومستعدة لإتقاذ أبو مازن على الرغم من مهاجمته للأمير والإمارة.

بالنسبة لأبو مازن لا مفر أمامه، حتى السعودين لم يرفعوا من حجم الدعم للسلطة بعد التوقف عن تسلم أموال المقاصة من “إسرائيل”، بالتالي وجد نفسه مضطراً للتجاوز عن خطايا قطر، والمشاركة في حفلة توزيع كعكعة المساعدات القطرية، وبالنسبة ل “إسرائيل”، المساعدات القطرية نجاح كبير، فهي طوق نجاه للسلطة الفلسطينية، وتفتيد لمدعاة أن “إسرائيل” تدفع رسوم حماية لحركة حماس، حيث تظهر قطر أنها تقدم المساعدات للفلسطينيين أينما كانوا.

وعن موقف الجانب الإسرائيلي من المساعدات القطرية في الضفة الغربية كتب الصحفي الإسرائيلي، في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وبين صانعي القرار الإسرائيليين طرجت العديد من الأسئلة عن المساعدات القطرية منها، ما مدى تأثير قطر على المنطقة؟ كيف نتعامل مع حقيقة أن الإمارة الصغيرة والثرية ما زالت تقف مع الحركات والمنظمات الإسلامية التي يعتبرونها في “إسرائيل” بأنها “خارج  نطاق الاعتدال السُني؟ .

بمعنى آخر ، هل هذه براغماتية قطرية حقيقية أم لعبة قطرية مزدوجة من أجل الحصول على موطئ قدم في غزة والضفة الغربية ومن ثم سيتم الكشف عن وجهها الحقيقي؟ ، وكانت آراء متباينة حول القضية.

وعن فطر نفسها قال الصحفي الإسرائيلي، على الرغم من ثروتها الكبيرة ، إلا أن قطر في  أزمة. تحاول تخليص نفسها من الزاوية التي دفعتها إليها المملكة العربية السعودية ومصر ودول سُنية أخرى ، والتي ترى في قطر أنها السبب في زعزعة الاستقرار في المنطقة.

المساعدات القطرية المقدمة لقطاع غزة تهدف لتهدئة العلاقات المتوترة مع مصر،  في قطر يأملون في الحصول على “عفو” من السعوديين أيضًا، هذا هي مصلحة قطر والتي تتلاقى في المرحلة الحالية مع المصلحة الإسرائيلية.

وختم الصحفي الإسرائيلي، الانطباع  العام هو أن قطر  تشكل فريق الطوارئ المالي للشرق الأوسط. لن تحاول أن تبني لنفسها نفوذ في مناطق السلطة الفلسطينية، ،  وإن كل ما تريده  من وراء تقديم الأموال تحسين موقفها في واشنطن والقاهرة والرياض، هذه هي كل القصة.

رابط قصير:
https://madar.news/?p=136022

تعليقات

آخر الأخبار

السنوار يبعث برسالة إلى نصر الله

الجمعة 2024/09/13 12:40 مساءً

وفاة شاب بحادث سير في نابلس

الجمعة 2024/09/13 11:26 صباحًا