في عش الدبابير ، لن تجد السمن و لا العسل .. بقلم : حمدي فراج
مدار نيوز، نشر بـ 2024/08/05 الساعة 7:39 صباحًا
مدار نيوز \ نقف عند شفير حرب ، لا نعرف إن كانت ستكون الأخيرة ، أم ما قبل الأخيرة ، لكن على الأقل ، تبددت و تبخرت مقولة السادات من ان حرب تشرين 73 ستكون الأخيرة . نعرف على الأقل ، منذ تلك الحرب قبل نصف قرن ، ان إسرائيل خاضت غمار عشرة حروب على الأقل ، و معها عشرة حروب أخرى بواسطتها (كرمى لعيونها) ، أبرزها اسقاط صدام حسين و احتلال العراق ، اسقاط القذافي و معه الجماهيرية ، اسقاط عرفات و معه افراغ منظمة التحرير من مضمونها ، وقبل هذا و ذاك محاولة إسقاط الثورة الإسلامية الوليدة في ايران و التي طالت ثماني سنوات دون أي طائل عربي او إسلامي . نعرف أيضا ، ان “إسرائيل” هي عش الدبابير في المنطقة ، هي أجمة الذئاب المنفلتة ، هي التي تخرق القوانين ، هي الابنة المدللة التي لا يستطيع أحد أن يمسها بعقوبة او حتى التلويح بعقوبة ، تمارس الاحتلال العسكري على شعب فلسطين و جزء من الشعب السوري و اللبناني منذ ما يقارب ستين سنة . لا القوانين الدولية التي تحظر احتلال الغير بالقوة أوقفت احتلالها ، و لا القوانين التي شرعت مقاومة هذا الاحتلال نصرت هذه المقاومة ضدها ، بل على العكس من ذلك تماما ، منح هذا الكيان صكا دائما “بالدفاع عن نفسه” ، و صبغت المقاومة بالإرهاب ، حتى لو كانت مقاومة بحجر ، تذكرون بالتأكيد مشهد ممثلها في الأمم المتحدة “غلعاد أردان” يحضر حجرا و يرفعه امام ممثلي العالم و يقول ان الشعب الإسرائيلي يعاني إرهاب الفلسطينيين بالحجارة . لم تكن عشرات الحروب التي شهدتها المنطقة ، هي التجسيد الوحيد لهذا الصراع المرير مع هذه الدولة ، بل أيضا اتفاقيات السلام ، ليس فقط مع الفلسطينيين الذين تم افراغ نضالهم من شكله و مضمونه ، فلا على دولة حصلوا و لا على ثورة أبقوا ، بل أيضا مع الأردنيين و المصريين و اللبنانيين والسوريين ، قد يقول قائل ليس هناك سلام مع السوريين ، ولكن إسرائيل ضمت الجولان و أصبحت حياضا إسرائيليا ، و ما الحرب التي نقف عند شفيرها اليوم ، و التي اغتالت فيها إسرائيل القيادي الفلسطيني إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية و القائد اللبناني فؤاد شكر في العاصمة اللبنانية ، الا بذريعة مقتل عدد من أبناء “الجولان الإسرائيلي” . إن عشرة أشهر من العدوان الضروس على قطاع غزة ، سيدخل خلال أيام شهره الحادي عشر ، أتى على كل هذا التدمير ، و أتى على نحو مئة وخمسين ألف انسان بين قتيل و جريح ، ما هو الا بروفة الحرب التي نقف على اعتابها ، لن يكون شيئا مفاجئا و لا صارخا ان يقتل مثل هذا العدد في لبنان حزب الله الذي يملك ترسانة من مئة و خمسين ألف صاروخ ، مقارنة مع غزة التي تملك عشرة الاف فقط ، و لا في ايران التي يناهز عدد سكانها المئة مليون انسان مقارنة مع غزة التي يناهز المليوني انسان . فماذا مع إسرائيل ، هل ستحتمل سقوط هذا الكم من سكانها و هي التي تمتلك مئتي رأس نووي و يهرع العالم الأمريكي الغربي للدفاع عنها بكل أسلحته الحديثة . لكل شيء جديد مرته الأولى ، و القصف الإيراني المباشر لإسرائيل في أعماقها هو للمرة الثانية ، بغض النظر عن الكم الذي سيسقط جراء هذا الكيف الثاني ، لكن على القيادة الإسرائيلية المتطرفة و الامريكية المتصهينة و هي تنهي مقولة “بلاد السمن و العسل” ، أن تبدأ الاستعداد للمرة الثالثة .
رابط قصير:
https://madar.news/?p=319734