الشريط الأخباري

قانون نفي النفي …. من يفني من ؟ إسرائيل أم غزة ؟   بقلم : حمدي فراج

مدار نيوز، نشر بـ 2025/07/29 الساعة 3:47 مساءً

مدار نيوز \

هل بدأت إسرائيل عملية اغتراقها الذاتي في رمال غزة ، حد الاختناق ، بعد أقل من عامين على الطوفان ؟
ربما يكون من الصعب الإجابة الحاسمة على هذا السؤال الآن ، لكن هناك الكثير من الشواهد تقول بذلك ، أو على الأقل تفيد انها في الطريق الى هذا المسار المهلك .
ليس للأمرعلاقة متبقية للاجتهاد الفردي و العامل الذاتي ، فقد أخذت الأمور تخرج عن السيطرة الانسانية لتدخل حدود الموضوعية الطبيعاتية و الحتمية المادية للتاريخ و قانونها المركزي “نفي النفي”.
كل خطوة او قرار تتخذه إسرائيل في غزة ، بحق غزة ، سرعان ما يثبت فشله و عدمه ، عودة سريعة الى الوراء تثبت صحة هذا الاستنتاج ، إبادة غزة ، كل سكانها وحوش آدمية و حيوانات بشرية ، تهجيرهم “طوعا” ، تدمير بيوتهم فوق رؤوسهم ، تجويعهم و تعطيشهم ، قنصهم عند نقاط المساعدات “الإنسانية” ، اجتثاث المقاومة ، تحرير الرهائن المختطفين .
فتح خط مفاوضات عربية “مصرية قطرية” باشراف امريكي “ديمقراطي و جمهوري” ، خرق المفاوضات ، استئناف الإبادة ، استخدام القوة بقوة اقوى ، فتح أبواب جهنم ، تجويع حتى الموت ، ثم فتح مفاوضات جديدة و متجددة ، تعيد إسرائيل رفضها ، تنسحب احتجاجا ، ثم تعود ادراجها ، لكن هذه المرة بتقديم مساعدات “إنسانية” بحدودها الدنيا ، السماح بعدد محدود من الشاحنات و باسقاطات جوية لدولتي الأردن و الامارات .
حظر التعامل مع المنظمات الدولية ، تجريم الأمم المتحدة و الاونروا ، طردها و اغلاق مقراتها ، ثم التراجع ، مع تحميلها مسؤولية “التقصير و اختلاق الاعذار” عن عدم القيام بواجباتها كما يجب ، ثم موافقتها على ان تأخذ دورها في التوزيع .
محاولات خلق بدائل ، من قوات عربية ، ثم عشائر و عائلات ، الى محاولات تهريب مسلحين في شاحنات الطحين ، ثم خلق مجموعات عميلة “ابوذباب” .
لن ينفع أي شيء على الاطلاق ، بما في ذلك التوصل الى هدنة ، وإعادة المختطفين ، فالهدنة ستنتهي بعد ستين يوما ، و المختطفين لن يعودوا بدون تبادل لآخر محكوم بالمؤبد ، و على رأسهم هذه المرة قيادات وازنة في فتح و حماس و الجهاد و الشعبية ، و لبعضهم الكفء ، مواقع قيادية متقدمة في المقاومة و الفصائل و الشعب ، و لهذا ترى إسرائيل تتراجع عن مثل هذه الهدنة /الصفقة ، لكن من قال ان عدم توقيعها يعني ان إسرائيل وصلت الى تحقيق أهدافها ، من قال ان اعتراف فرنسا بالدولة الفلسطينية ليس له علاقة بما ترتكبه إسرائيل في غزة ، و من قال ان بريطانيا و معها ألمانيا و إيطاليا ، لن تكون لهم مواقف مشابهة او متقاربة ، و من قال ان أمريكا ستصمد وحدها في مناصرة هذه الدولة الغارقة ، خاصة وأن الموقف العربي برمته سيتغير ، ليس فقط التطبيعي الذي نظر الى “احتلال البلاد ضيافة” ، بات يخجل من نفسه و تاريخه ، بل لأن الآخرون يتغيرون ، و لأنهم المرشحون الأقرب للغرق في رمال غزة و صرخات اطفالها ، التي تردد صداها في أربعة ارباع العالم ، بما في ذلك إسرائيل نفسها .

رابط قصير:
https://madar.news/?p=342550

هذا المقال يعبر عن رأي صاحبه فقط.

تعليقات

آخر الأخبار