قبيلة اسرائيل سقطت في شر أعمالها ، فلا كعبا بلغت و لا كلابا .. بقلم : حمدي فراج

مدار نيوز \
بقصفه مدينة الدوحة ، يكون نتنياهو قد سقط و أسقط اسرائيله معه في شر أعماله ، بل في أشر أعماله . فقطر ليست دولة إرهابية ، ليست ايران ، و ليست لبنان حزب الله ، و ليست اليمن ، و ليست سوريا الأسد او حتى الشرع ، بل هي دولة متحضرة سلامية ، تتطوع لأن تتوسط بين المحتربين في الإقليم و العالم .
قطر دولة حليفة لأمريكا بغض النظر عن الحزب الذي يحكمها ، الدولة العظمى التي تتنفس إسرائيل شهيقها و زفيرها من رئتيها ، و التي تتلقى منها دعمها المطلق ، من شفرة الحلاقة حتى طائرة الفانتوم ، كما يقال . مع فارق ان إسرائيل التي تتلقى دعما ماليا يناهز خمسة مليارات دولار سنويا منذ تأسيسها قبل ثمانين عام ، فإن قطر هي التي تدعم أمريكا ، آخر تجليات هذا الدعم كان ترليون و اربعمائة مليار دولار قبل نحو ستة أشهر .
قطر دولة وسيطة بين إسرائيل و أعدائها غير المقتصرين على حركة حماس ، و مهما كانت قوة إسرائيل العسكرية ، و ضعف حماس ، فإنها ستظل بحاجة الى وسيط تقبله الاخيرة ، خاصة حين تحتجز نحو مئتين و خمسين رهينة ، كيف سيتم اطلاقهم بدون وسيط ؟ و بالمناسبة فإن قطر تلعب هذا الدور بين الجانبين قبل السابع من أكتوبر بكثير ، و كانت تقدم لحماس في غزة نحو ثلاثين مليون دولار شهريا ، بموافقة إسرائيل .
و خلال العامين الأخيرين ، نجحت قطر نجاحا بارزا في الدور الوسيطي الذي التزمت به ، و أطلقت سراح المئات من الإسرائيليين و الفلسطينيين ، و مرد هذا النجاح يعود الى التعامل النزيه مع الطرفين ، حتى انها في بعض الأوقات تعاملت بشيء من الحزم مع حماس .
الإستهداف ، يعني تلقائيا اغلاق ملف الرهائن ، بغض النظر عن نجاح الاستهداف أم فشله ، البعض سيقول ان على القاهرة استكمال المهمة الوساطية ، و لكن من يضمن ان لا تقوم إسرائيل باستهداف الوفد في القاهرة ، لطالما تم استهدافه في الدوحة ، هذا اذا قبلت القاهرة الانفراد بالمهمة بدون قطر ، التي تعلن عن موقف تقدمي مبدئي ، انها لن تتخلى عن دورها العميق في وقف الحروب و العدوان و القتل التوحشي .
لكن المجتمع الإسرائيلي بكليته ، لا ذوو المختطفين فقط ، ادركوا ان حكومتهم لا تهتم بحريتهم و لا حتى بسلامتهم .
ان استهداف قطر مبيت منذ سنة تقريبا ، و ما استهداف صحفيي الجزيرة بالقتل ، و غالبا مع عائلاتهم ، هي مقدمات لهذا العداء المطبق ، منذ وائل الدحدوح و حتى أنس الشريف ، بل منذ شيرين أبو عاقلة .
في مجلس الأمن ، بدت إسرائيل كما لم تبد من قبل ، لا سحيقا و لا حديثا ، بدت كما لو انها دولة حضيض منتبذة مجرمة محتلة إرهابية مارقة أصولية عنصرية مدانة ، و هي صفات معهودة ، لكن ان تجتمع في جلسة أممية واحدة بكل لغات الأرض ، و من دول عظمى صديقة و حليفة و داعمة لها ، فهذا لم يحدث من قبل ، و أظن ان القادم العربي و الإقليمي أخطر .
قيل أن أهجى بيت قالته العرب بحق قبيلة “نمير” ينطبق اليوم على قبيلة إسرائيل : فغض الطرف انك من نمير / فلا كعبا بلغت و لا كلابا .
رابط قصير:
https://madar.news/?p=345457