الشريط الأخباري

قلعة صانور.. نقمة ونعمة للبلدة على مر الزمان

مدار نيوز، نشر بـ 2017/03/05 الساعة 9:00 صباحًا

جنين – مدار نيوز: عند تجوالك في الجنوب من مدينة جنين، وبالتحديد في قرية صانور، لا بد لك أن تشتم رائحة الماضي وعبق ذكرياته، رائحة أجداده وتاريخه العريق، لتأخذك إلى أدراج الحقبة العثمانية من خلال معالمها.

“قلعة صانور” الرابضة على ربوع أرضها، شاهدة على ديمومة فلسطين التاريخية، وهي معلم مهم، خلفه العثمانيون لتكون قصرا لإحدى العائلات الاقطاعية في البلاد.

المختص بالأماكن الأثرية والتاريخية خالد تميم يروي تاريخ القلعة، ويقول إن هذه القلعة بنيت سنة 1785م، على يد شيخ جبل نابلس يوسف الجرار الملقب بـ “سلطان البر”، ومن قبله والده محمد الزبن الذي قام ببناء سور القلعة بعد قدومه من شرق الأردن إلى منطقة جنين، وتبلغ مساحتها 30 دونما.

ويصف تميم القلعة قائلا: “تضم القلعة حوشين من مبان عديدة داخل السور واحد، تتبعها البلدة القديمة من الجهة الشمالية خارج أسوار القلعة، إضافة الى وجود العديد من المغاور والآبار”.

ويذكر خالد تميم أن هذه القلعة خضعت للترميم وإعادة الـتأهيل عام 2008، عقب الدمار الذي حلَ بها بسبب النزاعات والصراعات الداخلية بين العائلات الحاكمة آنذاك على مصالحهم وأطماعهم في النفوذ.

ويشير تميم إلى أنَّ اسم “جبل النار” أطلق بدايةً على صانور، عقب حرق محاصيل عامٍ زراعيّ أثناء حصار العائلات الأخرى لها.

ويقول خالد تميم إن مدينة جنين كانت مركزاً لتلك العائلات الإقطاعية (عائلة رشيد، جرار، عبد الهادي، عبوشي) ذات القصور والنفوذ في القرى المجاورة، فَقد حكمت عائلة جرار مناطق عدة في جنين، وصانور، جبع، الجديدة، والزاوية، فَـكان بعض الأشخاص ينتسبون لتلك العائلات حباً في السيطرة وتقرباً من الحكام.

وأثناء تجوالنا بين ثنايا القلعة تجلس الحاجة باسمة أبو علي (57) سنة أمام منزلها، وتروي انه في إحدى هجمات أحمد باشا الجزار على القلعة ومحاصرتها، وفشله في السيطرة عليها، قام بوضع متراس في أعلى القلعة، وأمر بأن تهدم القرية بأكملها.

وتروي الحاجة أبو علي أغنية تتحدث عن فشل أحمد باشا الجزار والسيطرة على القلعة، وعن صمود القرية قائلة “أحمد باشا يا مغرور، لبست الحجر طنطور، كل القرى طاعتلك ما عدا قرية صانور، صانور يا صانور أهلك سبوعة ونور”.

وتضيف أبو علي: “هذه القلعة تاريخ عريق ومشرف، ونحن سنحافظ على هذا تاريخ طوال حياتنا، وسنورثه لأبنائنا كما ورثناه عن أبائنا وأجدادنا”.

وفي ختام حديثها، طالبت الحاجة باسمة وزارة السياحة والأثار والجهات المختصة بالتاريخ والتراث بالاهتمام أكثر في هذه القلعة، لأن هذا التراث يجب المحافظة عليه للأجيال القادمة، خوفا من اندثاره وتشويهه من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي.

“القدس” دوت كوم- شذى عابد ومجد الحاج

رابط قصير:
https://madar.news/?p=32246

تعليقات

آخر الأخبار