الشريط الأخباري

لا يتغير الناس بتغيير ملابسهم او أسمائهم  بقلم : حمدي فراج

مدار نيوز، نشر بـ 2024/12/27 الساعة 10:04 صباحًا

مدار نيوز \

لا يتغير الناس بتغيير ملابسهم أو أسمائهم او ملامح وجوههم او حتى لغتهم ، و نقصد هنا المدعو أبو محمد الجولاني الذي اصبح احمد الشرع ، و غيّر معه اسم تنظيمه الإرهابي جبهة النصرة الذي اصبح تحرير الشام ، و غيّر ملابسه من ما يسمى “الزي الإسلامي” الى ما يسمى “بالزي الافرنجي” ؛ الجاكيت و البنطلون و ربطة العنق . هناك ملايين المسلمين ما زالوا يعتقدون ان الدشداشة و العمامة هي الزي الإسلامي ، وكأن الناس قبل الإسلام كانوا يلبسون في الجزيرة العربية و الروم و الفرس بنطلونا و جاكيتا و كلسات او حتى كلاسين .

يتغير الناس في جوهرهم ؛ أفكارهم ، معتقداتهم ، ايمانهم ، مضامينهم ، التي بدورها تعكس تصرفاتهم و افعالهم و أهدافهم و طرائقهم في تحقيق كل ذلك ، و شخصيا لا أقلل من تغيير الشكل مقدمة لتغيير المضمون و الجوهر ، لكن قبل كل شيء علينا دائما ان نسأل عن حقيقة هذا التغيير الشكلي وما هي أسبابه الحقيقية و الدوافع التي أدت اليه.

السؤال الأول : هل هناك من يصدق ان تنظيم النصرة او تحرير الشام سيتحول من تنظيم ديني إرهابي الى نظام علماني او ديمقراطي تحفظ فيه حقوق الناس في حرياتهم و معتقداتهم واختيار ممثلهيم كل اربع سنوات مرة ، و قد كانت النصرة و داعش حتى وقت قريب تجبي الجزية من غير المسلمين و تقيم الحد على العلمانيين و الاشتراكيين و الشيوعيين ، و تحلل سبي النساء و نكاح الأمات و عرضهن في الأسواق للبيع و الشراء .

أما السؤال الثاني : فهو المتعلق بأمريكا ، التي وقفت خلف انشاء منظمة داعش و النصرة ، الأولى للقضاء عليها ، و الثانية لترويجها و تعميمها و تسليمها الحكم في سوريا ، و الايعاز دوليا و إقليميا الاعتراف بالشرع الجديد و النصرة الجديدة ، حتى قبل ان ترفع عنهما صفة الإرهاب و قانون قيصر . هل هذه الامريكا تغيرت كي نقول ان النصرة و الجولاني قد تغيرا .

تقول الرواية ان رجلا عاديا ، عرج على منزل مشرعة أبوابه لإقراء الطعام بمناسبة فرح او حزن ، فلما لاحظه اهل البيت بلباسه البسيط ، أجلسوه في الخارج ، و قدموا له الطعام في صحن واحد ، أكل و شبع و شكر و غادر . ثم ذهب الى البيت و لبس بذلة نظيفة لائقة ملفتة للنظر ، فدخل ، فهلّ به أصحاب البيت و بشّوا ، و قادوه الى صدر البيت حيث يجلس علية القوم ، و أحضروا صحن الطعام و صحن للمرق ، و ملعقة نظيفة ، و قالوا له تفضل . فأمسك بالملعقة ، و بدأ يغرف من المرق و يسكب على البذلة ، و عندما سألوه انه يسكب على البذلة ، قال هذا الطعام للبذلة ، أما أنا فتناولت طعامي قبل قليل . هل سمع احد منا ان الجولاني القديم او الشرع الجديد يطري سيرة تحرير فلسطين بكلمة ؟

رابط قصير:
https://madar.news/?p=329162

هذا المقال يعبر عن رأي صاحبه فقط.

تعليقات

آخر الأخبار