مزاج فلسطين سيعتدل …. أنج سعد فقد هلك سعيد بقلم : حمدي فراج
مدار نيوز \
في الأيام القليلة الأخيرة ، ظهرت مصطلحات سياسية جديدة غير معهودة فيما يتعلق بمنطقتنا ، ما كان لنا توقع ظهورها في مستقبلنا المنظور ، بل و نراها تتسارع كما لو أنها كرة ثلج في تموز ، من بين أهم هذه المصطلحات ذات المضامين الهائلة المذهلة ان إسرائيل أصبحت كما لو أنها “محمية أمريكية” ، تريد أمريكا منها هذه المرة ان تحميها من نفسها ، و بالتحديد من حكومتها “النتهوية السموترية البنغفرية” ، فزارها في عقرها خلال هذه الأيام الأخيرة الرئيس الأمريكي و نائبه و مبعوثيْه المقربيْن شريكه العقاري ويتكوف و صهره زوج ابنته كوشنير ثم وزير خارجيته مستشاره للأمن القومي روبيو .
“كيف سيحمون إسرائيل من نفسها ؟” ، هذا ليس الموضوع الأهم بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية ، المعروفة بأنها موطن البراغماتية الذرائعية و الانتهازية في العالم (جون ديوي و تشارلز بيرس ووليام جيمس) ، التي لا يهمها أحد في العالم بقدر ما تهتم بنفسها و مصالحها ، أولا و ثانيا و عاشرا ، ووفق المأثور العربي البائس : مئة أم تبكي و لا أمي تبكي .
لقد فهمت أمريكا ان إسرائيل ، و هي إسرائيلـ(ها) ، بعد أن ورطت نفسها في إبادة غزة الجميلة و شعبها العنيد ، قد بدأت بتوريطها معها ، لا أحد في العالم ، شوارعه العريقة ، عواصمه العظيمة ، صروحه العلمية ، محاكمه الدولية ، مستعد للدفاع عنها و عن جرائمها و عنصريتها الكريهة ، على مدار سنتين كاملتين ، لا قتل الا من أجل القتل و بقية النوازع الحيوانية .
أدركت أمريكا العظمى انها امام خيارين لا ثالث لهما امام اسرائيلها القزمة ؛ اما التخلي عنها كليا ، او السيطرة عليها سيطرة كاملة لكبح جوامحها كي لا تواصل نهشها و تقويضها و أذيتها و استنزافها المالي و العسكري و الأخلاقي . فاختارت الطريق الثاني ، لطالما ان القائمين عليها متماهون متماثلون و منضبطون و منصاعون يسمعون الكلام ، و لهذا اشتملت زيارات الامريكان اجتماعات عسكرية بحتة لكي يتجاوزوا المستوى السياسي اذا ما أحرن ، فقالت الصحيفة الأكبر “يدعوت احرنوت” أن إسرائيل أصبحت فعليًا محمية أمريكية ، تُتخذ القرارات في واشنطن ، وتُصدر التعليمات من هناك، وتُجبر إسرائيل على الانصياع فالتنفيذ .
آخر الأمثلة الصارخة ، قرار الكنيست بضم الضفة ، و هو أقرب الى القانون منه الى القرار ، برره وزير خارجية المحمية انه مجرد “مسرحية” و “لعبة” ، و كان ايهود براك قد أطلق قبل أسبوع هذا الوصف “لعبة بلاستيكية في يد ترامب” على نتنياهو . و عليه فإن من لا يملك القدرة على حكم بلده ، لن يستطيع ضم الضفة و لا حكم غزة ، بل انه لا يملك الإبقاء على مروان البرغوثي ، و صحبه الستة ، رهن القيد حاكما لقطاع غزة . إنه لربما مزاج فلسطين الذي بدا و أنه سيعتدل ، شرط ان لا يأتي التخريب من حماس بالتشددات اللفظية ، او من فتح بنزعات التفرد و الهيمنة و التنازلات المفتوحة على الغارب .
رابط قصير:
https://madar.news/?p=348257



