مساجد نابلس.. شواهد حية على عراقة المدينة

نابلس – مدار نيوز: تعتبر مدينة نابلس إحدى أشهر المدن الفلسطينية تراثاً وأعرقها تاريخاً، فهي تشكل مَعلماً تاريخياً ودينياً وحضارياً مهماً على مر سنواتٍ عدة، فقد تعاقبت على ربوع أرضها أممٌ وحضاراتُ عريقة، حيث كانت المدينة بأزقتها وكنائسها ومساجدها وجمال عمارتها شاهداً حياً عليها.
في قلب مدينة نابلس، وبين أزقتها القديمة، تحتضن معالمَ أثريةً تفخر بعظيم عمرانها وروعة جمالها، مبانٍ كانت دليلاً على أصالة الحضارة فيها، ألا وهي المساجد، حيث تعتبر مدينة نابلس وخاصة البلدة القديمة، كنزاً أثرياً دينياً تميزها عن باقي المدن الفلسطينية الأخرى، ومن أشهرها: مسجد الساطون، الحنبلي، مسجد البيك، النصر، الأنبياء، الصلاح الكبير، رجال العامود، التينة، والخضراء.
وتحدث مسؤول إعمار المساجد في مدينة نابلس، الشيخ جمعة الافغاني، عن هذه المساجد وتاريخها، موضحا أن من أشهرها، مسجد الساطون الذي يقع في قلب حارة الياسمينة في البلدة القديمة من مدينة نابلس، حيث يعتبر من أقدم المساجد في المدينة وأجملها في طريقة بنائه وجمال تصميمه.
ويعود هذا المسجد إلى عهد الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) و سمي بهذا الاسم نسبة إلى عامود الرخام فيه وإلى كثرة الأعمدة التي يحتويها، وزاده جمالاً كثرة المحاريب بداخله ومئذنته القديمة التي تحتوي” ١٢” وجها فيها.
وبين الشيخ الأفغاني دور مديرية الأوقاف بالمدينة في متابعة ترميم المساجد الأثرية وإعمارها، حيث قامت المديرية بتشكيل لجنة لمتابعة اعمار مسجد الساطون، فقد تم اعمار البيوت المجاورة للمسجد حتى لا تقع على المصلين. أما مسجد الحنبلي فقد تم ترميم الأماكن أمام المسجد للمصلحة العامة بقيمة 40000 دينار أردني.
وقد شهد المسجد الصلاحي الكبير ترميم المحلات الأمامية له، التي أصبحت من أجمل المحال التجارية للمصلحة العامة، كما تم اعمار قاعات أسفل المسجد للمناسبات العديدة.
وكان مسجد الخضراء قد شهد تدميرا للواجهة الغربية منه، فتم ترميمه حينئذً ولكن ليس كما يجب ، حيث يحتاج إلى جهودٍ حثيثة لإعادة ترميمه وإصلاحه. أما مسجد التينة فقد تم الانتهاء من ترميمه قبل سنة من قبل لجنة تم تشكيلها لهذا الغرض.
وفيما يتعلق بالمسجد الصلاحي الكبير، فقد انتهت الأوقاف من ترميمه قبل سنة ونصف، حيث جرى ترميم الأرضيات، وتركيب مظلة أمام المسجد، وترميم مصلى للنساء، وتكحيل الجدران. كما تم تعمير عدة غرف في مسجد الحنبلي في الجهة الشرقية للمسجد.
وأكد الشيخ الأفغاني وجود متطوعين لخدمة هذه المساجد ورعايتها دون مقابل، ومتابعة احتياجات المصلين فيها، وتحتاج هذه المساجد إلى دعم مالي كافٍ لمتابعة إصلاحها.
“القدس” دوت كوم- يَمان عمير
رابط قصير:
https://madar.news/?p=43357