من هناك نبدأ ، من هنا نستأنف ما بدأه الاسلاف .. بقلم : حمدي فراج
مدار نيوز \
كل قيادي فلسطيني مسؤول ، من اليمين و اليسار و الوسط ، ينظر الى الصراع مع الإسرائيليين ، على ان هذا الصراع قد ابتدأ معه و به ، و أنه صراعه الذاتي ، و أن حله يتطلب تجاوز كل الحلول الفاشلة الماضية ، وأنه لا بد من التغيير و التغير ، و أنه لا بأس ان يجب مجيئه من سبقه و ما سبقه ، فإنه سيخطيء و بالتالي سيفشل حتى لو حكم خمسين سنة من عمره ، كما فعل من سبقوه . فمن نظر الى ان الصراع ابتدأ عام 1967 ، أخطأ و فشل ، لأنه تجاهل من اطلق النضال عام 1965 ، و هذا بدوره أخطأ لأنه تجاهل من أطلق النضال عام 1959 ، و هكذا عام 1948 ، و عام 1936 ، و عام 1929 ، و عام 1917 عام وعد بلفور المشؤوم .
في مفاوضات ما بعد انتفاضة شهداء الأقصى ، كان المفاوض الفلسطيني يطالب بالعودة الى أوضاع عشية انطلاق الانتفاضة الثامن و العشرون من أيلول عام 2000 ، و اليوم لن نتفاجأ من ان تكون المفاوضات للعودة الى الأوضاع التي سبقت السابع من أكتوبر 2023 .
نسوق كل ذلك ، و نحن أمام مشروع قرار مجلس الامن التي تقدمت به الولايات المتحدة لدعم خطة ترامب في وقف الحرب على غزة و إحلال السلام في الشرق الاوسط ، و هو المطلب الذي أصرت مصر على سنّه و تشريعه في أعلى هيئة أممية في العالم ، و يبدو أن هناك من سبب ما لممانعة من روسيا و الصين ، ثم أضفت عليه أمريكا تعديلا يتعلق بما أسمته حق تقرير المصير و إقامة الدولة المستقلة .
سنجد من يتسابق فلسطينيا في قبول هذا المقترح ، فلقد سبق له من قبل أن وافق على ما هو دونه ، و من بين هذا الدون ، اتفاقية اعلان المباديء بين منظمة التحرير و إسرائيل التي عرفت باتفاقية أوسلو ، تعترف إسرائيل بالمنظمة ممثلة للشعب الفلسطيني و تعترف المنظمة بدولة إسرائيل ، و تحدد الاتفاقية مناقشة قضايا الحل الدائم الخمسة ، و الدولة ليست من ضمنها ، خلال خمس سنوات تحين عام 1999 ، و ها هي ربع قرن من الزمان قد مرت ، دون ان تحل قضية واحدة من تلك القضايا .
لم يطرح المفاوض الفلسطيني في أوسلو عرضها على مجلس الأمن لكي تكتسب شرعية عالمية و لكي يتبنى متابعتها حين تتمنع الأطراف عن تطبيقها التطبيق الدقيق ، لكنها على الأقل حددت سقفا زمنيا لتنفيذها مدته خمس سنوات ، بعكس مشروع القرار الحالي الذي يترك الأمر مفتوحا لخمسين سنة قادمة ، في حين يحدد ترامب في خطته الوقت مع حماس بالساعة (72 ساعة لإعادة الاسرى) ، و يرهن نتنياهو القصف و القتل و استمرار التجويع و عدم ادخال الخيام قبل وصول الشتاء ببضعة جثث . البعض يعتقد ان تنفيذ القرار قد يستغرق خمسين سنة فيه مبالغة ، قرار 242 القاضي بانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها – كلها – مضى عليه اليوم 58 سنة ، و ما زالت إسرائيل تنسحب ، و قرار 181 القاضي بإقامة دولتين لنا و لهم ، مضى عليه 77 سنة ، قامت دولتهم ، و ما زالت دولتنا تقوم .
رابط قصير:
https://madar.news/?p=349310



