في مثل هذا اليوم قتل الحاكم ..من يستفيد من دروس الماضي ؟..وديع عواودة

مدار نيوز : في مثل هذا اليوم قتل ثائر فلسطيني حاكم لواء الجليل( الناصرة، عكا،طبريا وبيسان) في حكم الاستعمار البريطاني لويس اندروز في يوم ميلاده الواحد والأربعين خلال زيارته الناصرة(26.09.1937).
قيل إن منفذ العملية الشجاعة ثائر من ندور جنوب الناصرة وبرواية أخرى من مسمية غزة.
المؤكد أن أندروز كان ضابطا أستراليا مؤيدا للصهيونية واصل الليل بالنهار لتطبيق وعد بلفور وعرف بقبضته الحديدية وبطشه ضد الشعب الفلسطيني وساهم لحد كبير ببناء مستوطنات في سهل الحولة،مرج بن عامر ووادي الحوارث خاصة مستوطنات ” البرج والجدار”( حوماه ومغدال).
حدثت العملية الشجاعة ذلك في ظل أجواء محتقنة ومتوترة في الشارع الفلسطيني غداة صدور توصيات لجنة بيل للتحقيق باندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى(1939-1936) ومنها التوصية بقسيم البلاد.
تسبب قتل أندروز بتصعيد البطش والقتل من قبل سلطات الاستعمار البريطاني التي عزلت مفتي القدس الحاج أمين الحسيني وحلت اللجنة العربية العليا (المؤسسة القيادية العليا وقتذاك) وأقدمت على اعتقالات بالجملة للقيادات الوطنية والدينية مما أدرى لرحيل قسم منها لبيروت ودمشق. لكن ذلك صب الزيت على نار الثورة فزادت اشتعالا من البحر إلى النهر.
خبت الثورة في 1940 وفشلت بتحقيق أهدافها الوطنية وعلى رأسها الاستقلال وحماية سلامة الوطن رغم آلاف الشهداء والجرحى،وذلك نتيجة عدة أسباب منها جرائم بريطانيا وخذلان الأنظمة العربية لكن الأهم انقسام الفلسطينيين : بين ثورة وثورة مضادة عرفت بـ ” فصائل السلام “.
بلغ الفلسطينيون عام 1948 وهم بالكاد يلتقطون أنفساهم ينزفون مما ساهم بحدوث النكبة. لم يتعلم الفلسطينيون الدرس فأنهكهم انقسام حركتي فتح وحماس. هل نضجت الظروف للتخلص من هذه الفضيحة بعد عشر سنوات ونيف على وقوعها ؟
رابط قصير:
https://madar.news/?p=57149